تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

النفط والغاز في النرويج.. تراجع الإنتاج يهدد بخسائر 1.42 تريليون دولار

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يسجل إنتاج النفط والغاز في النرويج هبوطًا.
  • يتعين على النرويج تكثيف استثمارات النفط والغاز تجنبًا لخسائر فادحة.
  • النرويج تمضي قدمًا في استعمال مصادر الطاقة المتجددة.
  • بلغ حجم إنتاج سوائل الغاز الطبيعي 234 ألف برميل في النرويج خلال يوليو.
  • النرويج تتعهّد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تدُق أجراس الخطر بشأن تراجع إنتاج النفط والغاز في النرويج، وما يترتب على ذلك من خسائر مادية فادحة قد تصل إلى تريليونات الدولارات.

ووفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، بات لزامًا على النرويج أن تكثف أنشطة البحث والتنقيب بمنطقة الجرف القاري؛ لدعم مستويات الإنتاج.

في المقابل يُتوقع أن يؤدي التقاعس النرويجي عن ضخ استثمارات عاجلة في تلك الصناعة، إلى هدم أركانها، وما لذلك من تداعيات على أمن الطاقة في البلد الإسكندنافي.

في المقابل تمضي النرويج قُدمًا نحو استعمال مصادر الطاقة المتجددة، متعهدةً بتحقيق أهداف الحياد الكربوني خلال المدة بين عامي 2045 و2055.

3 سيناريوهات

في الوقت الذي من المتوقع خلاله أن ينكمش إنتاج الوقود الأحفوري في النرويج، بمضي الوقت، وصولًا إلى أهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، خلصت نتائج تقرير أعدّته مديرية الموارد البحرية النرويجية التابعة لوزارة الطاقة، إلى 3 سيناريوهات تُظهِر تراجعًا بإنتاج النفط والغاز في النرويج إلى جانب الآثار المالية ذات الصلة.

وحذّر تقرير الموارد الذي أعدّته المديرية المعروفة اختصارًا بـ"إن أو دي" (NOD) من خطر فقدان ما إجمالي قيمته 1.42 تريليون دولار (15 تريليون كرونة نرويجية) حال لم تسرع أوسلو من وتيرة بحثها عن الموارد الهيدروكربونية المتبقية في الجرف القاري النرويجي، واستغلال التقنيات الحديثة لتعزيز مستويات الإنتاج، وفق موقع أوفشور إنرجي (OFFSHORE ENERGY).

* (الكرونة النرويجية = 0.096 دولارًا أميركيًا).

وحتى على الرغم من أن النرويج تمتلك موارد نفط وغاز هائلة في الجرف القاري، والتي قد تسهم في تعزيز مستويات الإنتاج من هذين الوقودين الإستراتيجيين، وتصديرهما خلال السنوات المقبلة، تواجه البلاد إمكان فقدان ما يعادل قيمة صندوق تقاعد حكومي بأكمله، حال لم تختَر الطريق الصحيح الذي تمضي فيه بهذا المسار.

وتُسلّط السيناريوهات الـ3 المتوقعة حتى عام 2050، الضوء على الفارق الذي يمكن أن يُحدثه الاختيار بين إنتاج النفط والغاز المرتفع والمنخفض في النرويج، حتى على الرغم من توقعات مديرية الموارد البحرية النرويجية بحصول تراجع في إجمالي الإنتاج بالجرف القاري بعد عام 2025.

وتُظهر تلك السيناريوهات أن السرعة التي تظهر من خلالها تداعيات القيود على الإنتاج إنما تعتمد على بضعة عوامل، مؤكدةً أن تسريع وتيرة أنشطة الاستكشاف والتطوير التكنولوجي هو كلمة السر في رفع مستويات إنتاج النفط والغاز في النرويج.

حقل ترول للغاز في النرويج
حقل ترول للغاز في النرويج - الصورة من موقع إكوينور

الاستكشاف والاستثمارات

أكّدت مديرة التكنولوجيا والتحليل والتعايش لدى "إن أو دي" كيرستي داهل: "لهذا السبب نحتاج إلى تعزيز الاستكشاف والاستثمارات في الحقول، والاكتشافات والبنية التحتية بهدف إبطاء وتيرة التراجع في إنتاج النفط والغاز في النرويج".

وأضافت داهل: "الإخفاق في ضخ تلك الاستثمارات سيؤدي إلى التفكك السريع لصناعة النفط"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وتابعت: "تكشف السيناريوهات عن الفروقات الصارخة في خلق القيمة المستقبلية وإيرادات الحكومة في المستقبل من الأنشطة النفطية؛ وتُظهِر حسابات مديرية الموارد البحرية النرويجية فارقًا في صافي التدفقات النقدية يلامس 15 مليار كرونة نرويجية (1 مليار و400 مليون دولار أميركي) بين سيناريوهي ارتفاع إنتاج النفط والغاز في النرويج وبين انخفاضه".

واستنادًا إلى تحليل أنشطة الاستكشاف بوساطة مديرية الموارد البحرية النرويجية على مدار الأعوام الـ20 الأخيرة، يُنظَر إلى أنشطة استكشاف النفط والغاز على أنها مُربحة للغاية، ويمكن أن تتُرجَم إلى ما يزيد على 2 تريليون كرونة (189.4 مليار دولار أميركي).

وتشير الأرقام إلى أن إجمالي القيمة المتحققة من اكتشافات النفط والغاز في النرويج يزيد 3 مرات على التكلفة المُنفَقة على أنشطة الاستكشافات خلال المدة ذاتها.

وبناءً عليه يسلط تقرير مديرية الموارد البحرية النرويجية الضوء على الحاجة الماسّة إلى المحافظة على مستوى نشاط إنتاج النفط والغاز في النرويج بمضي الوقت، واستكشاف موارد إضافية.

منصة آستا هانستين في النرويج-
منصة آستا هانستين في النرويج - الصورة من موقع شركة إكوينور

ويُنظَر إلى الزيادة في المعلومات والتغطية الفاعلة للبيانات واستحداث مناهج عمل جديدة، إلى جانب التقنيات الناشئة، على أنها تمهد السبيل أمام إيجاد فرص استكشاف جديدة، ومن الممكن أن يَنتُج عنها اكتشافات مربحة أكثر خلال السنوات المقبلة.

وفي هذا الصدد قالت مديرة التكنولوجيا والتحليل والتعايش لدى "إن أودي" كيرستي داهل: "النرويج والجرف القاري النرويجي لا يزالان في وضع مثالي للحفاظ على مكانة أوسلو بصفتها مُنتِجًا تنافسيًا للنفط والغاز خلال السنوات المقبلة؛ لأن لدينا موارد متبقية هائلة، وانبعاثات منخفضة، وبنية تحتية مطورة جيدًا وتكاليف تشغيل منخفضة وظروف إطارية مستقرة".

إنتاج النفط والغاز في النرويج خلال يوليو

لامس إنتاج النفط والغاز في النرويج زيادة فاقت التوقعات خلال شهر شهر يوليو/تموز (2024)، على أساس سنوي وشهري كذلك.

وتخطّى متوسط الإنتاج اليومي من النفط وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات في النرويج خلال شهر يوليو/تموز الماضي مليونَي برميل، وفق بيان صحفي سابق طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وزاد إجمالي الإنتاج منذ بداية يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز (2023) إلى نحو 144.2 مليون متر مكعب من النفط المكافئ، على أساس سنوي.

وتزامنًا مع ارتفاع الإنتاج، تبرُز هناك توقعات باعثة على التفاؤل بزيادة استثمارات النفط والغاز لتسجل رقمًا قياسيًا خلال العامين الجاري والمقبل (2025).

وبلغ إنتاج النفط في النرويج، خلال يوليو/تموز الماضي، 1.826 مليون برميل يوميًا، بارتفاع 5.9% عن توقعات رسمية عند 1.724 مليون برميل يوميًا.

كما يزيد هذا عن إنتاج النفط في شهر يونيو/حزيران (2024)، الذي سجّل إنتاج 1.718 مليون برميل يوميًا بنسبة 6.3%.

وعلى أساس سنوي، يقل إنتاج شهر يوليو/تموز الماضي بنسبة طفيفة (0.5%) عن 1.836 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز من العام الماضي (2023).

وبلغ حجم إنتاج سوائل الغاز الطبيعي 234 ألف برميل، والمكثفات 19 ألف برميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق