شهدت فواتير الطاقة في بريطانيا زيادة جديدة مع اقتراب حلول فصل الشتاء؛ ما يُعمِّق الأزمة التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين بسبب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، في ضوء الاعتماد على واردات الغاز من الخارج.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هيئة تنظيم سوق الطاقة الحكومية "أوفغيم" رفعت (اليوم الجمعة 23 أغسطس/آب 2024) سقف أسعار فواتير الطاقة المنزلية بنسبة 10%، على أن يجري التطبيق بدءًا من مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأرجعت "أوفغيم" القرار إلى تقلبات الطقس الشديدة، واستمرار الصراعات الجيوسياسية مثل: الحرب في أوكرانيا.
وكانت مؤسسة ريزوليوشن (Resolution) قد توقّعت -أواخر أبريل/نيسان الماضي- الحاجة إلى إضافة 29 مليار جنيه إسترليني (37.99 مليار دولار أميركي) سنويًا إلى فواتير الطاقة المنزلية في البلاد، بحلول عام 2050، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وتكلفة التحول الأخضر.
* (الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا).
وارتفع إجمالي استهلاك الأسر في بريطانيا بنسبة 3.1% خلال الربع الأول من العام الجاري (2024)، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، على الرغم من الطقس الدافئ، في حين لم يشهد الاستهلاك الصناعي تغيرًا، بحسب إحصائيات وزارة أمن الطاقة.
سوق الغاز المتقلبة
اعترف الرئيس التنفيذي لهيئة أوفيغم جوناثان برييرلي، بأن رفع فواتير الطاقة في بريطانيا سيكون صعبًا للغاية للعديد من الأسر، وفق ما نشرته رويترز.
وقال إن الزيادة مدفوعة بالأساس بسبب اعتماد لندن على سوق الغاز العالمية المتقلبة، التي تتأثر بالأحداث الدولية غير المتوقعة.
ومن المقرر أن تسجل فواتير الطاقة في بريطانيا مستوى سنويًا قدره 1717 جنيهًا إسترلينيًا (2250.64 دولارًا أميركيًا)، مع بدء تطبيق القرار في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكانت شركة الأبحاث والتحليلات كورنوول إنسايت Cornwall Insight قد توقّعت -في تقرير أصدرته يوم الإثنين الماضي 19 أغسطس/آب- ارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا بنسبة 9%؛ نتيجة أسعار سوق الجملة للغاز والكهرباء التي شهدت زيادة على مدى الشهور القليلة الماضية.
تعافٍ محدود
شهدت فواتير الطاقة في بريطانيا استقرارًا مؤخرًا، مقارنة بما كانت عليه خلال العامين الماضيين، في الوقت نفسه لم تتعاف السوق البريطانية تمامًا من أزمة الطاقة وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقًا لما ذكره تقرير شركة "كورنوول إنسايت" للاستشارات.
وقال وزير الطاقة إد ميليباند، إن صعود فواتير الطاقة في بريطانيا كان نتيجة مباشرة لما وصفه بـ"سياسة الطاقة الفاشلة" التي ورثتها حكومة حزب العمال من حزب المحافظين.
وأضاف "ميليباند" أن تلك السياسة تركت البلاد تحت رحمة أسواق الغاز الدولية "التي يتحكم فيها الديكتاتوريون"، وفقًا لوصفه.
وأكدت شركة كورنوول إنسايت ضرورة تقديم الحكومة سلسلة تدابير، لحماية الفئات الفقيرة من القرار المرتقب لارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا.
وأضافت أن التحول تجاه مصادر الطاقة المستدامة المنتجة محليًا يُعد خطوة ضرورية على المدى الطويل، لتقليل تعرض بريطانيا للصدمات الدولية في قطاع الطاقة.
أعلى مستوى
استبعد محلل في شركة كورنوول إنسايت، كريغ لوري، العودة إلى الأسعار المرتفعة للغاية التي شهدتها فواتير الطاقة في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، مرجحًا أن تعود الفواتير إلى معدلاتها الطبيعية والمناسبة للمستهلكين.
وكانت بريطانيا فرضت حدًا أقصى على فواتير الطاقة للمستهلكين في عام 2019.
ووصل متوسط تكلفة فواتير الطاقة في البلاد إلى أعلى مستوى له، وهو 4 آلاف و279 جنيهًا إسترلينيًا في يناير/كانون الثاني 2023، عقب الصدمات التي خلفتها تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على أسواق الطاقة الدولية.
وقال منسق ائتلاف "إنهاء فقر الوقود" سيمون فرانسيس، إن فواتير الطاقة ما تزال مرتفعة بنسبة 65%، مقارنة بمدة ما قبل الأزمة الناتجة عن الحرب الروسية.
الواردات والإنتاج
بلغت واردات الكهرباء مستوى قياسيًا جديدًا عند 11.2 تيراواط/ساعة خلال الربع الأول من العام الجاري (2024)، وارتفعت نسبة الاعتماد على الواردات إلى 44.4% للربع نفسه، حسبما أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة أمن الطاقة البريطانية أواخر يونيو/حزيران الماضي.
في الوقت نفسه، انخفض إنتاج الطاقة في بريطانيا بنسبة 8.9% خلال مدة المقارنة السابق ذكرها.
وأرجع تقرير وزارة أمن الطاقة البريطانية التراجع إلى استمرار هبوط إنتاج النفط الذي لم يتعاف تمامًا، منذ الصيانة المكثفة التي أجريت في صيف عام (2021).
كما أشار تقرير الوزارة إلى انخفاض إنتاج الطاقة النووية الذي سجل أدنى مستوى له على الإطلاق، نتيجة للصيانة وانقطاعات التيار غير المخطط لها.
موضوعات متعلقة..
- فواتير الطاقة البريطانية ترتفع بسبب الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا
- فواتير الطاقة في بريطانيا قد ترتفع 36 مليار دولار بسبب التحول الأخضر
- مديونيات فواتير الطاقة البريطانية تتفاقم الشتاء المقبل.. شركات تحذر
اقرأ أيضًا..
- نتائج مبهرة لاكتشاف نفطي في مصر.. واستعدادات لتطوير 532 مليون برميل
- منافس مفاجئ قد يقتنص الغاز النيجيري من المغرب والجزائر
- حقل خريص السعودي.. قصة تحدٍّ بـ1.2 مليون برميل يوميًا ربحته أرامكو