التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةكهرباء

وزير الطاقة اللبناني: لا حاجة إلى زيادة أسعار الكهرباء.. وهذه هي الدول الداعمة لنا (حوار)

أحمد بدر

تشرف أزمة الكهرباء في لبنان على انفراجة قريبة، في ظل مساعي وزير الطاقة اللبناني الدكتور وليد فياض إلى تأمين المصادر من أكثر من جهة، وفي مقدمتها الجزائر، التي أعلنت دعمها بيروت في أزمتها.

ويعاني لبنان أزمة ضخمة في قطاع الكهرباء، أسفرت عن انقطاع كامل للتيار في عموم البلاد، حتى إن الانقطاع طال المرافق الأساسية والحيوية، وفي مقدمتها المطار ومحطات تحلية المياه، وكذلك الإنارة العامة ومقار الوزارات المختلفة.

في حوار خاص، أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يوضح وزير الطاقة اللبناني الدكتور وليد فياض أبعاد الأزمة، وأبرز الحلول العاجلة لها، وكذلك وضع الإمدادات التي أعلنت الجزائر تقديمها إلى بلاده.

وتطرّق وزير الطاقة اللبناني، خلال الحوار، إلى حجم تغطية الطاقة حاليًا في المناطق والمرافق الحيوية، كما شرح موقفه -ووزارته- من مسألة زيادة أسعار الكهرباء في لبنان، وما إن كانت حلًا لتجاوز الأزمة الحالية، فإلى نص الحوار:

ما تفسيرك لتفاقم مشكلة الكهرباء؟ وهل يحل استقلال مؤسسة الكهرباء الأزمة؟

تفاقمت أزمة الكهرباء في لبنان مؤخرًا مع تأخر شحنة الوقود العراقي، وكذلك تأخر فتح الاعتمادات اللازمة لسداد ثمنها.

أما فيما يخص مؤسسة كهرباء لبنان، فهي لا تخضع سوى لسلطة وصاية من وزارة الطاقة، ولديها مجلس إدارتها وقراراتها الخاصة، بما يناسب توجيهات وزارة الطاقة والحكومة، أي لها استقلالية في اتخاذ قراراتها.

ولكن سلب استقلالية مؤسسة الكهرباء لن يحل المشكلة في لبنان، لأنها ترتبط بعدد من المشكلات، لذلك فإن الحل يكون من خلال سلة متكاملة.

مقر مؤسسة كهرباء لبنان
مقر مؤسسة كهرباء لبنان - الصورة من موقعها الإلكتروني

هل لديكم خطة على المدى القريب لتجاوز الأزمة الحالية؟

بالفعل هناك خطة لحل أزمة الكهرباء في لبنان، تتكوّن من 5 مراحل مرتبطة بمواعيد محددة، وهذه الخطة تبدأ بتأمين 100 ميغاواط فورًا من مؤسسة الكهرباء، مرورًا بتوفير 300 ميغاواط حتى 25 أغسطس/آب.

وتمتد الخطة عبر مرحلتها الثالثة حتى 5 سبتمبر/أيلول، لتوفير 600 ميغاواط، ثم المرحلة الرابعة التي تستهدف تجاوز هذه القدرة الإنتاجية حتى نهاية سبتمبر/أيلول، وصولًا إلى المرحلة الخامسة التي تبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتعتمد على تلقي الديزل الأحمر العراقي بنظام المبادلة للوصول إلى 800 ميغاواط.

يُشار هنا إلى أن مساعي تجاوز انقطاع الكهرباء في لبنان بالكامل شملت توفير إمدادات للمرافق الرئيسة، مثل المطار ومرفأ بيروت والمنشآت الحيوية، بنحو 200 ميغاواط، تم توفيرها بالفعل، مع إمكان الحصول على إمدادات إضافية من منشآت الزهراني، ستكون على سبيل الإعارة من مؤسسة كهرباء لبنان.

أزمة الكهرباء في لبنان

حول حجم ساعات التغذية.. كيف كانت وما شكلها المستقبلي؟

قبل تفاقم أزمة الكهرباء في لبنان، مؤخرًا، كانت ساعات التغذية تتراوح بين 3 و5 ساعات يوميًا، ولكن نأمل أن تزيد هذه المدة مع زيادة الضخ النفطي باتجاه لبنان في المستقبل القريب.

وحول حجمها المستقبلي، فإن فصل الصيف يقترب من نهايته، ما يعني تخفيف استهلاك الكهرباء في البلاد، وهو ما يمكن أن يوفر إمدادات إضافية من الطاقة على الشبكة، لضمان ساعات أطول من التغذية.

ما حجم الوقود الجزائري القادم إلى لبنان.. وهل تؤدي دول أخرى دورًا في حل الأزمة؟

حجم الشحنات القادمة من الجزائر، ووقت وصولها كذلك، أمر متروك للإخوة الجزائريين، ولكن النفط الجزائري لن يكون للاستعمال داخل البلاد، وإنما سيعمل لبنان على استبداله، من خلال مناقصات وآليات معتمدة، على غرار النفط العراقي.

أما فيما يتعلق بالدول الأخرى فإنه بخلاف الجزائر والعراق، لا تقدم أي دول أخرى الدعم لحل أزمة الكهرباء في لبنان، إذ إن مصر وفّرت الشحنة للناقلة "سبوت كارغو"، أي للتاجر، كما أنها وفرت الغاز في بداية الأزمة، ولكن بسبب العقوبات وقانون "قيصر" لم يصل الغاز المصري إلى لبنان.

الغاز المصري

والأردن -كذلك- وفّر إمدادات من الكهرباء للتصدير إلى لبنان عبر سوريا، ولكن بسبب القانون نفسه لم تحصل بيروت على الكهرباء الأردنية.

وهنا يجب تأكيد أن الغاز المصري والكهرباء الأردنية كانت مدفوعة الثمن وليست هبات، إذ إن لبنان لم يحصل على هبات سوى من "جزء" من النفط العراقي، والصادرات الجزائرية.

هل تفكر وزارة الطاقة في زيادة أسعار الكهرباء في لبنان للإسهام في حل الأزمة؟

لا ترتبط زيادة أسعار الكهرباء في لبنان بحل الأزمة، خاصة أن سعر الكيلوواط حاليًا يبلغ نحو 27 سنتًا، وهو سعر يكفي لتغطية تكلفة الإنتاج والإهدار التقني وغير التقني، كما أنه أسهم في توجه المواطنين نحو ترشيد الاستهلاك والإنفاق.

كما أن دعم الكهرباء يذهب حاليًا إلى الطبقة متوسطة الحال، بعدما كان يذهب في السابق إلى الغني والفقير على حد سواء، لذلك، لا توجد حاجة إلى زيادة أسعار الكهرباء في لبنان، بل يمكن مستقبلًا بحث إمكان تخفيض التعرفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أموال المصريين في مصيدة.. المستشارين والعواجيز .. نكشف أسرار مغارة على بابا .. أيادى الرقابة مغلولة والحل فى تطبيق القانون... لماذا يحصل الرؤساء التنفيذي للشركات القابضة والمستشارين على مميزات ورواتب "خيالية"؟
    "إذا كان الوزير لا يستطيع إدارة وزارته من خلال خبراته ويستعين بمستشارين لحل مشكلاتها لا يستحق أن يبقى في منصبه".. و"إذا كان هناك مستشارا أجدر من خلال خبرته في إدارة أي وزارة فهو الأجدر والأولى بمنصب الوزير بدلا من تحميل الدولة المزيد من النفقات".
    أكثر من 28 مليار جنيه فاتورة مستشاري الوزارات سنويًا..تشير التقديرات الغير رسمية إلى أن عدد المستشارين في الوزارات والمحافظات يصل إلى 73 ألف مستشار، يتركز معظمهم في وزارات الكهرباء والبترول والمالية والصحة والسياحة والتضامن الاجتماعي، ويحصلون علي نحو ملياري جنيه شهرياً في شكل مرتبات ومكافآت وحوافز... وقدرت الإحصاءات عدد المستشارين في كل وزارة بنحو 800 مستشار، يحصلون علي 2.1 مليار جنيه سنوياً. فيما يحصل نحو 67 مستشاراً بإحدى الهيئات الاقتصادية في مصر ،ويحصل الواحد ما يقدر 300 الف جنيه شهرياً، بينما يحصل عدد من المستشارين في وزارة الصحة على 150 ألف جنيه شهريا لكل واحد منهم.
    وفي قطاع الكهرباء تقدم رواتب المستشارين في صورة حوافز ومميزات وسفريات وتقدر ان احد المستشارين ن((ن. ق)) تعمل كعضو متفرغ ويزيد ما تحصل عليه شهريا 500 ألف جنيه فضلا انها تتقاضي أرباح سنويا بالملايين...
    وتحتل وزارة المالية المرتبة الأولى بين الوزارات الحكومية التي يحصل فيها المستشارون على مرتبات ضخمة، حيث يصل إجمال دخل المستشار الواحد إلى نحو 600 ألف جنيه شهرياً، وهناك أكثر من 5500 من كبار موظفي الدولة يحصلون على مرتبات وأجور تتجاوز الحد الأقصى المسموح به سنويا، وهو 54 ألف جنيه بمعدل 4500 جنيه شهريًا، ويتركز معظم هؤلاء في المستويات القيادية بالمحافظات والإدارات المحلية والهيئات العامة ودواوين الوزارات.
    وبالتالي فإن هناك فجوة كبيرة في الرواتب التي يتقاضاها العاملون في الجهاز الإداري للدولة، والدليل على ذلك هؤلاء المستشارون الذين يتم تعيينهم بتعاقدات خاصة، ويتقاضون ملايين الجنيهات شهرياً بما يمثل عبئاً كبيراً على الموازنة العامة للدولة، لكن بعد إقرار قانون الحد الأقصى للأجور أعتقد أن عدداً كبيراً منهم سوف يترك العمل في الحكومة... وبالرغم من التغييرات الجذرية التي حدثت في المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة إلا أن هناك أزمة لا تزال عالقة تأبى أن تنتهي ألا وهي "رواتب مستشاري الوزارات" الذين يكلفون الدولة مليارات الجنيهات سنويا، في ظل غموض يحيط بالمهام المطلوبة منهم أو التي يقومون بها في خدمة الوطن خاصة ان معظمهم تعدوا سن السبعون عام، والأخطر والأدهى أن هذه الأزمة بنيت في الأساس على المجاملات من أجل المصالح الشخصية ومع تعاقب الأنظمة المختلفة ظلت الأزمة تتمدد وتنتشر حتى أصبحت مرضا خبيثا في العديد من قطاعات الدولة علي رأسها قطاع الخدمات الكهرباء والبترول والتموين ووو
    ويوما بعد الآخر ظلت الأزمة تتفاقم، حتى أظهرت مضابط لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى، في احدي دوراته الأخيرة ، أن تكاليف الاستعانة بالمستشارين فى الهيئات الحكومية فقط وصلت إلى 24 مليار جنيه سنويا، إلا أن "المركز المصري للدراسات الاقتصادية"، أصدر تقريرا أكد فيه أن عدد المستشارين في الوزارات والهيئات الحكومية المصرية ارتفع إلى أكثر من 83 ألف مستشار يتقاضون شهريًا مبلغ ملياري ونصف جنيه، ما يعادل 28 مليار جنيه سنويًا على شكل رواتب ومنح وحوافز.
    وأن المستشارين هؤلاء يتمركزون في وزارات عدة، منها وزارات الكهرباء والمالية، والبترول، والصحة، والسياحة، والتضامن الاجتماعي، والتخطيط، والعدل، والتموين، والتعليم، والتعاون الدولي، كما يوجدون ببعض الهيئات الحكومية، كالهيئات الاقتصادية، وقطاع البنوك، وعدد من الجامعات، وفي بعض المحافظات.
    وأكد التقرير أن كثيرًا من هؤلاء المستشارين والخبراء بلغوا سن الشيخوخة، وتجاوزت أعمارهم الخمسة والسبعين عامًا، ولم يقدموا جديدًا للنهوض بالدولة اقتصاديًا، وأن ما يتقاضونه من رواتب ومنح يكفي لحل مشاكل البطالة لدى كثير من الشباب، وتشغيل عدد من الشركات والمصانع المعطلة عن العمل منذ سنوات، ودعم قطاعي الصحة والتعليم..
    ووفق التقرير فإن "وزارة المالية تتصدر قائمة الوزارات التي يتقاضى فيها المستشارون رواتب ضخمة، حيث يعمل في الوزارة 500 مستشار، يحصلون على رواتب وأجور ضخمة سنويًا، ما يعد انتهاكًا لمبدأ العدالة الاجتماعية".
    وفي نهاية التقرير لفت المركز المصري للدراسات الاقتصادية إلى أن "كثرة أعداد المستشارين في الوزارات والمؤسسات الحكومية وقطاع الأعمال دليل على استمرار الفساد وتوغله في الكثير من المصالح الحكومية"، كما طالب المركز بضرورة سن قوانين حازمة للحد من زيادة عدد المستشارين.
    وفي وقت سابق كان مجلس النواب قد رفض وجود مادة تتيح الاستعانة بالمستشارين فى الوزارات، في بداية التصويت على قانون الخدمة المدنية، ثم عاد المجلس للتراجع مرة أخرى، بعد أن قرر إعادة المادة 16 بمشروع قانون الخدمة المدنية إلى لجنة القوى لتعديلها، ليكون النص النهائي كالآتي: "يجوز التعاقد فى حالات الضرورة، مع ذوى الخبرات فى التخصصات النادرة، وفقا للشروط والضوابط الآتية: 1ـ ألا يوجد بالوحدة والأجهزة التابعة لها من يملك خبرة مماثلة فى التخصص المطلوب ويمكن الاستعانة به. 2 ـ ألا تقل خبرة المتعاقد معه فى التخصص المطلوب عن 10 سنوات. 3 ـ عدم الإخلال بالحد الأقصى للدخول. 4 ـ أن يكون التعاقد لمدة أو لمدد لا تتجاوز ثلاث سنوات. 5 ـ أن يكون التعاقد بموافقة رئيس مجلس الوزراء، بناء على عرض الوزير المختص.. واصبحت الأموال التي يتقاضاها المستشارون أموالًا مهدرة يمكن استغلالها لإقامة مشروعات وتوفير فرص عمل وتدريب الشباب والاستعانة بخبرات جديدة للقيام بمهام المستشارين.
    وتعد أزمة المستشارين والتي بدأت منذ سنوات وخطورتها أنها لم ترتكز من البداية على الاستفادة من خبرات المستشارين واقتصرت على المجاملات والمحسوبية ، فكان من المتعارف عليه أن أي مسئول في وزارة أو مؤسسة أو قطاع الاعمال ينهي فترة عمله يتم تعيينه في أي وزارة بصفة مستشار على سبيل المجاملات الشخصية.
    وبالتالي كان يجب ضرورة وقف المجاملات فورا،خاصة "إذا كان الوزير لا يستطيع إدارة وزارته من خلال خبراته ويستعين بمستشارين لحل مشكلاتها لا يستحق أن يبقى في منصبه"وينطبق هذا الكلام لكل رؤساء الشركات القابضة.
    ويجب علينا أنه في حالة توجيه المبالغ الضخمة للمستشارين والتي بلغت 28 مليار جنيه بحسب إحصائية حديثة في أحد القطاعات المهمة في الدولة كالتعليم أو الصحة ودعم الشباب سيعود على الدولة والمجتمع بخدمات أفضل بكثير من هؤلاء المستشارين ويخرج جيل مبتكر قادر على ريادة الأعمال في كل قطاعات المجتمع.
    ونختم بهذه المقولة المشهورة لعمالقة خبراء الاقتصاد "فإذا كان هناك مستشارا أجدر من خلال خبرته في إدارة أي وزارة فهو الأجدر والأولى بمنصب الوزير بدلا من تحميل الدولة المزيد من النفقات".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق