أخبار الغازرئيسيةغاز

مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي عند 90% قبل موعدها

أسماء السعداوي

ارتفعت مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي قبل حلول فصل الشتاء، إذ يقفز الطلب لأغراض التدفئة في هذا التوقيت سنويًا، ما يدفع دول القارة إلى تأمين الإمدادات مبكرًا.

وفي 19 أغسطس/آب الجاري (2024)، كانت مرافق تخزين الغاز الطبيعي ممتلئة بنسبة 90% عند 1025 تيراواط/ساعة، وذلك قبل أكثر من شهرين على حلول الموعد المقرر للهدف المُلزم في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

وحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن تلك هي المرة الثانية على الترتيب التي يحقق فيها الاتحاد الأوروبي هدف ملء مرافق تخزين الغاز بنسبة 90% قبل الموعد المقرر، فقد شهد أغسطس/آب الماضي (2023) الإعلان نفسه.

وتستهدف المفوضية الأوروبية الحيلولة دون تكرار أزمة الطاقة التي رفعت الأسعار وأربكت سلاسل التوريد بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع عام 2022، وانفجار خطَّي أنابيب الغاز نورد ستريم القادمين من روسيا.

وتشير تقديرات المفوضية إلى أن مرافق تخزين الغاز توفر -عادةً- ما يتراوح بين 25 و30% من الاستهلاك المحلي خلال أشهر الطقس البارد.

مخزونات الغاز الأوروبية

يبشّر اقتراب ملء مخزونات الغاز في دول الاتحاد الأوروبي عن آخرها بتقليل فرض التعرض لشحّ الإمدادات وتقلبات الأسعار بالسوق الفورية.

وتجاوزت مخزونات الغاز في ألمانيا وإيطاليا (أكبر مستهلكي الغاز في الاتحاد الأوروبي) نسبة 90%، وفي فرنسا (ثالث أكبر مستهلك) 86.2% وإسبانيا 100%.

وفي بيان صحفي عبر موقعها الإلكتروني، احتفت المفوضية الأوروبية بالإعلان، كونه مفتاحًا لتحقيق أمن الطاقة، إذ يمكن لمخزونات الغاز تلبية ثُلث الطلب خلال الشتاء، ما يدعّم الاستعدادات الجارية لتلبية الطلب المتوقع.

بدورها، أشادت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون بتلك الخطوة، قائلة، إن الاتحاد الأوروبي مستعد جيدًا لاستقبال الشتاء، موضحة أن مخزونات الغاز ستساعد في تعزيز استقرار الأسواق خلال الأشهر المقبلة.

جاء ذك في تغريدة عبر حسابها بمنصة إكس "تويتر سابقًا".

مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي
مفوضية الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون- الصورة من موقع البرلمان الأوروبي

وكما أكدت استقرار الوضع بسوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي عمّا كان عليه قبل عام من الآن، شددت كادري سيمسون على أن المفوضية ستواصل مراقبة الأوضاع لضمان استمرار مخزونات الغاز عند مستوى مرتفع، وخاصة مع حساسية سوق الغاز للأحداث في الأسابيع الأخيرة.

وبالإضافة إلى الغاز، أكدت القدرة على تدعيم موقف الطاقة من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

أسعار الغاز

تزامنَ إعلان ملء 90% من مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي مع تراجع الأسعار بالعقود الآجلة التي اقتربت من أدنى مستوى لها في أسبوعين، صباح اليوم الأربعاء (21 أغسطس/آب 2024).

وانخفضت العقود الآجلة لشهر مقبل في مركز "تي تي إف" الهولندي (المعيار الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا) 0.3% إلى 37.85 يورو (42.11 دولارًا) لكل ميغاواط بالساعة في الساعة 8.42 صباحًا بتوقيت أمستردام (7:42 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).

وعادةً ما تستعمل دول أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها المرتبطة بالغاز، ويعادل (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).

تحديات مستمرة

تساعد وفرة مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي، البالغ عدد بلدانه 27، في تخفيف حدّة المخاوف بشأن شُح المعروض، لكن لا تلغيها؛ إذ ما زالت القارة عُرضة لاضطرابات مفاجئة في حجم المعروض.

وتقلّ مخزونات الغاز الحالية عن الوقت نفسه من العام الماضي (2023)، كما تباطأت وتيرة الضخ خلال أشهر الصيف، لكنها ما زالت أعلى من المتوسط في 5 سنوات، وفق ما جاء في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

وأيضًا، تسببت الاضطرابات بحجم المعروض في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي خلال الصيف الجاري، كما تقترب النرويج -وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي إلى أوروبا، من بدء عمليات صيانة مكثفة قريبًا.

وعن ذلك، حذّر المحلل في شركة أبحاث واستشارات الطاقة ريستاد إنرجي (Rystad Energy) كريستوف هالسر، من أن أيّ اضطراب أو تمديد غير متوقع لمواعيد الصيانة "سيؤدي إلى رفع فعل عصبي بالسوق"، وخاصة مع صِغر أحجام واردات أوروبا من الغاز المسال.

وتراجعت واردات أوروبا من الغاز المسال خلال شهر يوليو/تموز المنصرم (2024) إلى 6.5 مليون طن، من 8.7 مليونًا على أساس سنوي، لتسجل أدنى مستوى شهري منذ عام 2021.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا في 2024:

واردات أوروبا من الغاز المسال في أول 7 أشهر

ومازالت المخاوف مستمرة بشأن تدفّق إمدادات الغاز الروسي المنقولة عبر الأنابيب المارّة بأراضي أوكرانيا؛ إذ يقترب اتفاق المرور من نهايته خلال العام الجاري (2024).

ومن جانبها، ترفض أوكرانيا عقد محادثات مباشرة مع روسيا، بسبب غزو أراضيها قبل عامين ونصف تقريبًا، واقترح الرئيس التنفيذي لشركة نافتوغاز الأوكرانية (Naftogaz) استيراد أذربيجان للغاز من روسيا، ثم تصدير إنتاجها إلى أوروبا عبر خط الأنابيب المارّ بأوكرانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق