رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

قطاع الطاقة الشمسية في أستراليا يخسر مشروعين كبيرين

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع الطاقة الشمسية في أستراليا يعاني من أجل العودة إلى المسار الصحيح
  • أوريجين إنرجي تشتكي زيادة التكاليف الخاصة بمشروعاتها الشمسية
  • تستهدف أوريجين إنرجي تنفيذ مشروعات طاقة متجددة وبطاريات تخزين الكهرباء
  • تشهد أسعار وحدات الطاقة الشمسية هبوطًا قياسيًا
  • أوريجين إنرجي تركز على مشروعات طاقة متجددة أوسع نطاقًا

تلقى قطاع الطاقة الشمسية في أستراليا طعنةً مزدوجةً، في أعقاب إلغاء مشروعين تابعين لشركة أوريجين إنرجي (Origin Energy)، لانعدام الجدوى الاقتصادية لهما.

وبررت الشركة قرارها بزيادة التكاليف المرتبطة بالمشروعين إلى الدرجة التي لا يمكن معها تحقيق العائدات الاستثمارية المرجوة منهما.

ويعمّق إعلان إلغاء مشروعي الطاقة الشمسية في أستراليا، المشكلات التي تمر بها صناعة الطاقة المتجددة في البلاد؛ إذ إنه يأتي بعد أسبوعين -تقريبًا- من انهيار شركة ماكسيموم إنرجي (Maximum Energy) الأسترالية للطاقة المتجددة، نتيجة التقلبات التي تمر بها سوق الكهرباء الوطنية.

ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف أوريجين إنرجي تنفيذ مشروعات طاقة متجددة وتخزين كهرباء بسعة تتراوح بين 4 و5 غيغاواط.

إلغاء مشروعين

ألغت أوريجين إنرجي اثنين من مشروعات تطوير الطاقة الشمسية في أستراليا، عازيةً قرارها إلى التكاليف الزائدة وظروف السوق غير المواتية، وفق ما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).

ويتمثّل المشروعان اللذان أُلغيا في صناعة الطاقة الشمسية بأستراليا في كاريسبروك (Carisbrook) سعة 74 ميغاواط بوسط ولاية فيكتوريا، ومورجانز (Morgans)، البالغة سعته 130 ميغاواط في ولاية جنوب أستراليا، الذي كان من المخطط بناؤه مع بطارية لتخزين الكهرباء.

وقالت الشركة: "نتيجة الظروف السوقية غير المواتية، أسقطنا مزرعة الطاقة الشمسية مورجانز من حساباتنا، وهو ما انطبق -كذلك- على مشروع كاريسبروك الذي من غير المرجح أن يحقق العائد الاستثماري المرجو منه"، في تقرير الاستدامة الصادر عنها في الأسبوع الماضي.

وألغت أوريجين إنرجي تمويل مشروع كاريسبروك المُقدر بـ16 مليون دولار، الذي كانت قد اشترته قبل عامين، وتحديدًا في أوائل عام 2022.

وكانت الشركة تعوّل على تشغيل المشروع في العام الماضي (2023)، وفق ما أظهرته الحسابات السنوية التفصيلية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

عاملة في موقع تابع لشركة أوريجين إنرجي
عاملة في موقع تابع لشركة أوريجين إنرجي - الصورة من موقع الشركة

هبوط الأسعار

عانت الشركة زيادة التكاليف المرتبطة بالأعمال المدنية والإنشائية، نظرًا إلى هبوط سعر الوحدات الشمسية إلى مستويات منخفضة قياسية خلال الأشهر الأخيرة.

ويُعد كاريسبروك واحدًا من 5 مشروعات في قطاع الطاقة الشمسية بأستراليا، المطورة بوساطة الشركة، التي كان من المخطط إدراجها في خُطة العرض التقديمي للمستثمرين بحلول يونيو/حزيران (2024)، أي بعد أسابيع من توصل الشركة إلى اتفاقية اكتتاب محتملة بقيمة 450 مليون دولار مع حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، للإبقاء على تشغيل محطة توليد الكهرباء بالفحم التابع لها إيرارينغ (Eraring) لمدة عامين آخرين على الأقل.

وعلى الرغم من التراجع القياسي في أسعار وحدت الطاقة الشمسية، أثّرت تكاليف البناء المتزايدة في التقنيات ومشروعات الإنشاء المدنية كافة. كما أنها تُعد سببًا في تفضيل العديد من المستثمرين -الآن- للمشروعات الكبيرة بسبب ما يُطلق عليه اقتصاديات النطاق.

واقتصادات النطاق هو مصطلح اقتصادي يشير إلى انخفاض متوسط تكلفة شركة كلما زاد تنوع إنتاجها.

في المقابل ربما لم يكن إلغاء مشروع مورجانز مثيرًا للدهشة بدرجة كبيرة، نظرًا إلى أن أوريجين إنرجي لديها معرفة مباشرة بسوق الطاقة الشمسية في ولاية جنوب أستراليا، إذ ترتبط هناك باتفاقية طويلة الأجل مع محطة بنغالا (Bungala) للطاقة الشمسية، وهي الأكبر في الولاية.

وستكون الشركة على دراية كاملة بالقيود الاقتصادية في تلك السوق، بسبب أسعار الجملة المنخفضة، التي -غالبًا- تكون سلبيةً في أوقات النهار.

بطاريات تخزين الكهرباء

اختارت أوريجين إنرجي -مؤخرًا- التركيز على مشروعات مختلفة في قطاع بطارية تخزين الكهرباء في ولاية جنوب أستراليا، سعة 200 ميغاواط، وسعة تخزينية تصل إلى 4 ساعات في منطقة تيمبلارز شرق أديليد، عاصمة ولاية جنوب أستراليا.

جانب من تركيب ألواح شمسية
جانب من تركيب ألواح شمسية - الصورة منadssolar

ويُعد إلغاء اثنين من مشروعات الطاقة الشمسية في أستراليا بوساطة أوريجين إنرجي امتدادًا لسجلها السيئ في تطوير مشروعات طاقة الشمس والرياح الضخمة؛ إذ لم تُضِف الشركة أي مشروعات جديدة إلى محفظتها منذ أن أعلنت في أوائل عام 2022 الإغلاق المبكر لمحطة كهرباء إيرارينغ، أكبر محطة من نوعها في عموم أستراليا، بحلول عام 2025.

لكن جرى تأجيل غلق المحطة المذكورة لمدة عامين آخرين -على الأقل- وتحديدًا إلى أغسطس/آب (2027)، ومن المحتمل إلى أواسط عام 2029 بسبب عدم بناء تركيبات كافية من طاقة الشمس والرياح، أو منشآت التخزين في المكان.

وأعربت حكومة الولاية عن مخاوفها إزاء الموثوقية عند موافقتها على اتفاقية الاكتتاب، البالغة قيمتها 450 مليون دولار، غير أن التقرير الذي أصدرته في يوليو/تموز (2024)، أوضح أن مخاطر الأسعار المرتفعة قبل الانتخابات المقبلة في الولاية هي مصدر القلق الأكبر بالنسبة إليها.

لكن نظرًا إلى غياب المنافسة في السوق لا يوجد هناك ضمان على انخفاض أكبر في الأسعار في ظل استمرار تشغيل محطة إيرارينغ، في الوقت الذي أقرت فيه الشركة خلال الأسبوع الماضي بأن المحطة البالغة سعتها الإنتاجية 2.88 غيغاواط قد لا تتسم بالموثوقية حينما تشتد الحاجة إليها.

محطة إيرارينغ في نيو ساوث ويلز
محطة إيرارينغ في نيو ساوث ويلز - الصورة من "بي بي سي"

مشروعات كبيرة

تركز أوريجين إنرجي -حاليًا- على مشروعات طاقة متجددة أوسع نطاقًا مثل مشروع طاقة الرياح يانكو دلتا (Yanco Delta) سعة 1.5 غيغاواط في جنوب غرب ولاية نيوساوث ويلز، الذي ربما يكون مصحوبًا بمشروع طاقة شمسية صغير وبطارية تخزين كهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تبني أوريجين محفظة من مشروعات طاقة متجددة كبيرة محتملة في نيو إنغلاند، بما في ذلك مشروعا طاقة الرياح روبي هيلز (Ruby Hills) سعة 870 ميغاواط، ونورثرن تابليلاندز (Northern Tablelands) سعة 500 ميغاواط، إلى جانب مشروع طاقة شمسية يحمل اسم ساليسبري (Salisbury) سعة 450 ميغاواط.

إلى جانب ذلك تشمل محفظة أوريجين إنرجي مشروعات طاقة متجددة أخرى واسعة النطاق، مثل مشروع الطاقة الشمسية في أستراليا يارابي (Yarrabee) سعة 450 ميغاواط بجنوب غرب نيو ساوث ويلز، ومشروع دابر (Dapper) للطاقة الشمسية والبطاريات وسط غرب الولاية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق