التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير دورية رئيسية طاقة متجددة وحدة أبحاث الطاقة

طاقة الرياح في البرازيل تتخطى حصتها المستهدفة بمزيج الكهرباء

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

2024-08-19

0 282

تشهد طاقة الرياح في البرازيل نشاطًا كبيرًا، مع اتخاذ البلاد خطوات ملموسة للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، لتهيمن على الإضافات المتوقعة لقدرة الكهرباء.

ورغم أن العديد من البلدان الأخرى تواجه تحديّات في تلبية أهداف الرياح الخاصة بها؛ فإن البرازيل تحرز تقدمًا في هذا القطاع، من خلال الإضافات القياسية الأخيرة، وكذلك التوقعات الطموحة التي تتجاوز مستهدفات طاقة الرياح بنهاية هذا العقد.

وتحدد الخطة العشرية لتوسع الطاقة في البرازيل، التي أُطلقت عام 2022، هدفًا للوصول إلى قدرة إجمالية من الطاقة المتجددة تبلغ 217 غيغاواط بحلول عام 2030.

وسيكون نصيب قدرة طاقة الرياح في البرازيل من هذه الخطة الطموحة 31 غيغاواط، بحلول نهاية العقد الحالي، لتسهم بنسبة 12% من مزيج الكهرباء، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

طاقة الرياح في البرازيل تتخطى المستهدف

تحتاج طاقة الرياح في البرازيل إلى تركيبات سنوية تقدر بـ0.3 غيغاواط، من عام 2024 إلى عام 2030، لكي تتحقّق مستهدفاتها الطموحة في هذا القطاع.

ومع ذلك، يبدو أن هدف البرازيل الحالي فيما يتعلق بطاقة الرياح متحفظ للغاية؛ فقد كان لوكالة الطاقة الدولية نظرة أكثر تفاؤلًا؛ إذ ترى أن البلاد تستطيع إضافة نحو 2.4 غيغاواط سنويًا بين عامي 2024 و2028، وعلاوة على ذلك، فإن معدل التركيبات الحالية يتجاوز هذا الهدف بالفعل.

مزرعة رياح في البرازيل - الصورة من بلومبرغ

في عام 2023، سجّلت البرازيل رقمًا قياسيًا في حجم تركيبات طاقة الرياح، بمقدار 5 غيغاواط، بحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).

وحاليًا، يبلغ إجمالي القدرة المركبة الحالية لطاقة الرياح البرية في البرازيل 29 غيغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومع هذه الإضافات القياسية، بلغت حصة طاقة الرياح في البرازيل 13% من مزيج الكهرباء، وهو ما يزيد على الهدف البالغ 12% المحدد لعام 2030.

التوسع السريع في المصادر المتجددة

حققت البرازيل (سادس أكبر دول العالم من حيث قدرة الرياح البرية المركبة)، تقدمًا ملحوظًا في التحول إلى الطاقة النظيفة؛ حيث وصلت نسبة الكهرباء الخالية من الكربون إلى 91% عام 2023.

وصاحب هذا النمو السريع لطاقة الرياح في البرازيل زيادة مقابلة بالطاقة الشمسية؛ ما أدى إلى تحول سريع في مشهد الطاقة بصفة عامة.

وبحلول 2034، من المتوقع ارتفاع قدرة توليد الكهرباء في البرازيل بمقدار 115 غيغاواط، وستكون طاقتا الشمس والرياح في طليعة هذا التوسع؛ إذ من المقرر تشغيل 61 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة على نطاق المرافق و24 غيغاواط من مشروعات طاقة الرياح البرية خلال السنوات الـ10 المقبلة.

ومن المتوقع أن تشكل طاقة الرياح والطاقة الشمسية 71% من سعة توليد الكهرباء الجديدة المضافة إلى الشبكة بحلول عام 2050، وفق تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.

وفي عام 2023، حققت البرازيل إنجازًا بإضافة 17 غيغاواط من الطاقة الشمسية إلى شبكتها، وهو رقم كبير يضاهي تقريبًا إجمالي القدرة التراكمية للبلاد في نهاية عام 2021.

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية — مزرعة للطاقة الشمسية - الصورة من NPR‏

وكان الدافع وراء معظم هذا النمو هو المشروعات صغيرة النطاق، والتي يشار إليها عادةً باسم الطاقة الشمسية الموزعة أو الطاقة الشمسية على الأسطح، والتي روّجت لها الحكومة بنشاط لسنوات.

وأسهمت مشروعات الطاقة الشمسية في البرازيل، التي تأتي عادةً بقدرة 5 ميغاواط أو أقل، في توسع قدرة الطاقة المتجددة بصفة عامة.

وحاليًا، يمثل الوقود الأحفوري 9% فقط من مزيج توليد الكهرباء في البرازيل؛ ما يجعلها من بين الدول الرائدة في الحد من انبعاثات الكربون من شبكة الكهرباء.

مخاوف اجتماعية وجهود حكومية

أثار النمو المتسارع لطاقة الرياح في البرازيل مخاوف بشأن آثارها الاجتماعية والبيئية، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومع استمرار البرازيل في توسيع قطاع الطاقة المتجددة لديها، من الضروري إعطاء الأولوية للمشروعات التي تعظّم استفادة المجتمعات المحلية مع تقليل البصمة الكربونية في شبكة الكهرباء.

وحقّقت البرازيل عودة كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة، بعد وباء كورونا، مع تركيز متجدد على تطوير قدرة طاقة الرياح البحرية.

واتخذت الحكومة إجراءات سريعة لتسريع تطوير مشروعات طاقة الرياح في البرازيل، بهدف تعزيز أنظمة توليد الكهرباء في البلاد.

وتأتي هذه الجهود استجابةً للتحديات التي واجهتها الحكومة البرازيلية؛ بما في ذلك مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في أغسطس/آب 2023، وحاجتها إلى استعادة إمدادات الكهرباء في ساو باولو خلال هذه المدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..