هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

خبير يبرز دور الهيدروجين الأخضر في الصناعات كثيفة الطاقة

داليا الهمشري

يتوقع خبراء أن يؤدّي الهيدروجين الأخضر دورًا كبير في تعزيز عملية تحول الطاقة بالقطاعات المختلفة، ولا سيما في الصناعات كثيفة الطاقة مثل الكيماويات والأسمدة وصناعات الحديد والصلب والألومنيوم والأسمنت.

وفي هذا الإطار، عُقدت ندوة -عبر تقنية التواصل المرئي، حضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بعنوان "الأمن الطاقي ودور الهيدروجين الأخضر بصفته وقودًا نظيفًا للصناعات كثيفة الطاقة".

جاءت هذه الندوة في إطار فعاليات المبادرة العربية للتعريف بالهيدروجين الأخضر والمشروعات الخضراء 2024، وأدارتها المهندسة داليا حماد.

وتسلط هذه المبادرة الضوء على التطورات الحالية واستشراف المستقبل بقطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر والمنطقة العربية، من خلال تنظيم سلسلة من المحاضرات والمشروعات لاستكشاف التحديات والفرص الرئيسة لإنتاج الهيدروجين بأنواعه، واستغلاله في دعم عملية تحول الطاقة ضمن سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

المهندس أسامة جورجي خلال ندوة عن دور الهيدروجين الأخضر في الصناعات كثيفة الطاقة
المهندس أسامة جورجي خلال ندوة عن دور الهيدروجين الأخضر في الصناعات كثيفة الطاقة

دعم تحول الطاقة

أوضح المؤسس الرئيس التنفيذي لمنصة هيدروجين إنتلجينس (المعنية باستشارات سوق الهيدروجين في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط) المهندس أسامة فوزي جورجي، أن الهيدروجين يتسم بعدد من الخصائص التي تميزه عن غيره من مصادر الطاقة الأخرى؛ من بينها أنه أخف وزنًا مقارنًة بالوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي والبنزين والديزل.

كما أن الهيدروجين الأخضر يمكنه أن يحل محل الوقود الأحفوري في بعض التطبيقات لتوليد حرارة عالية للاستعمالات الصناعية بتكلفة أقل.

وأشار جورجي إلى أن الدول الأوروبية تخطط لاستيراد الهيدروجين الأخضر من بعض الدول الأفريقية مثل ناميبيا وجنوب أفريقيا، ومن دول عربية مثل عمان والسعودية والإمارات؛ نظرًا إلى ما تتمتع به هذه الدول من فائض في الطاقة الشمسية.

وتوقع أن تصل حاجة القارة الأوروبية من الهيدروجين بحلول 2030 إلى 20 مليون طن، ولديها القدرة على إنتاج نحو 10 ملايين طن واستيراد الكمية المتبقية، موضحًا أن مصر ستكون أقرب الأسواق إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وأكد دور الهيدروجين الأخضر في التحول التدريجي نحو الطاقة النظيفة، متوقعًا أن يشكل وحده نحو 80% من مزيج الطاقة بحلول عام 2050.

وقود مثالي

أوضح المهندس أسامة جورجي أن الهيدروجين يُعد وقودًا مثاليًا، مرجعًا ذلك لعدة أسباب؛ أبرزها أنه الأكثر وفرة في الكون، إذ بالإمكان استخلاصه من الماء والهيدروكربونات (مثل الميثان)؛ ما يجعله متاحًا على نطاق واسع للإنتاج.

ولفت إلى أنه عند استعمال الهيدروجين في خلايا الوقود، فإنه يتحد مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء، ويكون الماء والحرارة المنتجات الثانوية الوحيدة، وهذا يعني أنه لا تنتج عن هذه العملية أي انبعاثات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون أو أكاسيد النيتروجين.

كما يحتوي الهيدروجين على نسبة عالية من الطاقة لكل وحدة كتلة (نحو 3 مرات أكثر من البنزين)، وهذا يعني أنه يمكن أن يوفر كمية كبيرة من الطاقة مع كونه خفيف الوزن.

ويمكن استعمال الهيدروجين في تطبيقات مختلفة، بما في ذلك تشغيل المركبات (السيارات والحافلات والشاحنات ووقود الطائرات)، وتوليد الكهرباء وتوفير الحرارة في محركات الاحتراق الداخلي أو خلايا الوقود.

وقال جورجي إن من أبرز الصناعات والقطاعات المرشحة لاستعمال الهيدروجين الأخضر: قطاع الكيماويات وخاصة صناعة الأسمدة الأزوتية، وصناعات الحديد والصلب، وصناعات الألومنيوم، والأسمنت، وإنتاج الميثانول الأخضر بمثابة وقود لقطاع النقل البحري، وإزالة الكربون من صناعة البتروكيماويات، وموازنة شبكة الكهرباء، وإنتاج وقود مستدام لقطاع الطيران.

المهندس أسامة جورجي خلال ندوة عن دور الهيدروجين الأخضر في الصناعات كثيفة الطاقة
المهندس أسامة جورجي خلال ندوة عن دور الهيدروجين الأخضر في الصناعات كثيفة الطاقة

أبرز التحديات

سلط المهندس أسامة جورجي الضوء على أبرز التحديات التي تواجه التوسع في الهيدروجين الأخضر؛ ومن بينها البنية التحتية وارتفاع تكلفة الإنتاج وصعوبة التخزين والنقل ومخاوف تتعلق بالسلامة العامة.

وقال إن البنية التحتية لا تزال في حاجة إلى تطوير لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله وإعادة التزويد بالوقود؛ ما يتطلب استثمارات ضخمة.

وأضاف أن تكلفة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر لا تزال أكثر تكلفة من الوقود التقليدي، كما أن تخزين الهيدروجين ونقله يحتاج إلى ضغطه أو تسييله، موضحًا أن هذه عملية معقدة ومكلفة، إذ يتطلب تحويله إلى هيدروجين سائل 253 درجة مئوية تحت الصفر؛ ما يؤدي إلى فقد للطاقة.

وتابع أن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة، موضحًا أن الهيدروجين شديد الاشتعال ويتطلب معالجة دقيقة وإجراءات سلامة وأمان قوية لمنع التسربات والانفجارات.

أبرز التوصيات

أشار جورجي إلى أن الهيدروجين يُعد وقودًا مثاليًا للاستعلام في الصناعات كثيفة الطاقة؛ نظرًا إلى قدرته على توفير الطاقة الحرارية العالية التي تحتاج إليها هذه الصناعات.

وأوضح أن الطاقة الحرارية تُستعمل في العمليات ذات الحرارة العالية التي تحتاج إليها الأفران، وقد تصل في بعض الصناعات إلى 1700 درجة مئوية لصناعات مثل: الحديد والصلب والأسمدة والأسمنت والألومنيوم والزجاج المسطح والسيراميك.

وأوضح أن الهيدروجين يمكنه -كذلك- تخزين الطاقة الكهربائية التي تحتاج إليها هذه الصناعات في تشغيل المحركات والمضخات والسيور وغيرها من المعدات الضرورية.

وقدّم جورجي عددًا من التوصيات للتوسع في هذا القطاع؛ أبرزها: تخصيص الأراضي لمصانع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بجوار مواني التصدير وشبكات الطرق والقطارات، وتوفير الأراضي بأسعار رمزية أو حق انتفاع طويل المدى 25-30 عامًا للمشروعات التي ستقام عليها محطات توليد طاقتي الشمس والرياح بجوار مصانع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء.

كما اقترح توفير المياه العذبة والكهرباء النظيفة لعمليات التحليل الكهربائي، وتفعيل منصة الشراء العربية المشتركة الموحدة للمناقصات والمزايدات لشراء معدات مصانع الهيدروجين والأمونيا من خلال الاستفادة من التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق