كهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسية

الربط الكهربائي بين تركيا وشمال قبرص.. مقترح بديل لمشروع اليونان

سلمى محمود

يُعد الربط الكهربائي بين تركيا وشمال قبرص مقترحًا جديدًا للتغلّب على انقسام مناطق الأخيرة، وتجاوز العقبات الجيوسياسية التي تؤثر في شبكة الكهرباء الخاصة بها.

وتخطّط أنقرة لإنشاء خط كهرباء بحري يربطها بشمال قبرص، ويمكن أن يكون بديلًا لمشروع "الربط البحري العظيم" عبر جزيرة كريت اليونانية، في محاولة لاستغلال تأخر الخطوات التنفيذية للمشروع الأخير، بحسب معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتقدّم الجانب التركي بمخطط المشروع إلى الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الكهرباء، لكن الهيئة رفضته لاحقًا.

ويربط "مشروع الربط البحري العظيم" شبكات الكهرباء في: "اليونان، وقبرص، وإسرائيل" عبر جزيرة كريت، وتحاول تركيا الترويج لمشروعها البديل خاصة مع تعطّل محاولات إنجاح المشروع الثلاثي.

الانقسام في قبرص

اعترضت السفن الحربية التركية خلال شهر يوليو/تموز الماضي سفينة إيطالية كانت تجري مسحًا لقاع البحر، ضمن خطوات تنفيذ مشروع الربط البحري العظيم، الذي تنفذه هيئة تشغيل نظام النقل المستقل في اليونان "إيه دي إم آي إي" (ADMIE).

وتنقسم قبرص إلى منطقتين: الأولى في الشمال ومدعومة من تركيا فقط، والأخرى معترف بها دوليًا.

وتفتقر اليونان إلى التعاون بين جزأي الجزيرة، ما يهدد بتفاقم الأزمات الخاصة بإنتاج مصادر الطاقة المتجددة، وإمدادات المياه في الجزيرة الأوروبية، وكذلك تنفيذ مشروع "الربط البحري العظيم"، وفقًا لموقع "بلقان غرين إنرجي نيوز".

الربط الكهربائي البحري بين قبرص واليونان
عملية مد خطوط الربط الكهربائي البحرية - الصورة من جريك سيتي تايمز

ويعوق النزاع القائم بين اليونان وقبرص تنفيذ المشروع الثلاثي، فضلًا عن خلاف الحكومتين بشأن هيكل رأس مال المشروع، وكيفية تقاسم نفقات التنفيذ.

وارتفعت التكلفة المقدرة لمشروع "اليونان، وقبرص، وإسرائيل" من 1.5 مليار يورو (1.65 مليار دولار أميركي) إلى 1.9 مليار يورو (2.09 مليار دولار أميركي).

*(اليورو = 1.10 دولارًا أمريكيًا)

شكوك حكومية

يبدو أن الحكومة القبرصية لا تمتلك موقفًا موحدًا بشأن فكرة مشروع الربط البحري، على الرغم من حصولها على منحة قيمتها 657 مليون يورو (722.7 مليون دولار أميركي) من المفوضية الأوروبية بوصف المشروع يمثّل مصلحة مشتركة للجانبين.

وأثارت الملابسات السابقة شكوكًا حول مشروع الربط البحري، وهو الأمر الذي تراه أنقرة فرصةً للترويج لمشروعها البديل، وتعزيز وجودها في شمال قبرص.

ويحمل هذا الخلاف أبعادًا جيوإستراتيجية، خاصة مع وجود إسرائيل طرفًا ثالثًا في المشروع.

وأخطرت تركيا الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الكهرباء بمشروعها إخطارًا غير رسمي.

خط بحري
خط بحري - الصورة من In Cyprus

فراغ قانوني

يواجه شمال قبرص -المعترف به فقط لدى تركيا- انتقادات بشأن حالة "الفراغ القانوني" التي يعانيها، إذ يترتب على ذلك إنشاء أنقرة نظامًا معزولًا عن الشبكة الوطنية للكهرباء في بقية أجزاء قبرص.

ويهدف مشروع أنقرة، الذي يجري تطويره منذ عدة سنوات، إلى الربط الكهربائي في اتجاهين، خاصة أن قبرص هي الدولة الوحيدة غير المتصلة بخطوط نقل الكهرباء بين دول الاتحاد الأوروبي.

ويرى خبراء أن مشروعات الربط الكهربائي تحظى باهتمامٍ واسعٍ، بالنظر إلى زيادة إسهامات مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، ما يعزز الإنتاج.

ومقابل ذلك، يضغط الاستهلاك المتزايد للتيار الكهربائي على الشبكات، ما يدفع مشغلي الخدمة إلى تخفيف الأحمال.

وعلى العكس من ذلك، فإن انخفاض توليد الكهرباء في بعض الأحيان بسبب عدم ملاءمة ظروف الطقس، يُعرّض أمن إمدادات الكهرباء للخطر.

إزاء ذلك، فإن الربط ثنائي الاتجاه يسهل التوازن بين مصادر توليد الكهرباء، ويعزّز تكاملها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق