تحديث مزارع الرياح القديمة في أستراليا يضاعف إنتاج الكهرباء ويقتل الطيور
زيادة التوليد أكثر من 3 أضعاف
حياة حسن
يبدأ قريبًا تنفيذ أول مشروع لتحديث مزارع الرياح القديمة في أستراليا، وهو ما يؤدي إلى زيادة الكهرباء المولدة بما يزيد على 3 أضعاف، لكنه سيؤدي -أيضًا- إلى قتل الطيور المهاجرة؛ بسبب ضخامة التوربينات والشفرات.
وطلبت الشركة المسؤولة عن واحدة من أقدم مزارع الرياح في البلاد، وتقع في شمال غرب "تسمانيا"، الموافقة على تحديثها، وزيادة قدرتها عبر إحلال توربينات عملاقة والاستغناء عن الموجودة بها حاليًا.
وسجلت الشركة الطلب في وزارة البيئة بالحكومة الفيدرالية، لتتمكن من تحديث المزرعة، التي يبلغ عمرها 20 عامًا تقريبًا، إذ دُشّنت في 2002، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).
وتضم مزرعة رياح "وولنورث" Woolnorth، مشروعين صغيرين بطاقة 75 ميغاواط و63 ميغاواط، وتمتلكها "هيدرو تسمانيا" Hydro Tasmania المملوكة لحكومة تسمانيا بنسبة 25% من أسهمها، و75% لشركة "شنهاو كلين إنرجي هولدينغ" الصينية China-owned Shenhua Clean Energy Holdings.
انخفاض عدد التوربينات
تشمل عملية تحديث "وولنورث"، وهي الأولى في عملية تطوير مزارع الرياح القديمة في أستراليا، استبدال 48 توربينًا من طرز حديثة بـ62 توربينًا في المشروعين التابعين.
ورغم أن هذه العملية ستخفّض عدد التوربينات التي تعمل بها حاليًا بنحو 14 توربينًا، فإنها ستزيد قدرة مزرعة الرياح إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 240 ميغاواط، حسبما ذكر موقع "رينيو إيكونومي"، أمس الإثنين 12 أغسطس/آب 2024.
ووفق المستندات المقدمة إلى وزارة البيئة في الحكومة الفيدرالية، للموافقة على العملية الأولى في تطوير مزارع الرياح القديمة في أستراليا، فإن ارتفاع برج المشروع سيصل إلى 120 مترًا والشفرة 90 مترًا، ما يعني أن طرفها سيصل إلى 210 أمتار، مقابل 130 مترًا حاليًا.
ولن يجري تعديل موقع مزرعة الرياح، لكن المساحة التي تستقر عليها ستتوسع بنحو 2500 متر، بسبب ضرورة توسيع الإنشاءات الخرسانية تحت سطح الأرض لتتواءم مع حجم التوربينات الجديدة.
كما تحتاج المزرعة إلى نظام محول بسعة أكبر؛ ليتناسب مع حجم الكهرباء المولدة الإضافية وقدرة النقل إلى الشبكة.
قتل الطيور
خلصت دراسة صادرة الشهر الماضي إلى أن تحديث مزارع الرياح القديمة في أستراليا، التي تصل قدرتها -حاليًا- إلى 1.7 ألف ميغاواط، سيرفع قدرتها بأكثر من 3 أضعاف، لتصل إلى 6 آلاف ميغاواط، هذا مع الاعتماد على عدد من التوربينات يعادل ثلث الموجود فيها.
ورغم أن هذه النظرية لم تُختبر في أستراليا، فإن بيانات أوروبية أظهرت صحة نتائج تلك الدراسة في وقت سابق، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).
غير أن تطوير مزارع الرياح القديمة في أستراليا لن يسير دون معوقات في طريقه.
ويحتاج هذا التحديث إلى موافقات جديدة من السلطات المعنية، وإعادة التفاوض مع ملاك الأراضي التي أقيمت عليها المشروعات في السابق.
وقالت شركة هيدرو تسمانيا، لبرلمان تسمانيا في فبراير/شباط الماضي، إنها تستهدف عملية التحديث لمزارع الرياح التابعة لها، ليجري تشغيلها في 2030، ما يعني أن عمر التوربينات القديمة وقتها سيكون 30 عامًا.
وترى الشركتان المالكتان لشركة مزرعة رياح "وولنورث"، أنها ترشيح مثالي لبدء عمليات تطوير مزارع الرياح القديمة في أستراليا، إذ تقع في منطقة هبوب رياح، وتقع بالقرب من منطقة الطاقة المتجددة في الشمال الغربي.
وحثّت الشركة المالكة للمزرعة على سرعة إصدار موافقات تحديث المشروع، بسبب صعوبة إجراء الصيانة والحصول على القطع المطلوبة، نظرًا إلى توقف المنتجين عن إنتاجها، والعمل على تصنيع الأحدث منها.
كما رصدت الشركة سببًا آخر لتحديث مزرعة الرياح، وهو تمكينها من الامتثال لمتطلبات مثل هذه المشروعات القانونية.
وأضافت أن هذا الأمر سيُسهم في دعم تحقيق هدف الحياد الكربوني في أستراليا، والاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2040.
غير أن مستندات تحديث المزرعة أشارت إلى أن وجود توربينات رياح وشفرات ضخمة قد يقتل الطيور المهاجرة في المنطقة، إذ وجد مسح أن طائر القطرس قصير الذيل وطائر الإبرة أبيض الحلق، أكثر الأنواع المعرضة لهذا الخطر.
موضوعات متعلقة..
- مزرعة رياح في أستراليا تواجه تأجيلًا جديدًا بسبب التوربينات
-
مزرعة رياح في أستراليا تحمي الطيور الجارحة من حوادث التوربينات (فيديو)
-
إنتاج طاقة الشمس والرياح في أستراليا يكسر رقمه القياسي بإنجاز جديد
اقرأ أيضًا..
