ما أبرز تقنيات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون؟.. خبير عراقي يجيب

تُكثف الدول جهودها في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون؛ نظرًا لأهميته في تعزيز تحول الطاقة ومواكبة الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.

وفي هذا الإطار، عُقدت ندوة -عبر تقنية التواصل المرئي، حضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بعنوان "المسار التكنولوجي لإنتاج هيدروجين منخفض الكربون".

جاءت هذه الندوة في إطار فعاليات المبادرة العربية للتعريف بالهيدروجين الأخضر والمشروعات الخضراء 2024، وأدارتها المهندسة ريان بيدس.

وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على التطورات الحالية واستشراف المستقبل بقطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر والمنطقة العربية، من خلال تنظيم سلسلة من المحاضرات والمشروعات.

وتسعى المبادرة من خلال هذه الأنشطة إلى استكشاف التحديات والفرص الرئيسة لإنتاج الهيدروجين بأنواعه، واستغلاله في دعم عملية تحول الطاقة ضمن سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

خفض الانبعاثات الكربونية

قال خبير الطاقة وعلوم المواد بالمركز القومي للبحوث ورئيس قسم الفيزياء بجامعة بغداد سابقًا، الدكتور رزاق حميد يوسف، إن قمم المناخ كافةً قد طالبت بخفض الانبعاثات الكربونية أو إزالتها، عن طريق التوسع في مشروعات التنمية النظيفة وإجراءات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في التكوينات البيولوجية.

وأضاف أن هناك عدّة طرق لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الجو، أبرزها التشجير وزراعة الكتل الحيوية التي تُستعمل لتوليد الطاقة وضخ ثاني أكسيد الكربون في تربة صخرية من السليكات، أو إزالته بالتبريد واستعمال محاليل الأمينات المائية وتكوين الحلقات الكيميائية.

وتابع أنه بالإمكان حجز ثاني أكسيد الكربون من خليط الغازات المنبعثة، ثم التقاطه وكبسه، ليكون جاهزًا للنقل والتخزين من خلال وضع أغشية على فوهة مداخن المنشآت الباعثة لهذا الغاز، أو بالقرب منها.

واستطرد قائلًا: "الكثير من الدول بدأت في استعمال الاحتجاز المباشر للهواء، حيث يتمّ في هذه المنظومة شفط الهواء المُلوث بتركيز عالٍ من غاز ثاني أكسيد الكربون والتقاطه، ثم كبسه ونقله إلى أماكن التخزين".

طرق إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون

أكد خبير الطاقة العراقي الدكتور رزاق يوسف أن الهيدروجين يُعدّ البديل الأفضل للوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن هناك عدّة طرق لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، سواء من مصادر الطاقة المتجددة -مثل الشمس والرياح-، أو من الغاز الطبيعي.

وهناك نوعان من الهيدروجين منخفض الكربون، وهما الهيدروجين الأخضر والأزرق، وينتج الهيدروجين الأخضر عن التحليل الكهربائي للماء إلى هيدروجين وأكسجين باستعمال مصادر الطاقة المتجددة من شمس ورياح، ولا ينتج عن هذه العملية أيّ انبعاثات كربونية.

بينما يُنتج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي، مع التخلص من الانبعاثات المصاحبة له، من خلال تقنية التقاط الكربون واحتجازه.

وأوضح يوسف أن الولايات المتحدة الأميركية تستعمل الغاز الطبيعي بكثافة لإنتاج الهيدروجين، مضيفًا أن التحليل الكهربائي غير منتشر في أميركا، سوى في كاليفورنيا وبعض الولايات الأخرى.

تكلفة الإنتاج

سلّط خبير الطاقة العراقي الضوء على أهم مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، وفي مقدّمتها محطة فوكوشيما باليابان التي تنتج نحو 2.4 طن يوميًا منذ عام 2019، ومشروع نيوم العملاق في السعودية، الذي من المتوقع أن يُنتج نحو 650 طن يوميًا بحلول عام 2025.

وأوضح أن هناك 6 دول عربية تتصدر في إنتاج الهيدروجين، هي: المغرب ومصر وسلطنة عمان والسعودية والإمارات وقطر.

واستعان يوسف بالإنفوغرافيك -الذي أعدّته ونشرته منصة الطاقة المتخصصة- ليوضح تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق في هذه الدول الـ6:

وأكدت منصة الطاقة المتخصصة -وفقًا للتقديرات التي اطّلعت عليها- في تقرير سابق لها، أن التكلفة المعيارية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب تتراوح ما بين 4.64 و5.79 دولارًا للكيلوغرام.

وتتراوح التكلفة المعيارية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر ما بين 2.57 و6.69 دولارًا للكيلوغرام، بينما تبلغ تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق نحو 1.6 دولارًا للكيلوغرام.

ولفت التقرير إلى أن التكلفة المعيارية لإنتاج الهيدروجين الأزرق في سلطنة عمان تُقدَّر بـ3.04 دولارًا للكيلوغرام، بينما تتراوح تكلفة الهيدروجين الأخضر ما بين 3.56 دولارًا و4.35 دولارًا.

وتبلغ تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق في السعودية حاليًا 1.34 دولارًا للكيلوغرام، بينما تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في المملكة إلى 2.16 دولارًا للكيلوغرام، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض في إنتاج نوعي الهيدروجين.

وبالنسبة للإمارات، تبلغ التكلفة الحالية لإنتاج الهيدروجين الأزرق فيها نحو 2.71 دولارًا للكيلوغرام، في حين تتراوح تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر ما بين 5.15 دولارًا و6.1 دولارًا للكيلوغرام.

وتصل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق في قطر إلى 2.23 دولارًا للكيلوغرام، في حين تتراوح تكلفة الهيدروجين الأخضر ما بين 2.61 دولارًا و3.31 دولارًا للكيلوغرام.

وأكد الدكتور رزاق يوسف أن الدول العربية النفطية كافةً لديها فرصة كبيرة في الريادة في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء.

وتوقّع أن يشهد المستقبل انخفاضًا في تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، نتيجة لتقدّم التقنيات المستعملة، واكتمال البنية التحتية غير المتوافرة بالكامل، حتى في الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة الأميركية.

موضوعات متعلقة..

• 3 أسواق تقود ارتفاع إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون 30 مرة
• شركات النفط والغاز الكبرى تستحوذ على 8% من سوق الهيدروجين منخفض الكربون
• حوض البحر المتوسط مركز عالمي للهيدروجين الأخضر.. ما دور 4 دول عربية؟ (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• صادرات الطاقة الروسية تتجاوز 5 مليارات دولار في أسبوع.. ودولة عربية ضمن أكبر المستوردين
• اكتشاف غاز احتياطياته 30 تريليون قدم مكعبة يبدأ التصدير لأفريقيا قريبًا
• قناة السويس تفقد عبور 229 شحنة غاز مسال أميركية إلى آسيا
• أين تتركز مكامن النفط في الجزائر؟.. تفاصيل أحواض المجال الصحراوي