البرازيل تتجه إلى الغاز المسال لتعويض نقص إمدادات الطاقة الكهرومائية
محمد عبد السند
- الجفاف يؤثر في محطات الطاقة الكهرومائية لدى البرازيل
- تعتمد البرازيل على الطاقة الكهرومائية في توليد الكهرباء
- شركة بتروبراس تعزّز مشترياتها من الغاز المسال
- تبرُز البرازيل منافسًا جديدًا على إمدادات الغاز المسال عالميًا
- استوردت بتروبراس قرابة 28.65 مليار قدم مكعبة من الغاز المسال منذ بداية 2024
اتجهت البرازيل إلى سوق الغاز المسال العالمية لتأمين إمدادات موثوقة من هذا الوقود، لتوليد الكهرباء في أعقاب معاناتها نقصًا في إمدادات الطاقة الكهرومائية، نتيجة الجفاف والطقس المتطرف.
وتعوّل البرازيل، البلد الأكثر تعدادًا للسكان في أميركا اللاتينية (أكثر من 217 مليون نسمة)،د على الطاقة الكهرومائية، لسد معظم متطلباتها من الكهرباء، غير أنها تلجأ إلى الغاز الطبيعي في أوقات تدني مستويات المياه في الخزانات الكهرومائية.
وسارعت شركات طاقة حكومية في البرازيل إلى تعزيز مشترياتها من الغاز المسال في السوق الفورية، سعيًا منها لتأمين إمدادات وفيرة من الكهرباء في ظل ضغط الطلب المحلي.
ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تتنامى المخاوف من أن يتسبّب تزايد اعتماد البلاد على الغاز المسال في توليد الكهرباء، في تنامي الضغط على السوق العالمية، لا سيما في ظل تنامي الطلب على ذلك الوقود منخفض الكربون في آسيا وشمال أفريقيا.
الطاقة الكهرومائية تتراجع
أضحت البرازيل منافسًا جديدًا على إمدادات الغاز المسال العالمية، وسط تراجع مستويات المياه في الخزانات المستعمَلة لإنتاج الطاقة الكهرومائية التي تُعد المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء في أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية.
وقد يُسهِم القرار، الذي اتخذته السلطات البرازيلية مؤخرًا لتعزيز معدلات توليد الكهرباء بالغاز لضمان موثوقية الشبكة، في رفع مشتريات شركة بتروبراس (Petrobras) الحكومية في سوق الغاز المسال الفورية، وفق منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وخلال أحدث اجتماعاتها المنعقدة في 7 أغسطس/آب (2024) أوصت لجنة مراقبة قطاع الكهرباء المعروفة اختصارًا بـ"سي إم إس إي" (CMSE)، التي تقودها وزارة الطاقة البرازيلية، بضرورة اتخاذ إجراءات لحماية إمدادات الطاقة وسط انخفاض مستويات الطاقة الكهرومائية في شمال البلاد، وفق إخطار نشرته اللجنة 8 أغسطس/آب (2024).
ونظرًا إلى الأوضاع الراهنة في نهري ماديرا وبوروس إلى جانب احتمالية استمرار الظروف الجافة في المنطقة الشمالية، أوصت "سي إم إس إي" مشغل الشبكة الكهربائية أو إن إس (ONS) بتقليل إمدادات الكهرباء الآتية من محطات الطاقة الكهرومائية في المنطقة للمحافظة على موارد المياه واستغلالها في أوقات ذروة الطلب خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني (2024).
بتروبراس في المشهد
تظل مشتريات الغاز المسال بوساطة بتروبراس مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتوافر الطاقة الكهرومائية، ومن الممكن أن تدفع أي تخفيضات في إنتاجية هذا المصدر النظيف للطاقة، الشركة نحو السوق الفورية، بحسب إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وتتطلع الشركة إلى الحصول على شحنات غاز مسال تسليم شهر سبتمبر/أيلول (2024) لمواجهة نقص إنتاج الطاقة الكهرومائية الناجم عن هبوط مستويات المياه في الخزانات، بحسب تقرير نشرته بلومبرغ في 13 أغسطس/آب (2024)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتظل مستويات المياه في الأنظمة الفرعية لخزانات الطاقة الكهرومائية الـ4 في البرازيل، في نطاق المستويات المتوسطة بوجه عام، مع بلوغ سعة النظام الفرعي في الشمال 81.8%، في حين تتجاوز سعة النظام الفرعي في شمال شرق البلاد 60%، وفق بيانات "أو إن إس" المحدثة في 12 أغسطس/آب الجاري.
ولامس مستوى تخزين الكهرباء في الشبكة الوطنية خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس/آب (2024) 66%، وفق إخطار "سي إم إس إي".
وقد تشتري بتروبراس شحنات من السوق الفورية في إطار تحوطها ضد مستويات الطاقة الكهرومائية المتناقصة، بل من الممكن أن تعيد بيعها حال لم تتدهور ظروف الخزانات الكهرومائية كما هو متوقع.
وبينما يرى تجار أن بتروبراس لا تنشط بقوة في السوق مؤخرًا، يعتقد آخرون أن الشركة تشتري شحنات غاز مسال حينما تكون الأسعار مواتية، وتحتفظ بها في خزانات الغاز الطبيعي المسال العائمة التي تستأجرها -حاليًا- قبالة السواحل البرازيلية.
واردات الغاز المسال
استوردت بتروبراس قرابة 28.65 مليار قدم مكعبة من الغاز المسال -حتى الآن- من العام الحالي (2024)، مع تسليم 27.54 مليار قدم مكعبة إلى محطة إعادة التغويز التي تشغلها في ولاية باهيا شمال شرق البرازيل، بحسب بيانات صادرة عن منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس في 13 أغسطس/آب الجاري.
ووصلت آخر شحنة استوردتها الشركة إلى محطة باهيا على متن ناقلة الغاز المسال إنتربرايس (Enterprise) في 1 أغسطس/آب (2024)، التي سبق أن سلّمت كميات غاز مسال إلى محطة إعادة التغويز ساو باولو (Sao Paulo).
وهناك ناقلة غاز مسال يُطلَقْ عليها غريس داليا (Grace Dahlia) تبحر قبالة السواحل شمال البرازيل، قاصدةً محطة باهيا؛ حيث من المقرر أن تصل إليها في 19 أغسطس/آب الجاري، بحسب بيانات منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
أزمة سابقة
دفعت أزمة سابقة شهدتها إمدادات الطاقة الكهرومائية في البرازيل خلال عامي 2020 و2021 المستوردين البرازيليين إلى شراء 6.3 مليون طن من الغاز المسال في عام 2021، بحسب بيانات سابقة عن وزارة التجارة البرازيلية.
ومع وصول خزانات الطاقة الكهرومائية إلى كامل سعتها منذ عام 2022، خفضت البرازيل واردات الغاز المسال إلى 3.1 مليون طن في ذاك العام، وإلى نحو 602 ألف طن في العام الماضي (2023).
لكن خلال الربع الأول من عام 2024، نمت واردات البرازيل من هذا الوقود منخفض الكربون مسجلةً 486 ألف طن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتوافر عدد من وحدات إعادة التغويز في البرازيل، التي تتيح مرونةً كبيرةً لسد الطلب المتذبذب على الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال في البرازيل ينتعش مع تشغيل محطتين جديدتين
- بتروبراس البرازيلية تكشف عن سبب الهبوط الحاد لواردات الغاز المسال في 2022
- تعطيل نصف سعة الغاز الطبيعي المسال في البرازيل
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية تهدد بانهيار شركات تأجير المركبات في أوروبا.. لماذا؟
- اكتشاف غاز جديد في باكستان
- 10 تريليونات قدم مكعبة غاز في مصر.. بئر أوريون تنتظر حسم مصيرها