قناة السويس تفقد عبور 229 شحنة غاز مسال أميركية إلى آسيا

ما تزال صادرات الغاز المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا تتجنّب السير عبر قناة السويس، خشية التوترات الحاصلة في البحر الأحمر، مفضلةً بدلاً من ذلك الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول مسافةً.

وفقد الممر الملاحي المصري الإستراتيجي ما يزيد على 200 شحنة من صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا منذ بداية العام الجاري (2024) وحتى الآن؛ ما أثر سلبًا في إيرادات القناة التي يُعوّل عليها في إنعاش اقتصاد البلد العربي الواقع شمال أفريقيا.

وتبرُز قناة السويس بصفتها أحد أهم الممرات الملاحية المائية في العالم، وتكتسب أهميتها تلك من كونها أقصر طرق الشحن الرابطة بين أوروبا وآسيا، غير أن هجمات جماعة الحوثي اليمنية التي تستهدف الشحن التجاري في مياه البحر الأحمر تُجبِر السفن على اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح الذي يربط بين أفريقيا وآسيا عبر الدوران حول القارة السمراء.

ووفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) استأثر طريق رأس الرجاء الصالح بنصيب الأسد من شحنات صادرات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا منذ بداية 2024 وحتى الآن.

طريق رأس الرجاء الصالح

استحوذ طريق رأس الرجاء الصالح على السواد الأعظم من السفن المحملة بشحنات الغاز المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا خلال شهر يوليو/تموز (2024) على الرغم من تخفيف القيود في قناة بنما مؤخرًا.

وبلغ إجمالي عدد شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح 49 شحنة خلال يوليو/تموز الماضي، صعودًا من 37 شحنة خلال يونيو/حزيران.

وتمثّل شحنات يوليو/تموز (2024) المذكورة أعلى عدد شهري لصادرات غاز مسال تقطع مسار الرحلة نفسه منذ عام 2010، حينما بدأت "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" في تدوين بياناتها.

وخلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري (2024) لامس إجمالي عدد شحنات الغاز المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح 123، بحسب بيانات إس آند بي.

وبذلك يصل إجمالي عدد الشحنات الأميركية من الغاز المسال، الذي سلك هذا المسار وصولًا إلى آسيا، نحو 229 شحنات منذ بداية 2024 وحتى الآن.

قناة بنما

على العكس من طريق رأس الرجاء الصالح لم يمر عبر قناة بنما سوى شحنة غاز مسال أميركية واحدة متجهة إلى آسيا خلال يوليو/تموز الماضي، كانت تقلها سفينة أتالوس (Attalos) المستأجرة بوساطة شركة النفط البريطانية بي بي، التي عبرت هذا الممر المائي قاصدةً محطة بوريونغ (Boryeong) للغاز المسال في كوريا الجنوبية، لتسليمها هناك أواسط شهر يوليو/تموز (2024).

ومنذ مارس/آذار (2024) انكمش معدل عبور شحنات الغاز المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا عبر قناة بنما؛ إذ لم تمر سوى شحنة واحدة شهريًا منذ ذلك الحين، باستثناء شهر يونيو/حزيران الماضي، الذي مرت خلاله شحنتان عبر هذا المسار.

وخلال المدة من يناير/كانون الثاني وحتى مايو/أيار (2024) بلغ عدد شحنات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا عبر قناة بنما 16، ليصل بذلك إجمالي عدد الشحنات الأميركية المتجهة إلى آسيا عبر هذا الممر الملاحي إلى 20 منذ بداية 2024 وحتى الآن، وفق أرقام إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولم يتجاوز إجمالي عدد شحنات الغاز المسال، بوجه عام، المارة عبر قناة بنما خلال يوليو/تموز (2024) نحو 3 شحنات، تراجعًا من 4 شحنات في يونيو/حزيران السابق.

بالإضافة إلى سفينة أتالوس المذكورة، عبرت سفينة سبونسر (Sponsor) المستأجرة كذلك بوساطة بي بي، قناة بنما، لتسليم شحنة غاز مسال من محطة أتلانتيك (Atlantic) للغاز المسال في ترينيداد وتوباغو إلى محطة إنرجيا كوستا أزول (Energia Costa Azul) للغاز المسال المملوكة لشركة سيمبرا (Sempra) الأميركية، في مدينة إنسينادا المكسيكية.

أما شحنة الغاز المسال الثالثة التي مرت عبر قناة بنما فكانت من نصيب سفينة إنرجي إنديورانس (Energy Endurance) للغاز المسال، وكانت في أواسط يوليو/تموز الماضي؛ إذ كانت السفينة عائدةً إلى محطة أتلانتيك للغاز المسال في ترينيداد وتوباغو، بعدما سلّمت شحنة إلى محطة بيتشيلينغ (Pichilingue) التابعة لشركة نيو فورتريس إنرجي (New Fortress Energy) في مدينة لاباز المكسيكية.

قناة السويس

تجنّبت صادرات الغاز المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا -تمامًا- السير في مياه قناة السويس خلال يوليو/تموز، علمًا بأن آخر شحنة صادرات غاز مسال أميركية كانت قد عبرت الممر المائي المصري إلى آسيا في 27 يناير/كانون الثاني (2024).

ومنذ شهر يناير/كانون الثاني وحتى الآن، بلغ عدد شحنات الغاز المسال، بوجه عام، المارة عبر قناة بنما 25، من بينها 14 شحنة مرت خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.

وبالمقارنة، طافت 500 شحنة غاز مسال، بوجه عام، حول طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية 2024 وحتى الآن، في حين استقر عدد الشحنات المارة عبر قناة السويس عند 45 خلال المدة ذاتها.

يُشار إلى أنه بدءًا من 9 أغسطس/آب (2024) لم تُسَلَّم سوى شحنة غاز مسال واحدة عبر قناة بنما، وكانت تقلها سفينة بريتيش ليسنر (British Listener) المستأجرة بوساطة بي بي؛ إذ شرعت السفينة في عبور القناة في 5 أغسطس/آب الحالي لنقل الشحنة من محطة أتلانتيك في ترينيداد وتوباغو إلى محطة "إنرجيا كوستا أزول".

إيرادات قناة السويس

هبطت إيرادات قناة السويس بنحو 2.2 مليار دولار في العام المالي (2023-2024)، تزامنًا مع انخفاض معدلات العبور بالمجرى الملاحي في ضوء تنامي التوترات الجيوسياسية الحاصلة في البحر الأحمر.

* (العام المالي في مصر يبدأ يوم 1 يوليو/تموز، وينتهي 30 يونيو/حزيران من العام التالي)

وانخفض دخل القناة بنسبة 23.4% خلال المدة من يوليو/تموز (2024) إلى نهاية يونيو/حزيران (2024)، بحسب بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولامست إيرادات قناة السويس قرابة 7.2 مليار دولار في العام المالي (2023-2024)، انخفاضًا من أعلى إيرادات سجلتها في تاريخها عند 9.4 مليار دولار قبل عام.

وتُمثّل إيرادات قناة السويس رافدًا رئيسًا لدخل مصر من العملة الصعبة؛ إذ تخطت 10 مليارات دولار خلال 2023، بالإضافة إلى كون القناة ممرًا يختصر المسافة ويقلّل التكلفة بالنسبة إلى حركة الملاحة العالمية، من الشرق للغرب والعكس؛ إذ تساعد الناقلات على تقليل مدة الرحلة التي قد تصل إلى قرابة أسبوعين حول طريق رأس الرجاء الصالح، بتكلفة إضافية تلامس مليون دولار لكل ناقلة.

موضوعات متعلقة..

• صادرات الغاز المسال الأميركية تهجر قناة السويس والبحر الأحمر
• صادرات الغاز المسال الأميركية قد ترتفع 22% بحلول 2025 (تقرير)
• توترات البحر الأحمر تغيّر مسار حركة الشحن.. دول أفريقية وخليجية أبرز المستفيدين (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• احتياطيات الغاز في أفريقيا تدعم الطلب العالمي.. هل ينتهي دور روسيا؟
• إنتاج روسيا النفطي يهبط خلال يوليو.. ويقترب من حصص أوبك+
• أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تطالب بـ"إجراء إجباري" ضد الموردين