غاز أخبار الغاز النشرة الاسبوعية سلايدر الرئيسية عاجل

اكتشاف غاز باحتياطيات 100 مليار متر مكعب.. أول حقل من نوعه عالميًا

هبة مصطفى

2024-08-08

0 197٬475

اكتشاف غاز في حقل لينغشوي 36-1 — منصة بحرية تابعة لشركة سينوك - الصورة من موقع الشركة

أُزيح الستار مؤخرًا عن اكتشاف غاز هو الأول من نوعه على الصعيد العالمي، بعدما خاضت الشركة المطورة تحديًا بالحفر في المنطقة الضحلة لآبار حقل بعمق مائي يصل إلى 1500 متر.

وبذلك يُعَد حقل "لينغشوي 36-1" أول حقل غاز كبير يُكتشف في المياه العميقة والضحلة، ببحر الصين الجنوبي والعالم، وفق معلومات الاكتشاف التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وتفوق الاحتياطيات المؤكدة للحقل 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي؛ ما يضيف للصين -أكبر الاقتصادات الآسيوية- المزيد من الموارد.

وقد يقلّص ذلك من حجم واردات بكين من الغاز، خاصة أنها أكبر مستورد للوقود الانتقالي في العالم؛ إذ اشترت ما يصل إلى 120 مليون طن غاز خلال العام الماضي 2023 (سواء غاز مسال، أو منقول عبر خطوط الأنابيب) حسب البيانات.

حقل لينغشوي 36-1

لا يعد حقل "لينغشوي 36-1" اكتشاف غاز مألوفًا بالنسبة للعالم والصناعة؛ إذ إنه للمرة الأولى تُجرى أعمال الحفر بنجاح في الأجزاء الضحلة العميقة من آبار الحقل.

واكتشفت أول حقل غاز كبير في المياه الضحلة العميقة بالعالم شركة سينوك الصينية، في جزيرة هاينان الواقعة جنوب البلاد، واعتمدت السلطات المعنية الحقل بوصفه اكتشاف غاز يضاف إلى احتياطيات بكين ومواردها.

وبعد حفر على عمق مائي يصل إلى 1500 متر، صادفت الشركة المطورة موارد في طبقات الغاز على بُعد 210 أمتار بالحقل البحري، وفق ما أورده موقع غلوبال تايمز (Global Times).

وبخلاف الاحتياطيات التريليونية الهائلة، تُشير التقديرات إلى احتمال إنتاج يومي من اكتشاف غاز حقل "لينغشوي 36-1" يتجاوز 10 ملايين متر مكعب يوميًا.

ومن شأن حقل الغاز "لينغشوي 36-1" أن يعزز اتجاهًا جديدًا للاستكشافات البحرية على الصعيد العالمي، أما محليًا فيطلق الحقل العنان لأعمال التنقيب في المياه العميقة الصينية.

ويُعد الحقل أحدث اكتشافات مناطق بحر الصين الجنوبي قبالة جزيرة هاينان الغنية بالإمدادات، والتي يمكن أن تضيف لاحتياطيات الغاز في الصين المزيد من الموارد.

منطقة غاز.. وتحدٍّ كبير

تتمثل أبرز مكاسب الحقل -بوصفه اكتشاف غاز رائدًا- في إنجاح خطة إنشاء منطقة غاز في بحر الصين الجنوبي تتسع لنحو تريليون متر مكعب من الاحتياطيات والموارد.

وكانت شركة سينوك (CNOOC) قد بدأت عام 2018 الإعداد لخطة تستهدف إنشاء منطقة الغاز بحلول العام المقبل (2025)، لكن يبدو أن الشركة بلغت هدفها بصورة مبكرة.

وكشفت الشركة عن أن خطتها الطموحة تحولت العام الجاري (2024) إلى واقع، مع تجاوز موارد واحتياطيات منطقة الغاز تريليون متر مكعب.

ومن زاوية أخرى، شكّل اكتشاف غاز حقل "لينغشوي 36-1" تحديًا كبيرًا نجحت فيه شركة "سينوك"، خاصة أن اعتبارات السلامة في عمليات الحفر البحري تقضي بتجنب التنقيب في مناطق الغاز الضحلة.

وأكد مسؤول مركز أبحاث اقتصاديات الطاقة في جامعة شيامن الصينية لين بوقيانغ، أن الاحتياطيات المؤكدة لاكتشاف غاز حقل "لينغشوي 36-1" تعكس موارد مستقبلية نظيفة.

وأشار بوقيانغ إلى أن هذه الاحتياطيات تشكل أهمية في ظل الطلب المرتفع، الذي دفع البلاد للاعتماد على الواردات بنسبة تصل إلى 40%، مضيفًا أن توافر موارد الغاز المحلية يعزز من التخلي عن الفحم ويضمن أمن الطاقة.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بعض ملامح أول حقل غاز كانت تطوره سينوك في المياه العميقة لبحر الصين الجنوبي، دون إعلان مستجداته حتى الآن:

أول حقل غاز بالمياه العميقة

خطر محتمل

تمتد أهمية اكتشاف غاز "لينغشوي 36-1" خارج الحدود الصينية؛ إذ يصنف أول حقل غاز ضحل في المياه العميقة عالميًا.

ويبدو أن موارد بحر الصين الجنوبي ستؤجج صراعًا آسيويًا بوصفه منطقة مشتركة، إذ تطالب بكين باستحواذها على المنطقة، في حين تشاركها الطلب -أيضًا- كل من: فيتنام، والفلبين، وماليزيا.

ومن حين لآخر، تظهر بعض التوترات بين البلدان المشتركة في منطقة بحر الصين الجنوبي، خاصة مع تزايد وتيرة استكشاف النفط والغاز والتنقيب عن موارد محتملة، وفق موقع بانكوك بوست (Bankok Post).

وقد تعوق هذه التوترات مواصلة استخراج موارد المنطقة والاستفادة منها، مثلما حدث عام 2014 خلال محاولة تشغيل منصة نفط "أوشن أويل- 981" التابعة لشركة سينوك الصينية، ونشبت احتجاجات رافضة لذلك في فيتنام.

وبلغ إنتاج الصين من الغاز الطبيعي 123.5 مليار متر مكعب، خلال النصف الأول من العام الجاري (من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يونيو/حزيران)، بزيادة قدرها 4.4%، وقد يصل إلى 246 مليار متر مكعب بنهاية العام.

واستوردت بكين ما مقداره 90.2 مليار متر مكعب خلال المدة المذكورة، بزيادة بنسبة 14.8%.

ووفق التوقعات، قد يقفز استهلاك العام الجاري بأكمله إلى ما يتراوح بين 420 مليارًا و425 مليار متر مكعب، بزيادة قد تصل إلى 7.7%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..