رئيسيةأخبار النفطنفط

واردات الهند النفطية من الشرق الأوسط ترتفع إلى 46% في 6 أشهر

والصفقات الآجلة للخام الروسي تهدد عرشها

دينا قدري

سيطر الشرق الأوسط على نحو 46% من واردات الهند النفطية في النصف الأول من عام 2024، مع تباطؤ الشحنات من روسيا، وفق التحديثات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى الرغم من تعزيز شهية نيودلهي للخام الشرق الأوسطي، فإن الصفقات الآجلة للنفط الروسي قد تغيّر المعادلة في المدّة المقبلة.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قد صرّح في 9 يوليو/تموز 2024 خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى موسكو، أن البلدين يدرسان إمكان إبرام عقود طويلة الأجل لإمدادات النفط الروسي، مع تعميق العلاقات في مجال الطاقة.

واستوردت الهند 1.77 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي في النصف الأول من عام 2024، في حين بلغت تدفقات النفط من الشرق الأوسط نحو 2.22 مليون برميل يوميًا، أو 45.9% من إجمالي الواردات في المدّة نفسها.

واردات الهند النفطية في 6 أشهر

في النصف الأول من عام 2024، ارتفع إجمالي واردات الهند النفطية بنسبة 1.3% على أساس سنوي، إلى 122 مليون طن متري (4.9 مليون برميل يوميًا).

وأظهرت أحدث البيانات المؤقتة الصادرة عن خلية التخطيط وتحليل النفط في البلاد أن إجمالي واردات الهند النفطية انخفضت بنسبة 5.6% على أساس سنوي إلى 18.75 مليون طن متري، أو بمعدل 4.5 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وانخفضت تدفقات يونيو/حزيران بنسبة 16.2% على أساس شهري، مع تراجع الطلب المحلي بسبب وصول موسم هطول الأمطار، واستكمال عملية الانتخابات العامة.

وعلى الرغم من أن صنّاع السياسات في نيودلهي وموسكو قالوا، إن كلا البلدين منفتحان على فكرة عقود النفط الخام الآجلة، فإن المصافي الهندية تُظهر حذرها في توقيع الصفقات، إذ يخاطر التهديد بفرض عقوبات إضافية بتعقيد شروط الشحن والدفع في المستقبل.

واردات الهند النفطية من روسيا

بلغت واردات الهند النفطية من روسيا نحو 1.77 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2024، وهو ما يمثّل 36.6% من إجمالي تدفقاتها، بانخفاض عن 1.93 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2023، عندما كانت موسكو تمثّل حصة سوقية تُقدّر بـ39.5%.

وقال كبير المحللين البحثيين الرؤساء في "إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي" (S&P Global Commodities at Sea) مارك إسبوزيتو: "خلال النصف الأول من عام 2024، تقلّصت واردات الهند من النفط الروسي بمقدار 153 ألف برميل يوميًا على مدار العام؛ بسبب الربع الأول البطيء مع ارتفاع أسعار النفط العالمية، بما في ذلك أسعار الأورال".

وتابع: "انخفضت واردات الهند من النفط الروسي (المنقول بحرًا والمستلم عبر عمليات النقل من سفينة إلى أخرى) إلى 1.587 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من عام 2024، وهو أبطأ معدل ربع سنوي للتدفقات منذ الربع الرابع من عام 2022".

وفي الربع الثاني من عام 2024، تلقّت الهند 1.96 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي، وهو أعلى حجم ربع سنوي منذ الربع الثاني من عام 2023، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

ووصل نحو 2.10 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي إلى الهند في يونيو/حزيران 2024، وهو أكبر حجم منذ يوليو/تموز 2023، وفقًا لـ"كوموديتيز آت سي".

وتُظهر البيانات الأولية وصول 1.97 مليون برميل أخرى يوميًا في يوليو/تموز 2024، حيث كانت شهية المصافي الهندية لخام الأورال قوية.

واردات الهند النفطية في النصف الأول 2024

صفقات طويلة الأجل مع روسيا

قال محلل النفط في جنوب آسيا لدى إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، هيمي سريفاستافا: "من بين المصافي الهندية، برزت شركة ريلاينس إندستريز المحدودة وشركة إنديان أويل كورب بوصفهما أكبر مشترين للنفط الروسي، على الرغم من أن جميع المصافي في الهند لديها خام الأورال ضمن سلة الخام بنسب متفاوتة".

وأشار كبير المحللين البحثيين الرئيسين في "إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي" مارك إسبوزيتو إلى أن "المصافي المملوكة للدولة نظرت، في الآونة الأخيرة، باحتمال إبرام صفقات استيراد طويلة الأجل مع روسيا، وهي الخطوة التي من شأنها أن تعزز العلاقة التي ازدهرت فقط بعد غزو فبراير/شباط 2022".

ويمكن أن تساعد الاتفاقيات طويلة الأجل بين روسيا والمصافي الهندية في تثبيت الأسعار، وتوفير الاستقرار، والقدرة على التنبؤ، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبصرف النظر عن ضمان إمدادات ثابتة وموثوقة من النفط الروسي، يمكن للمشترين الهنود النظر في تأمين شروط تسعير أفضل، من خلال اتفاقيات طويلة الأجل، بسبب الالتزام الذي يقدّمونه، مقارنةً بأسعار السوق الفورية الأعلى المحتملة.

وقال المدير الأول في شركة الاستشارات إي واي بارثينون (EY Parthenon) توشار بانسال: "من المرجّح أن يضمن توقيع الصفقات الروسية الآجلة استمرار إمداد السوق بالنفط الروسي، ولكن من المتوقع أن يعتمد هذا التوقيع على الخصومات المناسبة وهامش المراجحة مقابل درجات الشرق الأوسط القياسية".

واردات الهند النفطية من الشرق الأوسط

في الوقت نفسه، بلغت واردات الهند النفطية من الشرق الأوسط نحو 2.22 مليون برميل يوميًا، أو 45.9% من إجمالي واردات الهند في النصف الأول من 2024، مقارنةً بـ2.21 مليون برميل يوميًا، أو 45.3% خلال المدّة نفسها من عام 2023.

وقال مدير منطقة جنوب آسيا في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي فيبوتي غارغ: "ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بسبب الخصومات الضخمة في الأسعار، بعد العقوبات من دول أخرى".

وأضاف: "رغم ذلك، مع انخفاض الأسعار بسبب فائض العرض ومشكلات النقل من منطقة البحر الأحمر، ارتفعت الواردات من الشرق الأوسط".

وقالت مصافي التكرير الهندية، إن تدفقات الخام من الشرق الأوسط في النصف الثاني من عام 2024 ستعتمد على كيفية تشكيل إستراتيجية الإنتاج لمنظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك وحلفائها في المستقبل المنظور.

وقال مصدر تكرير هندي: "ستظل حصة النفط الشرق أوسطي تحت الضغط في الهند، ما دام الخام الروسي متاحًا بخصم لائق".

يُذكر أن منظمة أوبك قالت -في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، إن العراق وروسيا وقازاخستان اتفقت في 24 يوليو/تموز على خفض الإنتاج تدريجيًا بمقدار 2.284 مليون برميل يوميًا من الآن وحتى سبتمبر/أيلول 2025، لتعويض فائض الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق