اتّهم محللون الحكومة بعدم إيلاء الاهتمام الكافي لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في الهند بسبب موازنة الاتحاد للعام المالي الجديد (2024- 2025)، الذي بدأ في شهر أبريل/نيسان.
وتفتقر الموازنة الجديدة لإجراءات ومبادرات دعم جديدة ومهمة للقطاع الذي يُعوَّل عليه لإنتاج 5 ملايين طن متري سنويًا بحلول عام 2030، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتستهدف نيودلهي خفض انبعاثات الكربون وصولًا إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
وأكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي أمام اجتماع مجموعة العشرين في العام الماضي (2023) أنه من الضروري التركيز على الوقود من أجل المستقبل، وأن المبادئ رفيعة المستوى للهيدروجين خطوة على الطريق الصحيح.
كما توقّع تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي وشركة "باين آند كابيتال" الاستثمارية أنّ تبنّي الهيدروجين الأخضر في الهند على نطاق واسع "فرصة نمو لا تأتي إلّا مرة واحدة"، وهو قادر -بصورة كبيرة- على خفض انبعاثات الكربون وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
فرصة ضائعة
يقول خبراء الصناعة، إن غياب مبادرة دعم الهيدروجين الأخضر في الموازنة الجديدة يمثّل ضياع فرصة ثمينة بالنظر إلى الأهمية المتزايدة للقطاع في إستراتيجيات الطاقة العالمية.
ويقول الباحث المتخصص بشؤون النقل والطاقة الجديدة في الهند بمعهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، تشاريث كوندا، إن الموازنة المؤقتة خصصت 600 كرور روبية (71.7 مليون دولار) لمبادرات الهيدروجين الأخضر، لكن ثمة غموض بشأن المبادرات المقصودة التي ستستفيد من تلك الأموال.
*(الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا).
*(الكرور وحدة في نظام الترقيم الهندي تساوي 10 ملايين).
كما أكد أن الحكومة ضيّعت فرصة مواجهة التحديات الرئيسة التي تواجه الصناعة، ومنها المخاوف المرتبطة بالشراء والحاجة لإقامة بنى أساسية لتخزين الهيدروجين ونقله.
وفي مطلع العام الجاري 2024-2025، خصصت الموازنة المؤقتة 600 كرور روبية لصالح مهمة الهيدروجين الأخضر بزيادة ضخمة قدرها 102% عن العام المالي السابق.
وفي الموازنة الكاملة للعام الجاري، لم تطرأ أيّ تغييرات على المخصصات المؤقتة المعلنة في فبراير/شباط (2024).
الهيدروجين الأخضر في الهند
أكد مدير شركة جاكسون غرين لأعمال الطاقة الخضراء سانجيف كاول أن قطاع الهيدروجين الأخضر لم يتوقع أيّ إعلانات كبرى في ميزانية العام؛ لأن الحكومة سبق أن قدّمت 4500 كرور روبية (537.5 مليون دولار) بموجب برنامج التدخلات الإستراتيجية للانتقال إلى الهيدروجين الأخضر (SIGHT).
ورغم ذلك، يتوقع كاول أن الحكومة تعمل على مبادرة أخرى لدعم الصناعة في تقليل فجوة الأسعار بين الهيدروجين الرمادي والأخضر.
ويرى أن الدعم المالي الكبير في الموازنة للبنية الأساسية سيعزز استثمارات نقل الهيدروجين الأخضر في الهند، كما أن تخصيص رؤوس الأموال لاستثمارات تستهدف التكيف مع تغير المناخ وتخفيف حدّته، سيعود بالنفع على القطاع.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:
توصيات مهمة
لضمان تحقيق نقلة قوية، اقترح رئيس قسم الاستثمارات الإستراتيجية في شركة أمبين إنرجي ترانزيشن كونال ساكسينا الحكومة بتحديد مخصصات للطلب من أجل التحول إلى الهيدروجين الأخضر، مقرونة بحوافز مالية.
كما دعا إلى تقليل تكاليف المحللات الكهربائية عبر خفض الرسوم والضرائب وتقديم الإعانات لقطاع توليد الكهرباء من مصادر متجددة، مؤكدًا أن الدعم المقدّم عبر برنامج الحوافز المرتبط بالإنتاج (PLI) غير كافٍ.
وطالبَ بتطوير البنية الأساسية لخطوط أنابيب نقل الهيدروجين الأخضر، مع توفير تمويلات منخفضة التكلفة للمشروعات ذات الأولوية.
دعم غير كافٍ
يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة "غرانت ثورنتون" فينست بهاتيا ضياع فرصة دعم موازنة العام الجديد للهيدروجين الأخضر، ولذلك طالب وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة بتقديم دفعة جديدة من الدعم المالي وغير المالي لدفع السوق من المرحلة المبكرة إلى النمو والحفاظ على القوة الدافعة.
وبحسب بهاتيا، فالدعم المالي للهيدروجين الأخضر بمقتضى المهمة الوطنية للهيدروجين الأخضر ومشتقاته (NGHM) يضع الأساس لبيئة أولية لإقامة سوق، لكن ثمة ضرورة لتقديم المزيد من الدعم.
وأوضح أن ذلك الدعم قد يكون في صورة إعفاءات ضريبية أو ضريبة بشروط ميسّرة للشركات، والمزيد من الدعم المالي للإنتاج وتصنيع أجهزة المحللات الكهربائية.
وفي حالة تحقيق ذلك، يقول بهاتيا، إن تنافسية الهند على الساحة العالمية ستزيد، وستواجه الإعانات الخضراء الضخمة التي تقدّمها الأسواق الأجنبية لشركاتها، وفق تقرير لصحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" المحلية (The Economic Times).
وبذلك، ستكون الهند مؤهلة لتوفير الكهرباء من مصادر متجددة على مدار الساعة على نحو فاعل من حيث التكلفة؛ ما سيعزز الطلب على الشراء.
ولفت بهاتيا إلى ضرورة تطوير سوق محلية لتوسيع نطاق الاستثمارات وبناء مخزون لتلبية الطلب، قائلًا، إن تلك الخطوة مهمة لحماية نمو الاستثمارات من سيناريوهات سلبية في وقت تكتظّ فيه الأسواق الرئيسة بخيارات العرض.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في الهند يواجه توقعات متشائمة
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند قريبًا من أول مشروع حكومي
- نقل الهيدروجين الأخضر في الهند يشهد خطوة مهمة.. وتحذير للحكومة
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز في أفريقيا.. 3 بلدان عربية بالقائمة (إنفوغرافيك)
- ليبيا تكشف حقيقة صفقة أكبر مصفاة نفط في أفريقيا
- تصفية أكبر شركة معادن في مصر والأقدم بالشرق الأوسط.. و2.4 مليار جنيه ديونًا وخسائر
- أكبر الدول المستوردة للنفط الجزائري.. وقفزة كبيرة بالأرقام (رسوم بيانية)
