التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير النفطنفط

إنتاج النرويج من النفط والغاز.. هل يهدد سياستها البيئية الخضراء؟ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • النرويج تستخرج من النفط أكثر من روسيا وإيران وأميركا الشمالية والمملكة العربية السعودية
  • • النرويج تزعم أنها رائدة في مجال المناخ، لكنها في الواقع منافقة مناخيًا
  • • تمتلك النرويج حاليًا مضخات حرارية أكثر لكل أسرة من أيّ مكان، باستثناء اليابان
  • • النرويج كانت من بين أغنى 10 دول في العالم قبل إنتاج النفط

في ظل المعدلات الكبيرة لإنتاج النرويج من النفط والغاز، ثمة سؤال يطرح نفسه بشأن طغيان ذلك على السياسة البيئية الخضراء التي تتّبعها البلاد.

وأشار مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن مواطني الدولة الأوروبية يميلون إلى الذهاب لأعمالهم بسيارات كهربائية، وتدفئة منازلهم بالمضخات الحرارية.

وعندما يشغّلون الغلايات صباحًا أو يشحنون هواتفهم ليلًا، يربط مواطنو النرويج أجهزتهم بشبكة كهرباء تعمل بالكامل تقريبًا بالطاقة المتجددة.

في المقابل، يصرف ساستهم الأموال لإنقاذ الأشجار في الغابات الاستوائية، ويضغطون بلباقة على البلدان الأخرى لحماية البيئة.

النفط والغاز في النرويج

من منظور واحد، تتحول صورة أوسلو الخضراء المورقة إلى اللون الأسود الزيتي.

وتستخرج الدولة الإسكندنافية الغنية من النفط أكثر من روسيا وإيران وأميركا الشمالية والمملكة العربية السعودية، حسب مقال لمراسل صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) لشؤون البيئة في أوروبا، أجيت نيرانجان.

مراسل صحيفة الغارديان البريطانية لشؤون البيئة في أوروبا، أجيت نيرانجان
مراسل صحيفة الغارديان البريطانية لشؤون البيئة في أوروبا، أجيت نيرانجان – الصورة من progressive-governance

وقال رئيس الفرع النرويجي لمجموعة حملة السلام الأخضر، فرودي بليم: "تزعم الدولة أنها رائدة في مجال المناخ، لكنها في الواقع منافقة مناخيًا"، مضيفًا: "إذا كانت وكالة إعلانية، لكانت ناجحة للغاية".

وأوضح أجيت نيرانجان أن الدولة الواقعة في أقصى شمال أوروبا تشتهر بمضائقها الرائعة وغاباتها الخيالية، وهي أقرب دولة في العالم إلى ما يمكن أن يُطلَق عليه دولة نفطية خضراء.

ويتبنى سكانها البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة التقنيات النظيفة بوتيرة أسرع من أيّ دولة أخرى، بينما يحفر قادتها السياسيون والصناعيون بشراسة للحصول على الوقود الأحفوري لبيعه إلى أوروبا.

ويرى نيرانجان أنها مفارقة دفعت بعضهم إلى تصوير الدولة الإسكندنافية على أنها بطلة مناخية، ودفعت آخرين إلى إدانتها بوصفها مصدرًا لانبعاثات الكربون.

الانتقال من الفقر إلى الثراء

على مدى عقود من الزمان، نسج ساسة النرويج قصة من الفقر إلى الثراء تضع اكتشاف احتياطيات النفط الضخمة في صميم نجاحها، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت مديرة مشروع في مؤسسة المناخ في أوسلو، آن كارين سيثر: "هنا، تقول القصة، إننا كنا دولة فقيرة فعلًا، ثم وجدنا النفط، والآن نحن أغنياء".

وذكرت أن بلادها "كانت من بين أغنى 10 دول في العالم قبل إنتاج النفط، وهذا محجوب في الأدبيات".

وأشار مراسل صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) لشؤون البيئة في أوروبا، أجيت نيرانجان، إلى أن ما يميز النرويج هو طريقة إدارتها لثرواتها.

وأضاف: "بدلًا من ملء جيوب المديرين التنفيذيين والمساهمين البعيدين، سكب البيروقراطيون النرويجيون أرباح النفط في وعاء أصبح أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم".

وأوضح: "اليوم، يمتلك الصندوق أكثر من تريليون دولار من الأصول، ويغطي ما معدله 1.5% من جميع الشركات المدرجة في العالم".

وبتكليفه بحماية الثروة للأجيال المقبلة، يستعمل الصندوق الآن نفوذه لتسريع التحول إلى اقتصاد نظيف.

من ناحيتها، قالت كبيرة مسؤولي الامتثال في البنك النرويجي لإدارة الاستثمار Norges Bank Investment Management، الذي يمتلك الصندوق، كارين سميث إيهيناتشو: "مع تطور أزمة المناخ، كان الصندوق يفكر أكثر فأكثر فيما يجب أن يفعله بصفته مستثمرًا ماليًا".

منصة نفطية تابعة لشركة إكوينور في بحر الشمال
منصة نفطية تابعة لشركة النفط والطاقة إكوينور في بحر الشمال – الصورة من الغارديان البريطانية

وأكدت أن (الصندوق) يضغط على الشركات في محفظته لتحديد أهداف الحياد الكربوني، ويجادل في القضية التجارية لتطوير خطط انتقالية موثوقة - التخلص من "المتخلفين عن تحقيق الأهداف المناخي" الذين يرفضون المشاركة.

وأردفت إيهيناتشو: "بالنسبة لنا، فإن مخاطر المناخ هي مخاطر مالية".

دعم جهود إزالة الكربون

تُعدّ الضغوط التي تمارسها النرويج بأموالها النفطية إحدى الطرق الاستثنائية التي تعمل بها البلاد في تشكيل الجهود العالمية لإزالة الكربون.

في الشهر الماضي، افتتحت شركة لإنتاج الأسمدة جنوب أوسلو أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في أوروبا.

وعلى مسافة قصيرة من الطريق، من المقرر أن يصبح مصنع للإسمنت أول مصنع في العالم يلتقط الكربون خلال إنتاج الخرسانة.

وتمتلك الدولة الأوروبية حاليًا مضخات حرارية أكثر لكل أسرة من أيّ مكان، باستثناء اليابان، التي تستعملها للتبريد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

مزرعة رياح ستورهيا بمقاطعة تروندلاغ في أوسلو
مزرعة رياح ستورهيا بمقاطعة تروندلاغ في أوسلو - الصورة من وكالة فرانس برس

وبحلول نهاية العام، قد تصبح شوارعها الأولى في العالم التي يفوق فيها عدد المركبات الكهربائية عدد سيارات محرك الاحتراق.

ويقول المحللون، إنّ تعطُّش الجمهور النرويجي للتكنولوجيات النظيفة -واستعداد قادتها لدعمها في وقت مبكر- حفَّز الابتكارات العالمية التي تدفع الجودة إلى الارتفاع، وتدفع الأسعار إلى الانخفاض.

وتُعدّ العاصمة أوسلو -على سبيل المثال- أول مدينة تحدد هدفًا لمواقع البناء المحايدة كربونيًا، التي ستفرضها من بداية العام المقبل.

وقد شجعت هذه الخطوة الشركات المصنّعة على جلب آلات البناء الكهربائية إلى السوق، ويمكن أن تساعد في إزالة الكربون من مواقع البناء في جميع أنحاء العالم.

ويرى نشطاء المناخ بأنه من غير العدل أن تحفر أوسلو -التي أصبحت غنية للغاية من صناعتها النفطية- المزيد من الآبار على حساب المنتجين الأكثر فقرًا، الذين سيضطرون إلى كبح جماح إمداداتهم بهدف تحقيق الأهداف المناخية العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق