تقرير سعودي يرفع توقعات الطلب على النفط في 2024 ويخفضها لعام 2025
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- الصين تواصل قيادتها نمو الطلب على النفط عالميًا في 2024.
- مرور السفن حول رأس الرجاء الصالح يرفع توقعات الطلب في أفريقيا.
- سوق النفط قد تشهد عجزًا في الإمدادات خلال 2024 وفائضًا في 2025.
- تراجع مخزونات النفط يجعل دول العالم أكثر عرضة للصدمات.
رفع مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" توقعات الطلب على النفط، خلال العام الجاري (2024)، في حين خفّضها للعام المقبل، ومع ذلك سيصل الاستهلاك العالمي لمستوى قياسي جديد.
وتوقّع كابسارك، في تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن)، ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري بمقدار 1.44 مليون برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 103.1 مليون برميل يوميًا، وهو ما يزيد بنحو 60 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة الصادرة الربع الأول من 2024.
بينما توقّع ارتفاع الطلب على النفط خلال العام المقبل بمقدار 1.76 مليون برميل يوميًا، ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 104.8 مليون برميل يوميًا، ولكنها تقل بمقدار 500 ألف عن التقديرات السابقة.
وتتماشى توقعات كابسارك لنمو الطلب العالمي على النفط مع تقديرات منظمة أوبك لعام 2025 عند 1.85 مليون برميل يوميًا، لكن هناك اختلافًا واضحًا في توقعات 2024؛ حيث تشير أوبك إلى نمو 2.25 مليونًا، وهو الأكثر تفاؤلًا بين المؤسسات المعنية.
ويشير التقرير إلى أن البيئة الاقتصادية تؤثر في محركات الطلب العالمي للنفط خلال العامين المقبلين، مع الوضع في الحسبان التضخم والوضع الجيوسياسي، ومع ذلك يتوقّع نمو إجمالي الطلب العالمي في الربع الأول من عام 2026 إلى 105.7 مليون برميل يوميًا.
توقعات الطلب على النفط في 2024
من المتوقّع أن تواصل الصين قيادتها لنمو الطلب على النفط عالميًا خلال العام الجاري بزيادة تقدر بنحو 540 ألف برميل يوميًا.
وتوقع كابسارك أن تمثل الصين والهند 52% من إجمالي نمو الطلب العالمي على النفط في 2024، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المرجّح أن تحقق جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نموًا في الطلب على النفط بمقدار 190 ألف برميل يوميًا، بقيادة دول الأميركتين بنحو 130 ألفًا، تليها الدول الآسيوية بنحو 40 ألفًا، والدول الأوروبية بمقدار 20 ألفًا.
وفي المقابل، توقّع التقرير تراجع الطلب على النفط في المكسيك وكندا وتشيلي، ليأتي نمو الطلب في دول الأميركتين من الولايات المتحدة فقط.
وعلى صعيد القارة السمراء، من المتوقّع ارتفاع الطلب الأفريقي على النفط خلال العام الجاري بمقدار 140 ألف برميل يوميًا.
وهو ما أرجعه كابسارك إلى توقّعات ارتفاع الطلب على وقود السفن بسبب التحويلات الأخيرة في طريق الشحن حول رأس الرجاء الصالح، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقال: "إنه كان من المتوقع أن تشهد جنوب أفريقيا انخفاضًا على أساس سنوي، ولكن مع التغيرات الأخيرة رفع المركز تقديراته بالتزامن مع ارتفاع معدلات الطلب على وقود النقل البحري بنسبة 80% تقريبًا".
وعلى صعيد دول أوراسيا، توقّع التقرير تراجع مستويات الطلب على النفط من دول المنطقة بمقدار 60 ألف برميل يوميًا، وهو ما أرجعه إلى تأثيرات الصراع الجيوسياسي بين روسيا وأوكرانيا.
ومن جهة أخرى، من المرجّح ارتفاع استهلاك السعودية من النفط خلال العام الجاري بمقدار بين 70 ألفًا و100 ألف برميل يوميًا، على أن يرتفع بمعدل 40 ألفًا و80 ألف برميل يوميًا خلال العام المقبل، ليصل إلى 3.8 مليونًا و3.9 مليون برميل يوميًا في 2024 و2025 على التوالي.
إمدادات النفط العالمية
خفّض تقرير كابسارك توقّعات إمدادات النفط عالميًا خلال العام الجاري لترتفع بمقدار 660 ألف برميل يوميًا فقط، ليصل المتوسط إلى 102.2 مليون برميل يوميًا.
وهو ما يقل بمقدار 400 ألف برميل يوميًا عن توقعاته الصادرة في الربع الأول من 2024، مرجعًا ذلك إلى تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية لدول تحالف أوبك+، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما رفع توقعات إمدادات النفط العالمية خلال العام المقبل إلى 3.1 مليون برميل يوميًا، لتسجل متوسط 105.3 مليون برميل يوميًا، وهو ما يزيد بمقدار 300 ألف برميل يوميًا عن التوقعات السابقة.
ويرى التقرير أن النمو المتوقع في إمدادات النفط العالمية خلال 2024، سيأتي معظمها من دول خارج تحالف أوبك+ بقيادة الولايات المتحدة وغايانا وكندا بمعدل 220 ألفًا و180 ألفًا و130 ألف برميل يوميًا على الترتيب.
ومع ذلك، لم يستبعد كابسارك عجزًا في إمدادات النفط العالمية بمعدل يبلغ 820 ألف برميل يوميًا هذا العام، بسبب تمديد تخفيضات أوبك+ والذي يقابله نمو محدود من دول خارج التحالف.
وعلى صعيد العام المقبل، من المتوقّع أن يُعيد أوبك+ ما يصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا إلى السوق؛ موزعةً بين 2.4 مليون برميل يوميًا من دول منظمة أوبك، و600 ألف برميل من الدول المشاركة لها ضمن التحالف.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن سوق النفط العالمية ستحقق فائضًا قدره 500 ألف برميل يوميًا خلال العام المقبل، رغم الكمية المتوقع إعادتها للسوق في حالة وقف تخفيضات أوبك+.
مخزونات النفط
توقع تقرير كابسارك أن تشهد مخزونات النفط لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفاعًا بنحو 68 مليون برميل خلال العام الجاري، وعدم حدوث ارتفاع في مستويات التخزين للعام المقبل.
ومن المتوقّع عدم عودة مستويات مخزونات النفط لدول منظمة التعاون الاقتصادي إلى معدلاتها لعام 2019، مع تقديرات بتراجع المخزونات بالتزامن مع تسريع تحولاتها بمجال الطاقة.
وحذر التقرير من أن تراجع مخزونات النفط العالمية يجعل دول العالم أكثر عرضة للصدمات الجيوسياسية والنفطية، وهو الأمر الذي يتفاقم خصوصًا أنه لن يكون بمقدار التحول في مجال الطاقة حماية اقتصادات العالم من صدمات سوق النفط.
وقال التقرير إن الركود في مخزونات النفط مع غياب استثمارات التنقيب والإنتاج يجعل كل الظروف مهيأة لارتفاع الأسعار وزيادة تقلباتها.
موضوعات متعلقة..
- تقرير يحذر: احتياطيات النفط العالمية المتبقية غير كافية لتلبية الطلب
- أوابك: الطلب على النفط لن يتأثر بالسيارات الكهربائية
- أنس الحجي: توقعات الطلب على النفط قد تكون مسيّسة.. وأمر مهم يميّز أوبك
اقرأ أيضًا..
- ليبيا تكشف حقيقة صفقة أكبر مصفاة نفط في أفريقيا
- أكبر الدول المستوردة للنفط الجزائري.. وقفزة كبيرة بالأرقام (رسوم بيانية)
- تصفية أكبر شركة معادن في مصر والأقدم بالشرق الأوسط.. و2.4 مليار جنيه ديونًا وخسائر
- إستراتيجية سوناطراك الجزائرية.. المناخ محور أساسي (مقال)