طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

أهداف طاقة الرياح في المملكة المتحدة مرهونة بزيادة التمويل الحكومي

رؤساء تنفيذيون يحذرون من تأخر الحياد الكربوني

حياة حسين

يرى مسؤولون كبار بصناعة طاقة الرياح في المملكة المتحدة أن تحقيق أهداف قطاعهم لنهاية العقد الحالي (2030) يتطلب زيادة التمويل الحكومي، خاصةً في مزادات المشروعات المرتقب طرحها، حتى تتمكّن من جذب المطورين.

وتستهدف حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر، التي فازت في الانتخابات العامة مطلع شهر يوليو/تموز الجاري، زيادة قدرة طاقة الرياح البحرية المركبة بمقدار 4 أضعاف، والبرية 3 أضعاف، كما أنها تخطط لنمو الطاقة الشمسية بمقدار الضعف، مع حلول نهاية العقد، أي خلال مدة تتجاوز 5 سنوات بعدة أشهر.

وأشار عدد من مديري التنفيذ بصناعة طاقة الرياح في المملكة المتحدة، في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إلى أن عامل الوقت مهم وحاسم في تحقيق هذا الهدف، الذي يؤثر عدم تحقيقه سلبًا في الوفاء بمستهدفات الحياد الكربوني في الشبكة خلال 2030، وقد تمتد تلك الآثار إلى هدف الحياد الكربوني العام في 2050.

وعبّر بعض هؤلاء المديرين عن شعورهم بأن مستهدفات حكومة حزب العمال الجديدة بشأن الطاقة باتت في خطر، بعد أسابيع قليلة من جلوسها على كرسي الحكم، بسبب مشكلات التمويل.

رئيس الحكومة البريطانية السابق ريشي سوناك
رئيس الحكومة البريطانية السابق ريشي سوناك - الصورة من فوكس

مزاد طاقة الرياح في المملكة المتحدة

قال مديرون تنفيذيون في صناعة طاقة الرياح في المملكة المتحدة، خاصة بالمشروعات البحرية التي تعول عليها لندن، بوصفها اللاعب الأكبر في قيادة قاطرة الطاقة النظيفة بالبلاد، إنه لم يعد هناك وقت كافٍ لتطوير المشروعات، وإنه إذ لم تزِد الحكومة التمويل؛ فلا أهداف يمكن تحقيقها.

وقال مدير عام فرع شركة الطاقة الألمانية "إي إن بي دبليو" EnBW في المملكة المتحدة دامين زاتشلود: "الوقت محدود للغاية، وتحقيق أهداف طاقة الرياح في المملكة المتحدة، والطاقة النظيفة بصورة عامة يتوقّف على ما سيحدث خلال الشهور الـ18-24 المقبلة".

وأوضح أن الوقت قد يكون تسرّب من أيدي الحكومة الحالية لتحقيق مستهدفات 2030؛ فأسرع وقت لتطوير مزرعة رياح لن يقل عن 7 سنوات، وغالبًا ما يمتد هذا الوقت إلى 10-12 سنة، وفق تقرير بصحيفة "الغارديان"، نُشر اليوم الإثنين 29 يوليو/تموز 2024.

وما يخيف مديري التنفيذ بصناعة طاقة الرياح في المملكة المتحدة أكثر، هو مناقصة الصيف لمشروعات الرياح البحرية، التي تموّلها مدفوعات فواتير المنازل البريطانية؛ إذ يرى هؤلاء أن المشروعات المطروحة لا تكفي إلا جزءًا محدودًا من احتياجات المطورين الراغبين في الفوز بتعاقدات.

ودعوا وزير الطاقة إيد ميليباند، لمضاعفة ميزانية المناقصة إلى 800 مليون جنيه إسترليني (1.24 مليار دولار أميركي)، لتوفير عدد أكبر من مشروعات طاقة الرياح في المملكة المتحدة والسير قدمًا نحو تحقيق أهداف 2030.

وجاءت دعوة المديرين التنفيذيين عقب تحذير أطلقه أحد محللي الطاقة الرواد في البلاد، على خلفية دعوة الحكومة للقطاع الخاص بإنفاق استثماري بنحو 48 مليار جنيه إسترليني في قطاع الطاقة النظيفة لتحقيق أهداف 2030.

* (الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا).

دعم الطاقة النظيفة

حدّدت حكومة حزب العمال في المملكة المتحدة خطة شركة "جي بي إنرجي" GB Energy، التي تسعى لتدشينها بهدف دعم الطاقة النظيفة في البلاد، الأسبوع الماضي.

ومن أهداف الشركة المملوكة للدولة تعزيز مشروعات طاقة الرياح في المملكة المتحدة، وزيادة طاقة المشروعات البحرية، إلى أن تصل لقدرة تفي باحتياجات 20 مليون منزل.

ووفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فإن تلك المنازل لن تستفيد من هذه القدرة المستهدفة إلا من المشروعات التي تبدأ التوليد في بداية العقد التالي، لكن على المدى القريب، لن يحدث ذلك.

وقال المدير التنفيذي لشركة "سكوتيش باور" Scottish Power، وهي واحدة من كبريات شركات الطاقة المتجددة البريطانية التي تستثمر في القطاع، كيث أندرسون: "حتى إذا سمحت الحكومة لمزيد من المطورين للمنافسة في المزاد الصيفي المقبل، سيكون هناك طابور منهم ينتظر المنافسة في مزاد العام التالي".

وكان هذا الجدل سببًا رئيسًا في فشل المزاد الماضي لمشروعات طاقة الرياح في المملكة المتحدة البحرية، في عهد حكومة المحافظين السابقة بقيادة ريشي سوناك؛ حيث فشل في ترسية عقد واحد بسبب الأسعار المنخفضة للغاية المعروضة من الحكومة للكهرباء المنتجة؛ ما دعا البعض لإطلاق جملة مفادها "أكبر فشل لسياسة الطاقة النظيفة في عقدة في بريطانيا"، وفق أندرسون.

وأضاف "أن هناك خطرًا في تحميل المستهلكين فاتورة طاقة أعلى؛ من خلال حوافز تقدمها لمشروعات الطاقة المتجددة، مفترضة أن التكلفة ستنخفض مستقبلًا؛ ما يؤثر في تراجع أسعار طاقة الرياح".

وتابع قائلًا: "إن هناك فرصة كبيرة الآن للاستثمار في نمو الطاقة النظيفة لمستقبل بريطانيا، وهناك الكثير من المشروعات التي يمكن إقامتها.. هذا هو الوقت المناسب للحكومة لتتحرك بخطى أسرع".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق