5 طرق تمكّن سوناطراك الجزائرية من تحقيق الحياد الكربوني (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- سوناطراك تستهدف التوقف عن حرق الغاز بحلول عام 2030
- غاز الميثان المتسرب يمثّل تحديًا مناخيًا واقتصاديًا للشركة
- سوناطراك تسعى لإنشاء محطات شمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر
- أول تجربة عالمية في مجال احتجاز الكربون كانت في الجزائر
انضمّت سوناطراك الجزائرية إلى قائمة شركات النفط العالمية، التي تمتلك إستراتيجية تستهدف من خلالها التوازن بين إنتاجها من الوقود الأحفوري وتحقيق الحياد الكربوني.
واعتمدت عملاقة النفط الجزائرية وثيقة إستراتيجية المناخ، وتنفّذ في الوقت الراهن عملية حصر تساعدها على تحديد السيناريو الأساسي لوضع برنامج وإجراءات لتحقيق طموحاتها في الحياد الكربوني خلال النصف الثاني من القرن الجاري.
يُشار إلى أن إنتاج الجزائر من النفط والغاز ارتفع العام الماضي على أساس سنوي بنسبة 3.3% إلى 170 مليون طن نفط مكافئ (1.207 مليار برميل)، بدعم من زيادة إمدادات الغاز الطبيعي مع تحقيق اكتشافات جديدة.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أبرز محاور وثيقة إستراتيجية سوناطراك الجزائرية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، للوصول إلى الحياد الكربوني، وتقليص تأثير الشركة في المناخ وتهديد ذلك على نشاطها واستدامتها.
وبداية اهتمام سوناطراك بقضايا المناخ ليس مرتبطًا بالإستراتيجية المعلنة حديثًا، وإنما هناك جهود وإجراءات اتبعتها الشركة منذ سنوات في إطار مواجهة تغيرات المناخ قبل تحديدها في الوثيقة الجديدة.
وفي المقال التالي (هنا) الذي نشرته منصة الطاقة اليوم الأحد 28 يوليو/تموز، يتحدث الرئيس المدير العام للشركة المهندس رشيد حشيشي، عن الإستراتيجية المناخية لسوناطراك.
1- وقف حرق الغاز
تنفّذ سوناطراك الجزائرية برنامجًا منذ ثمانينيات القرن الماضي يستهدف استرجاع الغاز، وعملت على تحديثه في عام 2015.
وتؤكد الشركة أنه من خلال الاعتماد على ذلك البرنامج، تستطيع منع انبعاث نحو 4 ملايين طن نفط مكافئ من ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2026؛ ما سيؤدي بدوره إلى مكافحة تغير المناخ.
وتتضمّن عملية استرجاع الغاز القيام بحقن تلك الكمية في شبكة نقل الغاز عبر الأنابيب، ليُسهم في زيادة حجم المبيعات، أو القيام بحقنها في الحقول للحفاظ على مستوى ضغطها أو استعمالها غاز وقود.
وتساعد عملية استرجاع الغاز، في محاولة سوناطراك الجزائرية الالتزام بالسياسة التي تتبعها البلاد، بعدم حرق الغازات إلا في حالات استثنائية وبنسب لا تتعدى 1%.
ومكّن برنامج استعادة الغاز المصاحب الشركة من خفض معدل حرق الغاز بصورة كبيرة، ليهبط مؤخرًا إلى 3.19%، مقابل 5.43% في 2020، مشيرة إلى دخول وحدات جديدة لاسترجاع الغاز المشتعل بعدة حقول، أبرزها حاسي مسعود.
وتستهدف الشركة التوقف التام عن حرق الغاز بحلول عام 2030، من خلال ضمان تحسين كفاءة الحقول وإنتاجيتها، مع واقع أن الجزائر تُعد ضمن أكبر الدول حرقًا للغاز عالميًا، كما يرصد الإنفوغرافيك أدناه من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:
2- منع انبعاث غاز الميثان
ترى سوناطراك الجزائرية أن الحد من انبعاثات غاز الميثان المتسربة يُعد تحديًا مناخيًا واقتصاديًا بالنسبة إلى الشركة، وهو ما دفعها إلى إعداد برنامج يهدف إلى كشف وتصليح ومنع جميع التسريبات والانبعاثات.
وتخطط الشركة لإعداد خريطة لجميع انبعاثات غاز الميثان المتسربة عبر سلسلة الغاز والنفط بمنشآتها، من خلال استعمال الأقمار الاصطناعية، وهو ما تمثّل في الاتفاق الموقع مع وكالة الفضاء الجزائرية.
كما ستعتمد الشركة على تقنيات حديثة مثل كاميرات الأشعة تحت الحمراء لاكتشاف تسريبات غاز الميثان والعمل على إصلاحها، بالإضافة إلى الحد من التنفيس، سواء على مستوى أحواض تخزين المحروقات والآبار وفتحات المعالجة وعمليات الشحن والتفريغ.
واتجهت سوناطراك الجزائرية -أيضًا- إلى إبرام العديد من الاتفاقيات مع الجامعات ومراكز البحوث للاطلاع على الحلول المبتكرة والمطورة في إدارة مشكلة انبعاثات غاز الميثان في صناعة النفط والغاز.
3- دمج المصادر المتجددة والهيدروجين
من ضمن جهود تحقيق الحياد الكربوني، تعمل الشركة الجزائرية على تحسين استهلاك الطاقة في جميع منشآتها الصناعية، مؤكدة أن عملية توفير الطاقة وترشيد الاستهلاك يسمح لها بتقييم الاستثمارات الضرورية وتحديد الأعمال اللازمة.
وفي الوقت نفسه، تضمّنت الإستراتيجية الجديدة للشركة، تنويع مزيج الطاقة من خلال تطوير المصادر المتجددة بصفتها محورًا إستراتيجيًا لها، ولكن تعود تلك الجهود إلى عام 2011 من خلال تنفيذ برنامج لتركيب محطات طاقة شمسية كهروضوئية في جنوب البلاد.
وتمتلك سوناطراك الجزائرية منذ 2011 محطة طاقة هجينة "تعمل بالطاقة الشمسية والغاز"، بقدرة 150 ميغاواط بحقل حاسي الرمل، وتتضمن 25 ميغاواط طاقة شمسية.
وفي عام 2019، ركّبت سوناطراك أول محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 10 ميغاواط، وهو ما أدى إلى منع انبعاث 10 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وتؤكد الشركة أن استعمال الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بمنشآتها سيؤدي إلى تقليل استهلاك الغاز الطبيعي، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، منوهة بأنها تعمل على تنفيذ مشروعات أخرى للطاقة المتجددة، خاصة في مواقع "غرد نوس، وأوهانت، والبورمة".
وفي السياق، تعمل الشركة على تنفيذ محطات أخرى للطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بصفتها إحدى ركائز انتقال الطاقة وإزالة الكربون في عديد من القطاعات الصناعية مثل البتروكيماويات والتكرير والصلب وصناعة الإسمنت والنقل.
4- احتجاز ثاني أكسيد الكربون
تؤكد سوناطراك الجزائرية، أن أول تجربة عالمية في مجال احتجاز الكربون شهدتها الجزائر عام 2004 بموقع كريشبا؛ إذ احتجز نحو 3.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
وتعمل الشركة على تحديد جميع المواقع المحتملة لاحتجاز الكربون، خصوصًا في مكامن النفط والغاز الطبيعي المستنفدة.
وتدرس الشركة كذلك الفرص المتاحة لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، لتُسهم بصورة فاعلة في تحقيق أهداف تقليل انبعاثات غازات الدفيئة والحياد الكربوني.
5- التشجير
وضعت سوناطراك الجزائرية في إستراتيجية المناخ برنامجًا طموحًا للتشجير، متضمنًا استثمار مليار دولار على مدى 10 سنوات لإعادة التشجير على امتداد 520 ألف هكتار، عبر زراعة 420 مليون شجرة.
وتُقدّر المؤشرات الأولوية -حسب سوناطراك- أن هناك قدرة لامتصاص ما بين 9.35 و15.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل نسبة تتراوح بين 38 و64% من الانبعاثات الناتجة عن استهلاكها للطاقة.
موضوعات متعلقة..
- سوناطراك الجزائرية تحدد 4 محاور لخفض انبعاثات الكربون
- 4 دول أوروبية تبحث استيراد الهيدروجين من الجزائر
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال الجزائرية.. أسباب الانخفاض ومصير "الصخري الضخم"
- 5 آبار تدعم احتياطيات نفطية في مصر بـ100 مليون برميل
- حقل نفط وغاز ضخم في أفريقيا يترقب وصول سفينتين عملاقتين