صادرات خام الحديد الأسترالي تواجه مستقبلًا غامضًا (تقرير)
مع زيادة المعروض وانخفاض الطلب في الصين
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
- التحول في صناعة الصلب في الصين يقلّص اعتمادها على الواردات
- الصين تستهدف زيادة إنتاجها من الصلب المعتمد على أفران القوس الكهربائي
- الطلب على خام الحديد في الأسواق الآسيوية الناشئة سيقلّ عن التوقعات
- الاكتفاء الذاتي للهند من خام الحديد يؤثّر في الصادرات الأسترالية
- سوق خام الحديد العالمية تستعدّ لتخمة كبيرة في المعروض حتى 2030
من المتوقع أن تواجه صادرات خام الحديد الأسترالي تحديات كبيرة خلال السنوات المقبلة، مدفوعة بتزايد فائض المعروض في السوق العالمية، وانخفاض الطلب، وهبوط الأسعار، وتقلّص الإيرادات.
وتمثّل موافقة شركة التعدين العالمية ريو تينتو (Rio Tinto) على مشروعها سيماندو (Simandou) في غينيا غالبية الإمدادات الجديدة من خام الحديد في السوق، التي ستدخل حيز التنفيذ في السنوات القليلة المقبلة.
يأتي ذلك في وقت اتجاه الطلب على خام الحديد في الصين إلى الهبوط، كما تخطط بكين لزيادة إعادة تدوير الصلب، ما يقلل -أيضًا- من طلبها على خام الحديد، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومن المرجّح أن تؤدي زيادة المعروض مقابل تباطؤ الطلب إلى انخفاض الأسعار، كما سيؤدي التحول من أفران الصهر إلى صناعة الصلب القائم على الحديد المختزل المباشر (DRI) إلى تغيير الطلب، ما يتسبب في تفضيل خام الحديد عالي الجودة.
ومع هذه التطورات، فإن على الحكومة أن تضع خططًا على المدى الطويل، لضمان عدم تأثّر صادرات خام الحديد الأسترالي مستقبلًا.
ووصلت قيمة صادرات أستراليا من خام الحديد في العام المالي 2021-2022 إلى 891.1 مليون دولار أميركي، وهي تعدّ أكبر مُصدّر له في العالم.
انحدار الطلب في الصين
وصل الطلب على الصلب في الصين إلى ذروته، وحاليًا أخذ بالانخفاض؛ ما سيؤثّر في صادرات خام الحديد الأسترالي إلى بكين، بحسب تقرير صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA) .
وبلغت انبعاثات قطاع الصلب في الصين ذروتها قبل 10 سنوات من الموعد المحدد، ويعتمد 90% من الإنتاج المحلي على عملية أفران الأكسجين الأساسية المستهلكة للفحم (BF-BOF)، في حين تمثّل أفران القوس الكهربائي 10% فقط حاليًا، ومع ذلك، يجري الآن تحول كبير في إنتاج الصلب الصيني.
وأشار التقرير إلى أنه، لأول مرة منذ 2020، لم تشهد الصين موافقات على أيّ قدرة جديدة لصناعة الصلب القائم على الفحم في النصف الأول من 2024، على عكس المشروعات المعتمدة على أفران القوس الكهربائي.
وتهدف الصين إلى زيادة إنتاجها من الصلب المعتمد على أفران القوس الكهربائي من 10% إلى 15% بحلول عام 2025، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ولن يؤدي هذا التحول إلى تقليل انبعاثات صناعة الصلب فحسب، بل سيقلّص -أيضًا- من اعتماد الصين على صادرات خام الحديد الأسترالي.
ومع وصول الاقتصاد الصيني إلى ذروة نموه، من المتوقع تزايد المعروض من "الخردة"؛ ما سيسهم في جعل 30% من الصلب المنتج في الصين من أفران القوس الكهربائي (EAF) يعتمد على إعادة التدوير، بدلًا من خام الحديد الجديد.
وهذا من شأنه -أيضًا- أن يؤدي إلى انخفاض كبير في صادرات خام الحديد الأسترالي، وكذلك الفحم المعدني، إذ تعدّ البلاد أكبر مصدّر لكليهما في العالم.
الأسواق الأسيوية الناشئة
بالتوازي، من المرجّح تباطؤ نمو الطلب على خام الحديد في الأسواق الآسيوية الناشئة على عكس التوقعات، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وبينما كان من المتوقع أن تسدّ الهند وجنوب شرق آسيا فجوة الطلب التي خلّفتها صناعة الصلب المتراجعة في الصين، فمن المرجّح بناء وتشغيل 25% فقط من الإنتاج الإضافي المتوقع (100 مليون طن سنويًا) في الهند وجنوب شرق آسيا بحلول عام 2030.
ويبدو أن تحقيق هدف الهند المتمثل في 300 مليون طن من إجمالي الطاقة الإنتاجية للصلب بحلول عام 2030 غير مرجّح، مع سقف توقعات الإنتاج الحالية البالغ 166 مليون طن في عام 2026، بمعدل نمو 5.2%.
وهذا من شأنه أن يؤثّر في صادرات خام الحديد الأسترالي، إذ تتمتع الهند بالفعل حاليًا بالاكتفاء الذاتي من خام الحديد، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
السوق تتجه لفائض كبير
تستعد سوق خام الحديد لتخمة كبيرة في المعروض هذا العقد، حيث يستمر الطلب من الصين في الانخفاض، بينما تُشغَّل قدرة إنتاجية جديدة.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الزيادة في المعروض، مع انخفاض الطلب في الصين، إلى فائض قدره 200 مليون طن خلال المدة (2026-2028)؛ ما سينعكس بالطبع على صادرات خام الحديد الأسترالي.
وأثارت هذه التوقعات مخاوف بشأن تأثير ذلك في أسعار خام الحديد، إذ يتوقع بعض المحللين أن تنخفض الأسعار إلى 60 دولارًا للطن بحلول نهاية العقد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
في حين إن المنتجين الكبار في السوق سيظلّون رابحين بهذه الأسعار، فمن المرجّح أن تتضرر عائدات صادرات خام الحديد الأسترالي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التحول نحو تقنيات الصلب الجديدة بداية 2030 إلى مزيد من الاضطراب.
ومن المقرر حدوث تغييرات في الطلب على خام الحديد مع تحول منتجي الصلب إلى أساليب إنتاج منخفضة الكربون، وسط توقعات بتشغيل 100 مليون طن من القدرة الإنتاجية الجديدة عبر الاختزال المباشر للحديد (DRI).
وسيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على خام الحديد عالي الجودة، الذي يمثّل حاليًا 5% فقط من السوق العالمية، بحسب تقرير معهد اقتصادات الطاقة.
الحديد الأخضر فرصة مربحة
مع ارتفاع تكلفة صادرات الهيدروجين الأخضر، يمكن لأستراليا أن تستفيد من احتياطياتها الوفيرة من خام الحديد عالي الجودة لإنشاء صناعة جديدة تنتج الصلب باستعمال الهيدروجين الأخضر المنتج محليًا، بدلًا من تصدير الهيدروجين نفسه، وقد تكون هذه فرصة مربحة للبلاد.
وتستهدف مبادرة الحكومة "مستقبل صُنع في أستراليا" إلى زيادة إنتاج وتصدير الحديد الأخضر، ومع ذلك، فإن شركات صناعة الصلب الكبرى تقاوم استيراد الحديد من الخارج، إذ تفضّل تحويل عملياتها الخاصة إلى إنتاج الحديد المختزل المباشر.
وتواجه سوق خام الحديد الأسترالي ضربة في الإيرادات، بسبب المنافسة الدولية المتزايدة في خام الحديد عالي الجودة والحديد الأخضر.
ونتيجة لذلك؛ فإن صادرات خام الحديد الأسترالي بحاجة إلى التكيف مع السوق العالمية المتغيرة، وإنشاء أسواق جديدة في الخارج، مع معالجة المخاوف بشأن انبعاثات الكربون والقدرة التنافسية في القطاع.
موضوعات متعلقة..
- أكثر 10 دول إنتاجًا لخام الحديد.. أستراليا والبرازيل في الصدارة (إنفوغرافيك)
- مستقبل الحديد الأخضر في أستراليا يتوقف على مسارين (تقرير)
- مشروع ضخم لإنتاج الحديد الأخضر في أستراليا بوساطة الهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 6 شهور (ملف خاص)
- آسيا تقود نمو الطلب على الغاز المسال عالميًا 35% بحلول 2030 (تقرير)
- حظر صادرات البنزين الروسية مجددًا أول أغسطس
- أدنوك الإماراتية ترسي عقدًا لبناء 11 ناقلة عملاقة