أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

هل يتأثر الطلب على الطاقة عالميًا بموجات الحر؟ مصر والكويت نموذجًا

أحمد بدر

يرى كثير من المحللين أن الطلب على الطاقة بصورة خاصة، والطلب على النفط بصورة عامة، يتأثر بموجات الحرارة العالية على مستوى العالم، كما أنه يتأثر بانخفاض درجات الحرارة في مناطق معينة من الكرة الأرضية.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الخبراء تبيّن لهم مع مرور الزمن أن موجات الحر تترك أثرًا في مستويات الطلب عالميًا.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدمه الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي قدّمها هذا الأسبوع تحت عنوان: "هل تحسم بيانات تجارة النفط العالمية الخلاف حول نمو الطلب العالمي عليه؟".

ولفت إلى أن هناك أساسيات أصبح الخبراء يعرفونها إذا كانت هناك موجة حر، إذ إن لكل موجة نكهتها الخاصة وأثرها الخاص، ومن ثم فهي تترك أثرًا في الطلب على النفط بصورة خاصة، والطلب على الطاقة بصورة عامة.

أثر موجات الحر في الطلب على الطاقة

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن من ضمن الأشياء التي تحدث حاليًا، والتغيرات التي حدثت ولم تكن موجودة في السابق، موضوع الغاز المسال، الذي أصبح موجودًا في الصورة، ويزداد الطلب عليه لتوليد الكهرباء حال وجود موجة حر.

وأضاف: "هذا الطلب على الكهرباء وصل إلى مستويات تاريخية في دول عربية عديدة، وهناك الأخبار التي نشرتها (الطاقة) عن الجزائر التي وصل استهلاك الكهرباء فيها إلى أعلى مستوى له في التاريخ، وكذلك المستويات التاريخية الخاصة بالطلب على الطاقة في مصر والكويت".

الكهرباء في مصر

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هناك بالطبع عجزًا في الكهرباء، وانقطاعًا في 8 دول عربية، ولكن القضية الآن هي أنه عندما تكون هناك موجة حر، تكون هناك حاجة إلى كهرباء أكبر، خاصة من أجل التبريد، فإذا لم يكن النظام الكهربائي في الدولة يتحمل، أو إذا لم تكن هناك موارد طاقة كافية، تحدث أزمة.

وأوضح أن جزءًا كبيرًا من الدول العربية مشكلته في موارد الطاقة، وبعضه لديه مشكلة كبيرة في موضوع الشبكة، ولكن موضوع نقص موارد الطاقة "الغاز" في مصر -مثلًا- يمثّل مشكلة كبيرة، وهو الذي حولها من دولة مصدرة للغاز المسال إلى دولة مستوردة.

وتابع: "عند الحديث عن واردات مصر من الغاز المسال، يجب ذكر أن منصة الطاقة المتخصصة هي الأولى في الإعلام التي نقلت المعلومات الخاصة بكل ناقلة غاز مسال ومسارات الناقلات ومواعيد وصولها، قبل أي وسيلة إعلام أخرى، ويمكن متابعة المنصة لمشاهدة الخرائط ومعرفة أسماء السفن وحجم حمولاتها وكل المعلومات المتاحة عنها".

وأشار إلى أزمة الكهرباء في الكويت، التي تسبّب فيها نقص الغاز، إذ على الرغم من أن دولة الكويت غنية بالنفط فإنها ليست غنية بالغاز، لذلك تستورد الغاز المسال في فصل الصيف من دول متعددة خلال السنوات الأخيرة، مثل قطر.

ووفق الحجي، تستورد الكويت الغاز المسال -أيضًا- من دول أخرى منها نيجيريا والولايات المتحدة، وماليزيا في بعض الأحيان، إذ قد تصل وارداتها منها في بعض الأحيان إلى نحو 900 ألف طن شهريًا، وهي كمية كبيرة بالنسبة إلى دولة مثل الكويت، ولكنها في حاجة حقيقية إليها.

الكهرباء في الكويت

وتطرّق الدكتور أنس الحجي إلى الاكتشاف النفطي والغاز الكبير الذي حققته دولة الكويت قبل أيام، موضحًا أن وسائل الإعلام العربية اعتادت الحديث عن النفط، ولكن الاكتشاف يحتوي على كميات من الغاز، لذلك فهو مهم جدًا بالنسبة إلى تلبية الطلب على الطاقة في الدولة الخليجية.

وقال إن الاكتشاف مهم سياسيًا، لأن هناك حقل الدرة الكويتي السعودي المشترك، ولكن إيران تدعي أن لها حصة فيه، وسواء كان لطهران حصة أم لا، فهي تخلق مشكلة دائمة وتمنع تطويره، ما قد يؤدي إلى مشكلات بين الكويت وإيران.

ولكن إذا جرى تطوير الاكتشاف الجديدة، فلن تهتم الكويت بتطوير حقل الدرة، ومن ثم سيكون هناك سلام في المنطقة، وستسحب الكرة من يد إيران، لأنها لا تريد تطويره لصغر حصتها فيه.

حقل الدرة
حقل الدرة - الصورة من موقع "كويت تايمز"

الطلب على الطاقة في أوروبا بسبب الحر

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الطلب على الطاقة في أوروبا يتأثر بدوره بموجات الحر، إذ إن الإشكالية الآن أن الإعلام دائمًا ما يصور أن أوروبا تملك مخزونًا كبيرًا من الغاز، ودائمًا يكون التركيز على وجود 60% من كمية الطاقة الاستيعابية الموجودة، وهي بالنسبة إلى هذا الوقت الأعلى في التاريخ.

ولكن، وفق الحجي، هذه القدرة الاستيعابية بسيطة جدًا، إذ إن 60% لا تُعد رقمًا مهمًا في موجة حر واحدة، فيمكن لموجة حر تستمر أسبوعًا واحدًا أن تنهي هذا المخزون بالكامل، فإذا حدثت موجة حر في أوروبا والصين في الوقت نفسه، وزاد الطلب الصيني على الغاز المسال، من أين ستأتي أوروبا بالغاز المسال؟

واردات أوروبا من الغاز المسال

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الحديث عن موجات الحر بهذه الصورة، فإن هذا يعني أن الأعاصير في خليج المكسيك ستكون أكثر عنفًا، وإذا كانت أكثر عنفًا فهذا يعني أنها ستؤثر في إمدادات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا، ومن ثم سيزيد الطلب على الطاقة في أوروبا ولا تجد إمدادات.

وأضاف: "أكبر محطة غاز مسال موجودة الآن في الولايات المتحدة اسمها (فريبورت)، وعندما جاء الإعصار الأخير لم يؤثر فيها ولم يحدث فيها أي دمار، ولكنها اضطرت إلى الإغلاق، وهذا الإغلاق ثم إعادة الفتح تطلبا 3 أسابيع على الأقل، وهي الآن استرجعت طاقتها الاستيعابية بالكامل، ولكن مجرد مروره اضطرها إلى الإغلاق".

خلال هذه الأسابيع الـ3، توقفت صادرات الغاز المسال إلى أوروبا، ومن ثم زاد هناك الطلب عليها الآن، والآن من المتوقع أن يكون هناك موسم حالي من الأعاصير بسبب موجات حر أعتى مما حدثت خلال السنوات الماضية، لذلك فهناك أهمية لموجات الحر والأعاصير في هذا الجانب.

وتابع: "عندما تضرب موجة حر دول الخليج، فإنها تضطرها إلى تشغيل محطات إضافية، أو زيادة عدد محطات الكهرباء مع زيادة الطلب على الطاقة، وهو ما يتطلب مزيدًا من النفط والغاز، وهو ما قد يؤثر في الصادرات، ومن ثم قد يؤثر في الأسواق العالمية".

وبالنسبة إلى مصر على وجه التحديد، قال الدكتور أنس الحجي إنها بسبب موجة الحر الأخيرة، وبسبب نقص الإمدادات، اضطر عدد من مصانع الأسمدة إلى إغلاق أبوابه، بسبب عدم توافر الغاز اللازم لتشغيل هذه المصانع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق