انخفضت صادرات النفط الروسي في أول 17 يومًا من شهر يوليو/تموز 2024، إلى أدنى مستوى منذ عدّة سنوات، ما من شأنه أن يؤثّر في أسعار النفط بشكل ملحوظ.
وبلغت صادرات النفط الروسي (المنقولة بحرًا وعبر خطوط الأنابيب) 3.85 مليون برميل يوميًا، بحلول 17 يوليو/تموز المنصرم، وفقًا لتقديرات لشركة بترو لوجيستكس (PetroLogistics).
وألقى تقرير حديث -حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه- الضوء على أسباب هذا الانخفاض، الذي سيكون عاملًا إيجابيًا لأسعار النفط.
وأوضح التقرير أن المخاوف بشأن الطلب على النفط ما تزال قائمة، مدفوعة بالبيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة، مشيرًا إلى أن هذا تقابله قوة في أماكن أخرى.
أسباب انخفاض صادرات النفط الروسي
ذكر التقرير الصادر عن بنك الاستثمار السويسري يو بي إس (UBS) أنه يتعين فهم الأسباب وراء انخفاض صادرات النفط الروسي، على الرغم من أنه يمثّل "عاملًا إيجابيًا لأسعار النفط".
وفي مقدمة الأسباب، تميل بيانات تتبّع الناقلات إلى أن تكون متقلبة للغاية، لذا يجب الانتظار بضعة أسابيع أخرى للحصول على الصورة الكاملة.
كما تؤدي العناصر الموسمية دورًا في الانخفاض؛ فعادةً خلال الصيف، يزداد الطلب المحلي على النفط الروسي، ما يتطلب زيادة إنتاج المصافي وتقليل النفط الخام المتاح للتصدير.
على الرغم من أن الهجمات العديدة بطائرات دون طيار على المصافي الروسية في الأشهر الأخيرة أدت إلى تعطيل نشاط المصافي مؤقتًا، فقد انتعش تشغيل المصافي الروسية إلى أعلى مستوى له منذ 6 أشهر في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لبلومبرغ.
وأشار التقرير إلى أن الصيانة المحتملة لخطّ الأنابيب ربما كانت عاملًا آخر يؤثّر في الصادرات.
وقال محلل السلع في بنك يو بي إس، جيوفاني ستانوفو: "على الجانب الإيجابي، يبدو لنا أن انخفاض الصادرات أكبر من مجرد النمط الموسمي المعتاد، ما يشير إلى أن بعض التخفيضات في التعويضات من جانب روسيا كان من الممكن أن تؤدي إلى انخفاض أكبر في الصادرات".
تحول في تدفقات النفط
في سياقٍ متصل، انخفض متوسط صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا لمدّة 4 أسابيع، إلى 3.11 مليون برميل يوميًا بحلول 14 يوليو/تموز، بانخفاض نحو 600 ألف برميل يوميًا عن ذروتها الأخيرة في أبريل/نيسان، وفقًا لبيانات تتبّع السفن التي نقلتها وكالة بلومبرغ.
ويُعدّ هذا الأمر تحولًا كبيرًا في تدفقات النفط، لكن إعادة توجيه الإمدادات من المواني الروسية أمر يمكن التحكم فيه بالنسبة للمشترين، مثل الهند والصين.
ورغم أن هذين البلدين يشتريان معًا أكثر من 80% من صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا، فإن البراميل المفقودة لا تمثّل سوى جزء صغير من الاستهلاك اليومي في الأسواق الآسيوية، وهناك إمدادات في أماكن أخرى لسدّ الفجوة.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تتوقع شركة ريستاد إنرجي أن تظل تدفقات النفط الروسي المنقولة بحرًا عند نحو 2.7 مليون برميل يوميًا في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، ثم تنتعش إلى 2.9 مليون برميل يوميًا فقط في سبتمبر/أيلول، بمجرد أن تبدأ المصافي الروسية أعمال الصيانة التقليدية في الخريف.
وما يزال هذا أقل بكثير من المستويات التي سُجِّلَت في أبريل/نيسان ومايو/أيار، عندما قفز متوسط الشحنات اليومية من المواني لمدّة 4 أسابيع لنحو 3.6 مليون إلى 3.7 مليون برميل، إذ أدت هجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية المتكررة إلى تعطيل عمليات التكرير المحلية.
التداعيات على أسعار النفط
في الوقت نفسه، تراجعت صادرات النفط الخام من أوبك في يوليو/تموز من مستويات يونيو/حزيران المنخفضة بالفعل.
ويرى تقرير بنك الاستثمار السويسري أن الطقس الحار في الشرق الأوسط، الذي يدعم الطلب المحلي على النفط لأغراض التبريد، هو عامل وراء انخفاض صادرات أوبك.
وقال محلل السلع جيوفاني ستانوفو: "من وجهة نظرنا، من شأن انخفاض صادرات نفط أوبك+ أن يساعد في شحّ الإمدادات بسوق النفط، ورفع الأسعار إلى 90 دولارًا للبرميل خلال الأسابيع المقبلة".
وبحسب التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدرة للنفط، في 10 يوليو/تموز 2024، تراجع إجمالي إنتاج النفط لدى الدول الأعضاء الـ22 في تحالف أوبك+ إلى 40.801 مليون برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، مقابل 40.926 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار.
وانخفض إنتاج النفط الروسي بنحو 114 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 9.139 مليون برميل يوميًا، مقارنةً مع 9.253 مليونًا في مايو/أيار 2024.
كما تراجع إنتاج السعودية من النفط الخام بمقدار 76 ألف برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 8.934 مليون برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، في حين سجل إنتاج العراق 4.189 مليونًا، بتراجع 25 ألف برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الروسي في يونيو 2024 تنخفض 3.5%
- صادرات النفط الروسي في مايو تنخفض 6%
- لماذا ترتفع صادرات النفط الروسي إلى الصين.. وتنخفض من السعودية؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- حقل الشيبة السعودي.. مليون برميل نفط يوميًا تقدمها المملكة للعالم (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين الطبيعي من آبار النفط.. وشركة كبرى تقتنص أول مشروع
- من أين تستورد مصر الغاز المسال؟.. بلد عربي يظهر وسيطًا للإمدادات
- صناعة السيارات الكهربائية تتلقى ضربة جديدة من فورد