حقل الشيبة السعودي.. مليون برميل نفط يوميًا تقدمها المملكة للعالم (تقرير)
أحمد بدر
ما يزال حقل الشيبة السعودي أحد أهم الكنوز النفطية التي تمتلكها وتديرها وتنتج منها المملكة كميات ضخمة، تسهم بوضعها في مقدمة منتجي النفط الخام حول العالم، وتدعم اقتصادها الحالي والمستقبلي.
ويتمتع الحقل النفطي العملاق بإمكانات ضخمة، دفعت به إلى مقدمة أكبر وأهم حقول النفط والغاز في البلاد، إذ ينتج الحقل نوعًا من النفط عالي الجودة منخفض التلوث، ويمكن أن يعادل إنتاجه اليومي إنتاج عدد من الدول المنتجة للنفط.
وبحسب قاعدة بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يقع حقل الشيبة في منطقة الربع الخالي، وهي إحدى أهم مناطق العالم بالنسبة للإمكانات النفطية والغازية، وتديره عملاقة النفط والغاز السعودية "أرامكو"، التي ما زالت تستثمر إمكاناته، وتواصل تطوير موارده الهيدروكربونية.
ويعود تاريخ اكتشاف الحقل إلى حقبة ستينيات القرن الماضي، ولكن عمليات تطويره تعطلت أكثر من مرة، إمّا لأسباب جيوسياسية أو لأسباب تتعلق بالموارد المالية، ولكن أرامكو تمكّنت في النهاية من بدء الاستفادة منه في عام 1998.
اكتشاف النفط في حقل الشيبة
يعود اكتشاف النفط في حقل الشيبة السعودي إلى أواخر الستينيات، إذ تمكنت أرامكو من التوصل إلى إمكانات ضخمة فيه من النفط عالي الجودة، الذي يُعدّ أقل تلويثًا للبيئة من أنواع النفوط الأخرى، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني للشركة السعودية العملاقة.
وبدأ التنقيب في منطقة الربع الخالي، التي شهدت اكتشاف الحقل العملاق، في بداية أربعينيات القرن الماضي، إذ توصلت الشركات النفطية المتعاونة مع السعودية أولًا إلى حقل الغوار العملاق، الذي يعدّ أكبر حقل نفط في العالم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعدّ موطنًا لعدد من أفضل الطبقات الأرضية الجيولوجية في العالم، وعلى الرغم من أن هذه الطبقات المهمة توجد في أماكن نائية ووعرة التضاريس، فإن جهود شركة أرامكو للبحث عن النفط تثمر دائمًا تحقيق اكتشافات عملاقة.
ويقع حقل الشيبة في واحدة من هذه المناطق الجيولوجية شديدة الوعورة، ولكن هذه العقبة لم تجعل أرامكو تتراجع، بل تمكنت من خلال زيادة الاستثمارات في هذه المنطقة من الوصول إلى الحقل واستثمار إمكاناته، التي أدت في وقت لاحق دورًا مهمًا في تلبية جزء كبير من الطلب على النفط عالميًا.
وتمكنت الشركة السعودية العملاقة من التوصل إلى أول اكتشاف للنفط في حقل الشيبة في عام 1968، مع نجاح أعمال التنقيب في الوصول لحقل واسع محافظ بالكثبان الرملية ذات اللونين الذهبي والأحمر، ويبلغ ارتفاعها نحو 1000 قدم (333 مترًا)، وتبعد نحو 500 ميل عن مقرّ الشركة في الظهران.
يُذكر أن حقل الشيبة يقع في منطقة تفاوضت بشأنها السعودية والإمارات، ووقعت ضمن اتفاق جدة في عام 1974، إذ أوقفت المملكة مطالبتها بجزء من واحة البريمي، مقابل الحصول على أراضي أخرى مثل جزيرة الحويصات، في حين تنازلت الإمارات عن 80% من الحقل، وفق ما نشرته "بي بي سي".
بدء الإنتاج في حقل الشيبة النفطي
على الرغم من توصُّل شركة أرامكو السعودية إلى احتياطيات نفطية عملاقة في حقل الشيبة، فإن صعوبة تضاريس المنطقة ووعورتها، بالإضافة إلى تحديات أخرى جغرافية، من بينها امتلاك دولة الإمارات جزءًا من الحقل، وكذلك صعوبات مناخية، حالت دون بدء الإنتاج منه في حينها.
يشار إلى أن أبرز الأزمات المناخية التي واجهتها عمليات تطوير الحقل العملاق، تتمثل بارتفاع درجات الحرارية في المنطقة صيفًا لتتجاوز 50 درجة مئوية، بالإضافة إلى أن سرعة الرياح هناك تتجاوز 80 كيلومترًا/ساعة، (50 ميلًا).
وتسببت هذه العوامل، وعدم امتلاك الشركة -حينها- إمكانات كافية لمواجهتها، بالإضافة إلى انشغالها بتطوير حقول أخرى في مناطق أقل وعورة، في عدم مواصلة تطوير الحقل، ما أدى إلى تركه لمدة 30 عامًا، قبل العودة إليه لاحقًا.
ومع امتلاك الشركة للتقنيات الحديثة اللازمة لبدء عمليات الإنتاج، وكذلك القدرات الهندسية والخبرات الكبيرة، بدأت في عام 1995 عمليات التطوير الجدية لحقل الشيبة، وذلك بإطلاق الأعمال الإنشائية، التي ستعتمد عليها بعد بدء الإنتاج.
وتضمنت هذه الأعمال الإنشائية نقل ما يصل إلى 13 مليون متر مكعب من الرمال، بالإضافة إلى شقّ 386 كيلومترًا من الطرق في الصحراء، والعمل على تمهيدها، وكذلك إنشاء خط أنابيب بطول 645 كيلومترًا، باتجاه مرافق معالجة النفط الخام في الشمال، ومطار، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
احتياطيات حقل الشيبة
قدّرت عملاقة النفط والغاز السعودية "أرامكو" احتياطيات حقل الشيبة -حينها- بنحو 13.6 مليار برميل من الخام العربي الخفيف ذي القيمة العالية، ونحو 25 تريليون قدم مكعبة من الغاز، بحسب الأرقام التي نشرها الموقع الإلكتروني لشركة أرامكو.
يشار إلى أن خطة تطوير الحقل العملاق، التي وضعتها أرامكو، تضمنت إنشاء 145 بئرًا، و3 معامل لفصل الغاز، وإنشاء مرافق مساندة وسكنية للموظفين، إذ أقام موظفو الشركة بالصحراء لأسابيع، بذلوا خلالها أكثر من 50 مليون ساعة عمل قبل بدء الإنتاج.
يُذكر أن أول إنتاج تجاري من حقل الشيبة كان في عام 1998، أي قبل موعده بنحو عام، إذ تدفّقت 500 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وهي الكميات التي قُدِّرت بأنها كافية لإمداد 10 ملايين منزل بالطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولاحقًا، نفّذت الشركة مشروعين جديدين في عام 2009، رفعت من خلالهما إنتاج الحقل إلى 750 ألف برميل يوميًا، قبل أن تتجه في عام 2016 إلى زيادة الإنتاج مرة أخرى، ورفع طاقة الحقل الإنتاجية إلى مليون برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- حقل نفط الشيبة.. حكاية كنز سعودي تتعاظم قيمته مع التغير المناخي
- ماذا تعرف عن حقل الحيران؟.. أحدث اكتشافات الغاز السعودية
- حقل المحاكيك.. معلومات عن اكتشاف الغاز السعودي الجديد
اقرأ أيضًا..
- من أين تستورد مصر الغاز المسال؟.. بلد عربي يظهر وسيطًا للإمدادات
- بتروتشاينا الصينية تنضم إلى ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز
- الجزائر تعلن رقمًا ضخمًا لقدرات الكهرباء.. ومعدات تتحمل حرارة 55 درجة
- النفط والغاز في أفريقيا حق مكتسب للتنمية الاقتصادية.. وشرط يضمن استمرار تطويرهما