توقف إنتاج أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا بعد حادث كبير (تحديث)
تم تحديث هذا التقرير بتاريخ 23 يوليو 2024
هبة مصطفى
شهد مشروع أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا تطورات جديدة، بعدما تسبب حادث انهيار شفرة توربين وتحطمها في إعلان الهيئة المعنية إجراءات حاسمة، تهدد بعدم اليقين تجاه ضخ الاستثمارات في الصناعة بالكامل.
وبعد مرور 10 أيام على حادث وقع السبت 13 يوليو/تموز الماضي، ظهرت أجزاء جديدة من بقايا حطام شفرة أحد توربينات شركة "جي إي فيرنوفا" المنهارة.
وباتت خطط تطوير المزرعة معلّقة بانهيار شفرة توربين، بعدما وصلت بقايا الشفرة وحطامها إلى شاطئ جزيرة نانتوكيت في ولاية ماساتشوستس.
ومنذ وقوع الحادث، تتضافر الجهود لاحتواء حجم الضرر، في حين يسعى أسطول من السفن إلى إزالة الحطام الناجم عن انهيار الشفرة.
وتُشكِّل مزرعة فينيارد ويند (Vineyard Wind) مشروعًا مشتركًا بين شركات: أفانغريد (Avangrid) الأميركية لخدمات الطاقة التابعة لمجموعة مرافق الطاقة الإسبانية إيبردرولا (Iberdrola)، والمجموعة الدنماركية كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز (Copenhagen Infrastructure Partners).
ووفق تحديث سابق للشركة المشغلة للمزرعة حول الحادث -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تواصل الفرق المعنية جمع بقايا شفرة توربين المزرعة من المياه حتى شاطئ الجزيرة، مع وقف خطط تثبيت مزيد من توربينات المزرعة، لحين التوصل إلى أسباب انهيار الشفرة.
وكان بناء المزرعة قد بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، لكن المشروع المشترك شرع في أعمال البناء البحري للمزرعة نهاية عام 2022.
وقف الإنتاج والبناء
لُوحظ تناثر البقايا الجديدة لحطام شفرة توربين أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، قبالة شاطئ ميناء ناتوكيت قرب طريق الوادي، وهرعت الطائرات لإجراء فحص جوي بالتزامن مع محاولات اننتشال أرضية، لضمان سلامة رواد المنطقة البحرية، وفق آخر التحديثات التي نشرتها الشركة المشغلة لمزرعة فينيارد ويند، في 20 يوليو/تموز الجاري.
وألزم مكتب السلامة والإنفاذ البيئي الشركة المشغلة لمزرعة "فينيارد ويند" بوقف إنتاج الكهرباء من أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، وكذلك تجميد عمليات البناء الجديدة.
وشمل القرار وقف إنتاج الكهرباء من مولدات جميع توربينات المزرعة، لفحص أي أضرار محتملة في شفرة توربين آخر، ولم يحدد المكتب سقفًا زمنيًا لاستئناف أعمال البناء مرة أخرى.
وكُسرت شفرة التوربين خلال إخضاعه لاختبار، ونجحت الجهات المعنية بالفعل في التقاط الأجزاء الكبيرة منه قرب شاطئ جزيرة نانتوكيت في ولاية ماساتشوستس، حسب موقع أوفشور ماغازين (Offshore Magazine).
وأفادت تقارير صحفية بأن حادث انهيار شفرة توربين من أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا -الذي وقع منذ 10 أيام- لم يكن الأول من نوعه؛ إذ شهدت مزرعة "دوغر بنك" الأكبر في بريطانيا حادثًا مماثلًا لتوربين من إنتاج شركة "جي إي فيرنوفا" أيضًا.
وطالت الحوادث أيضًا التوربينات البرية الخاصة بالشركة، في: (ألمانيا، والسويد)، ما هدد مصير مشروعات عدة خلال مرحلة انتقال الطاقة.
وتفحص شركة "جي إي فيرنوفا" شفرات توربيناتها لتحديد أسباب انفصال أجزاء من شفرات التوربينات وتحطمها، سواء كانت بسبب تركيب غير صحيح أو خلل في جودة إنتاج الشفرات.
أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا
تعرّضت شفرة توربين في أول مزرعة بحرية تجارية في أميركا للانهيار قبل أيام، وخلال الأيام اللاحقة للحادث بدأت تداعيات بقايا الشفرة المتضررة وحطامها تظهر.
وعقب 5 أيام من الحادث، أعلنت الشركة المشغلة لمزرعة "فينيارد ويند" أن غالبية أجزاء الشفرة أزيلت من التوربين هاليادي إكس (Haliade-X)، المنتج من قبل شركة جي إي فيرنوفا (GE Vernova)، وفق آخر تحديث منشور على موقعها الإلكتروني.
وواصلت الطواقم البحرية محاولات احتواء الأضرار وجمع بقايا حطام شفرة توربين المزرعة، واستمر أسطول السفن في عمله رغم الظروف الجوية غير المستقرة.
ودعمت الشركة عملية تنظيف محيط الركام بأطقم إضافية، بعد وصول حطام الشفرة إلى شاطئ جزيرة نانتوكيت، واحتمال وصوله إلى سواحل أخرى.
وبخلاف الجهود في محيط أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، كانت شركة "جي إي فيرنوفا" تبذل جهودًا موازية لفصل بقايا الشفرة المتصلة بالتوربين وتفكيكها.
وتضمّنت تدابير السلامة والحماية فرض نطاق أمان بمحيط 500 متر حول التوربين منذ وقوع الحادث، السبت الماضي، مع مواصلة أعمال التنظيف والمراقبة واستدعاء الفرق المعنية.
قدرة المزرعة
توقّعت شركة "فينيارد ويند" المشغلة لأول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا استمرار مواجهة المشروع خطرًا، حتى تتمكّن شركة "جي إي فيرنوفا" من فصل بقايا شفرة توربين انهارت قبل أسبوع وجمع حطامها من الماء.
وتبلغ قدرة التوربين "هاليادي إكس" 13 ميغاواط، وتضم المزرعة 62 توربينًا بقدرة إجمالية تصل إلى 800 ميغاواط.
ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات، لكنه قد يُسبِّب أعطالًا في إنتاج أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، خاصة أن الشركة المشغّلة تتوقّع انفصال بقايا شفرة توربين المزرعة بالكامل عنها في وقت قريب.
وخلال الأيام الماضية، جمعت الفرق المعنية 3 أجزاء كبيرة من شفرة توربين أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، باستعمال مراقبة جوية عبر الطيران وبحرية عن نشر دوريات السفن لرصد أي أجزاء إضافية تظهر على السطح، في حين يشبه عملية مسح للشاطئ المتضرر، وفق ما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).
وتضمّنت أجزاء حطام شفرة توربين المزرعة أجزاءً غير سامّة من الألياف الزجاجية، تتراوح أحجامها بين صغيرة ومتوسطة تصل مساحتها إلى قدم مربّعة، غير أن الشركة المشغلة شدّدت على أن هذه الأجزاء لا تضر بالبيئة أو الأشخاص على الشاطئ.
خطة التطوير
بدأ إنتاج الكهرباء من أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا قبل حادث انهيار شفرة توربين شركة "جي إي فيرنوفا" بنحو 7 أشهر؛ إذ انطلق الإنتاج في يناير/كانون الثاني 2024.
ووفق خطة التطوير التدريجية للمزرعة كان مقررًا أن يشهد شهر يوليو/تموز الجاري تركيب التوربين 22 من أصل 62 توربينًا كان يُعتزم تثبيتها في المزرعة.
وفور انهيار شفرة توربين المزرعة، أعلنت الشركة المشغلة توقّف خطة التركيبات وعدم إضافة أي توربينات جديدة لها، لحين انتهاء رصد أسباب الحادث والوقوف على ما لحق بالشفرة.
ويثير ذلك الجدل حول مصير أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، في حين تكافح الصناعة الناشئة لإثبات ذاتها.
وعوّلت أميركا على المزرعة بوصفها إحدى أدوات تنفيذ خطة الرئيس جو بايدن، تجاه الطاقة النظيفة، خاصة أن سوق الرياح البحرية ما زالت ناشئة في البلاد؛ إذ بدأ تركيب أول التوربينات في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وكان مقررًا أن يغطي إنتاج المزرعة طلب 400 ألف منزل وشركة في ولاية ماساتشوستس على الكهرباء، ويصل ارتفاع التوربين الواحد بها إلى 260 مترًا، بطول قدره 107 أمتار للشفرة الواحدة.
موضوعات متعلقة..
- مشهد يحبس الأنفاس خلال نقل شفرة توربين رياح تزن 19 طنًا (فيديو)
- أول مزرعة رياح بحرية في أميركا تبدأ توليد الكهرباء.. هل تنجح خطط بايدن؟
- أهداف الرياح البحرية في أميركا لن تتحقق في موعدها
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: المصادر المتجددة تُلبي 75% من نمو الطلب على الكهرباء عالميًا
- هل تقديرات نمو الطلب على النفط من أوبك متفائلة؟ أنس الحجي يجيب
- اشتعال النيران في ناقلتي نفط قبالة سواحل سنغافورة