حرائق الغابات في ألبرتا الكندية قد تشعل أسعار النفط العالمية (فيديو)
محمد عبد السند
- تؤثّر حرائق الغابات في كندا بإنتاج الرمال النفطية
- تُعدّ مدينة فورت ماكموراي مركزًا للرمال النفطية في البلاد
- 47 حريقًا تندلع في كندا خلال 24 ساعة
- حرائق الغابات تمتد التي مواقع الإنتاج التابعة لشركات صنكور إنرجي وسينوفوس وإمبريال
- يلامس إنتاج كندا من الرمال النفطية نحو 3.4 مليون برميل يوميًا
اتّسعت رقعة حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا الكندية لتمتدّ إلى جنوب مدينة فورت ماكموراي، مركز الرمال النفطية في البلاد؛ ما يهدد بتعطيل إنتاج خام يُقدَّر بمئات الآلاف من البراميل يوميًا، من مواقع عدّة.
ومن شأن ذلك –حال حصوله- أن يضغط على سلاسل التوريد العالمية نتيجة خفض المعروض؛ ما قد يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الخام في ظل قوة الطلب.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد تُلحِق حرائق الغابات الضرر بالسعة الإنتاجية لمنطقة الرمال النفطية في كندا البالغة 3.3 مليون برميل يوميًا؛ ما سينعكس حتمًا على السوق العالمية التي تعاني أصلًا حالة عدم اتّزان في الوقت الحالي.
والرمال النفطية، أو ما يُطلَق عليها أحيانًا الرمال القطرانية، عبارة عن خليط من الرمل والمياه والطين ونوع كثيف ولزج من النفط يُدعَى البيتومين، ومن الممكن استخراج النفط من هذا المزيج عبر عمليات التكرير المكثف.
47 حريقًا
تسبَّب الطقس الحار والجاف باندلاع العشرات من حرائق الغابات الجديدة في مقاطعة ألبرتا غرب كندا؛ ما يهدد بتوقُّف أكثر من 400 ألف برميل يوميًا من إنتاج كندا من الخام، بحسب ما أوردته بلومبرغ.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، اندلع 47 حريق غابات جديدة في المقاطعة، معظمها في فورت ماكموراي، أكبر مركز لاستخراج الرمال النفطية في العالم، وفق ما قالته الناطقة باسم هيئة مكافحة حرائق الغابات في ألبرتا كاي باورينغ.
وتوقعت باورينغ أن تستمر ظروف الطقس الجاف خلال الساعات الـ24 المقبلة؛ ما يسهّل اتّساع رقعة الحرائق بدرجة أكبر.
وأدت حرائق الغابات الحاصلة في ألبرتا خلال العام الحالي (2024) إلى تقليص الإنتاج من الرمال النفطية –ثالث أكبر احتياطي خام في العالم-، بل تسببت في إجلاء السكان جزئيًا عن فورت ماكموراي في مايو/أيار (2024).
وأدت موجة جديدة من الطقس الحار إلى تأجيج حرائق الغابات خلال الأسابيع الأخيرة، مع اندلاع أكثر من 50 حريقًا خارجًا عن السيطرة في المقاطعة -حاليًا.
ويشبّ أحد تلك الحرائق على مساحة 3 هكتارات داخل قرابة 10 كيلومترات من موقع كريستينا ليك (Christina Lake) التابع لشركة إم إي جي إنرجي كورب (MEG Energy Corp) البالغة سعته الإنتاجية نحو 100 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار (2024)، بحسب بيانات هيئة تنظيم الطاقة في ألبرتا (Alberta Energy Regulator).
*(الهكتار = 10,000 متر مربع).
ويندلع حريق غابات آخر في نطاق 10 كيلومترات من موقع إنتاج في مدينة كولد ليك (Cold Lake) التابع لشركة إمبريال أويل (Imperial Oil)، وتلامس سعته الإنتاجية 19 ألف برميل يوميًا.
كما ينشط حريق ثالث بالقرب من حقل الرمال النفطية كيربي (Kirby) التابع لشركة كنديان ناشورال ريسورسيز (Canadian Natural Resources).
الخام الكندي الثقيل
ساعدت حرائق الغابات في رفع أسعار الخام الكندي الثقيل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتقلَّص الخصم الذي تقدّمه شركة ويسترن كنديان سيليكت (Western Canadian Select) على النفط مقابل خام غرب تكساس الوسيط القياسي إلى 13.10 دولارًا للبرميل في تعاملات 17 يوليو/تموز (2024)، من 14 دولارًا للبرميل في اليوم السابق (16 يوليو/تموز)، وفقًا لما نشرته بلومبرغ.
وعلّقت شركة صنكور إنرجي (Suncor Energy) الكندية إنتاج النفط من موقع فاير باغ (Firebag) التابع لها قبل أسبوعين؛ ما أدى إلى خفض إنتاجها من الموقع البالغة قدرته الإنتاجية قرابة 231 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار (2024).
ودفع حريق غابات شركة سينوفوس إنرجي (Cenovus Energy)، ومقرّها مدينة كالغاري، إلى تسريح بعض العمال من موقع صن رايز (Sunrise) لإنتاج الرمال النفطية التابع لها.
وللسبب نفسه شرعت شركة إمبريال أويل في إجلاء العمال غير الأساسيين من منجم الرمال النفطية كيرل (Kearl) التابع لها شمال غرب فورت ماكموراي.
جرس إنذار
قالت إدارة مكافحة الحرائق في ألبرتا، إن درجات الحرارة التي لامست 32 درجة مئوية أمس الأربعاء 17 يوليو/تموز (2024)، والرطوبة النسبية المنخفضة والرياح التي تصل سرعتها إلى 30 كيلومترًا/ساعة شمال شرق المقاطعة، قد غذّت نشوب حرائق الغابات المتطرفة، لتستمر خلال الأيام القليلة المقبلة، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وامتدت الحرائق إلى مواقع الإنتاج التابعة لشركات صنكور إنرجي وسينوفوس وإمبريال خلال الأيام الأخيرة، على غرار ما حدث مع حرائق أخرى خارجة عن السيطرة على بُعد نحو 9 كيلومترات جنوب ألبرتا.
وبالمثل، عطّلت الحرائق التي اندلعت جنوب غرب فورت ماكموراي، عجلة الإنتاج؛ ففي نهاية الأسبوع الماضي، علّقت شركة غرينفاير ريسورسيز (Greenfire Resources) الإنتاج مؤقتًا من مواقعها في هانغستون، التي تُنتِج نحو 23 ألف برميل يوميًا.
الرمال النفطية
يلامس إنتاج كندا من الرمال النفطية نحو 3.4 مليون برميل يوميًا، ما يعادل ثلثي إجمالي الإنتاج في البلد الكائن بأميركا الشمالية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويدير العديد من الشركات أمثال صنكور إنرجي، وكنديان ناتشورال ريسورسيز، وإمبريال أويل، مشروعات رمال نفطية مُقامة على مساحة 150 كيلومترًا في فورت ماكموراي، ويعيش العديد من عمّال تلك المشروعات في المدينة.
ولطالما أثارت الرمال النفطية انتقادات بيئية لمعدلات التلوث الكبيرة الناجمة عنها مقارنةً بأنواع الخام الأخرى؛ ما يُعزى إلى عمليات التكرير المكثفة اللازمة لاستخراج نوعية صالح للاستعمال من النفط.
ويوضح الفيديو التالي جوانب من حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا الكندية:
موضوعات متعلقة..
- حرائق الغابات تهدد إنتاج النفط في كندا.. والسوق العالمية تحبس أنفاسها (فيديو)
- حرائق غابات مقاطعة ألبرتا تخفض إنتاج الغاز الكندي بنحو 1.7 مليار قدم مكعبة يوميًا (تقرير)
- تغير المناخ يحرق الغابات ويشرد البشر في ألبرتا الكندية
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا خلال النصف الأول 2024.. الجزائر بالمركز الثاني
- اكتشاف هيدروجين طبيعي ينافس أكبر الرواسب في العالم
- السعودية تعلن موعد استلامها أول طائرة كهربائية.. صفقة ضخمة