دخلت شركة خاصة غير معروفة على خط تصدير النفط الليبي، في خطوة من شأنها إثارة العديد من التساؤلات في ظل حالة الانقسام التي يشهدها القطاع بعد أزمة استبعاد الوزير محمد عون.
ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توجهت أول شحنة من شركة أركنو للنفط (arkenu)، التي تصف نفسها بأنها شركة خاصة لتطوير النفط والغاز وإنتاجهما، إلى الصين، بحسب مصادر ووثائق رسمية وبيانات تتبع السفن.
وصدّرت شركة أركنو للنفط مليون برميل من النفط الليبي من خام مزيج سرير/مسلة من محطة مرسى الحريقة النفطية في 10 يوليو/تموز على متن ناقلة من فئة سويس ماكس.
وتشير تقارير وكلاء الشحن والمواني إلى أن شركة التجارة الصينية "يونيبك" هي مستأجر السفينة التي نقلت أول شحنة تصدرها شركة خاصة من النفط الليبي.
وتنتج ليبيا ما يزيد قليلًا على 1.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، وبلغت عائداتها من تصدير النفط 30.7 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لتقديرات منظمة أوبك.
صادرات ليبيا من النفط
تشير بوليصة شحن الناقلة إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة الليبية هي مرسل الشحنة نيابة عن أركنو.
وكانت مبيعات النفط الليبي تاريخيًا حكرًا على المؤسسة الوطنية للنفط، وعدد قليل من شركات النفط العالمية التي تمتلك حصصًا في أصول الإنتاج بالبلاد، بما في ذلك إيني الإيطالية وتوتال إنرجي وأو إم في النمساوية.
كما تظهر شركة بي جي إن (BGN) التركية لتجارة السلع الأساسية، التي لا تنتج أي نفط في ليبيا، بانتظام في برامج التحميل بصفتها بائعًا للخام الليبي.
وأظهرت وثيقة مؤرخة في 10 يوليو/تموز أن المؤسسة الوطنية للنفط خصصت لشركة أركنو حصة غير محددة من إنتاج حقلي سرير ومسلة التابعين لشركة الخليج العربي للنفط، في مقابل تنفيذ أعمال التطوير في المنبع في الحقلين.
ويعني هذا الترتيب أن شركة الخليج العربي للنفط تدفع إلى شركة أركنو مقابل خدماتها في صورة نفط خام، وتُقدر قيمة شحنة أركنو البالغة مليون برميل تبلغ نحو 84 مليون دولار بأسعار السوق الحالية، حسبما ذكرت آرغوس.
شركة أركنو
تُعد أركنو واحدة من أوائل الشركات الخاصة في ليبيا بمجال تطوير النفط والغاز وإنتاجهما، تأسست مطلع عام 2023، وتسعى للانضمام إلى قائمة الشركات المنتجة والمصنعة للنفط والغاز، بالإضافة إلى تطوير الحقول والمواني النفطية.
وتضم فريقًا من الخبراء، الذين يمتلكون خبرة تزيد على 35 عامًا، إذ يضم الفريق مجموعة من الخبرات التي تولت مناصب رفيعة في كبرى شركات إنتاج الصناعات النفطية وتطويرها، وفق بيانات الشركة عبر موقعها الرسمي.
وتزعُم شركة أركنو أنها تمتلك حفّارات حديثة بقوة 1500 حصان و1200 حصان على أحدث مستوى من التقنية والجودة وبمواصفات عالمية وشهادات معتمدة، وتهدف إلى الإسهام في عمليات رفع وتيرة الإنتاج، وفقًا لرؤية الدولة الليبية في استعادة الإنتاج النفطي للمستويات الطبيعية.
وتُعد ليبيا واحدة من كبرى الدول التي تمتلك احتياطيًا نفطيًا في أفريقيا والعالم، وتتمتع بالمشاركة والإشراف من قبل الشركات الرائدة في مجال استخراج النفط وإنتاجه، وتسعى أركنو إلى تحقيق نموذج مثالي في برنامج التنمية المستدامة في المناطق الإنتاجية والصناعية المرتبطة بعمليات حفر النفط واستخراجه.
ومن غير الواضح الأعمال التي أدّتها أركنو لصالح شركة الخليج العربي للنفط، إذ يخلو الموقع الرسمي للشركة من بيانات عن أي أعمال وأنشطة.
وشكّل حقلا السرير ومسلة معظم إنتاج شركة الخليج العربي للنفط البالغ 279 ألف برميل يوميًا في عام 2023.
وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي بين إدارة معترف بها دوليًا في الغرب، التي كانت تسيطر تاريخيًا على عائدات النفط، وإدارة منافسة في الشرق، التي تضم نحو 75% من الطاقة الإنتاجية للنفط في البلاد، ويقع مقر شركة الخليج العربي للنفط في الشرق، والمؤسسة الوطنية للنفط في الغرب.
موضوعات متعلقة..
- بيان عاجل من وزير النفط الليبي حول الأزمة مع الدبيبة
- محللون: إعفاء وزير النفط الليبي يسهّل مشروعات كبيرة.. وهنا يكمن الخطر
- تصفية الحسابات تهدد النفط الليبي.. هل توقف إقالة عون خطط زيادة الإنتاج؟
اقرأ أيضًا..
- أمين أوابك يطلق تقريره السنوي حول أوضاع النفط والطاقة.. وهذه أكثر 6 دول عربية استهلاكًا
- حقل ريفين للغاز في مصر يفاجئ الجميع.. هل يصل إلى 900 مليون قدم؟
- سوق الطاقة العالمية تحبس أنفاسها.. 7 انتخابات في 2024 قد تغير المشهد
ما دام شركة غير معروفة معناها سرقة أموال الليبيين من جهه غير معروفة ومجهولة كل واحد ينتبه الأمر عام هى سرقة ليبيا .