التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يهدد الطاقة الكهرومائية في أكبر بحيرة صنعها الإنسان بالعالم

نوار صبح

تسببت ظاهرة تغير المناخ في تراجع هطول الأمطار لمدة طويلة، وانخفاض منسوب المياه في بحيرة كاريبا الأفريقية، ما أدى إلى تهديد قدرات توليد الطاقة الكهرومائية في زامبيا وزيمبابوي.

وأفاد تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن البلدين -الواقعين جنوب القارة السمراء، وتقع حدودهما المشتركة على طول نهر زامبيزي- يواجهان انقطاعات يومية طويلة في الكهرباء، تتراوح بين 12 و18 ساعة؛ بسبب انخفاض منسوب مياه كاريبا -أكبر بحيرة من صنع الإنسان في العالم-.

وأدى اضطراب هطول الأمطار وزيادة الحرارة على مدى السنوات القليلة الماضية إلى انخفاض منسوب مياه البحيرة لمستويات قياسية؛ ما حدّ بصورة كبيرة من قدرات توليد الكهرباء في زامبيا وزيمبابوي.

ومنذ عام 2020، لم تتلقَّ منطقة أفريقيا الجنوبية أمطارًا موثوقة، نظرًا لاتّساع نطاق ظواهر تغير المناخ، وتسبَّب ذلك -بجانب زيادة التبخر إثر ارتفاع درجات الحرارة- في انخفاض مياه بحيرة كاريبا إلى مستوياتها الحالية غير المستقرة.

تراجع مستوى المياه

عزّز تغير المناخ من انخفاض المخزون الحي في سد كاريبا (المياه المتاحة لتوليد الكهرباء) من سعته التصميمية البالغة 13 مترًا إلى 1.73 مترًا فقط بدءًا من 9 يوليو/تموز 2024، وفقًا لهيئة نهر زامبيزي (ZRA)، وهي هيئة ثنائية القومية مكلّفة بتنظيم إمدادات البحيرة المشتركة.

ويمثّل ذلك 11.90% من المخزون القابل للاستعمال في البحيرة، مقارنة بمستوى العام الماضي البالغ 31.16%.

محطة كهرباء تعمل بالفحم في زامبيا
محطة كهرباء تعمل بالفحم في زامبيا - الصورة من africa-energy

وصُمِّمت بحيرة كاريبا للعمل بين المستويين 475.5 مترًا و488.5 مترًا، (مع فائض يبلغ 0.7 مترًا) لتوليد الطاقة الكهرومائية.

وأورد تقرير الهيئة الأسبوعي أن ​​مستوى البحيرة ينخفض بصورة مطّردة بسبب تراجع التدفق، ليغلق المدة قيد المراجعة عند 477.22 مليون (11.90% تخزين قابلة للاستعمال) في 9 يوليو 2024، مقارنة بـ479.91 مليون (31.16% تخزين قابلة للاستعمال) المسجلة في التاريخ نفسه من العام الماضي.

بدورهما، تشغّل شركتا زامبيا لإمدادات الكهرباء (ZESCO) وزيمبابوي للكهرباء (ZPC) محطات توليد الكهرباء على الضفتين الشمالية والجنوبية لبحيرة كاريبا على التوالي.

قدرة المحطات

تبلغ القدرة المركبة للمحطة الزامبية 1080 ميغاواط، بينما تصل القدرة المركبة للمحطة الزيمبابوية إلى 1050 ميغاواط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبالنظر إلى الانخفاض الكبير في مستويات المياه في البحيرة ضمن مظاهر تغير المناخ، انخفض توليد الكهرباء على الجانب الزامبي إلى 98 ميغاواط فقط، بينما انخفض توليد الكهرباء على الجانب الزيمبابوي إلى 214 ميغاواط.

ونظرًا لغياب هطول الأمطار لمدة 5 أشهر، توجد مخاوف حقيقية بشأن إمكان إغلاق المحطتين الكهرومائيتين.

ووصلت البحيرة إلى أدنى مستوى لها، وهو 475.60 مترًا (نحو 0.8% تخزين قابل للاستعمال أو 10 سم فوق الحدّ الأدنى لمستوى التشغيل)، في 30 ديسمبر/كانون الأول 2022.

تقنين المياه

قال وزير الطاقة الزيمبابوي، إدغار مويو، للبرلمان في نهاية يونيو/حزيران الماضي: "تبلغ القدرة المركبة في بحيرة كاريبا 1050 ميغاواط، وبسبب تقنين المياه الناجم عن انخفاض التدفقات إلى البحيرة، فإننا حاليًا غير قادرين على إنتاج أكثر من 214 ميغاواط في المتوسط".

وأوضح مويو: "من هذا المنظور، بعد خسارة أكثر من 800 ميغاواط، أصبح من الصعب للغاية توفير الكهرباء الكافية للبلاد".

ألواح الطاقة الشمسية تغطي بعض مواقف السيارات في زامبيا
ألواح الطاقة الشمسية تغطي بعض مواقف السيارات في زامبيا – الصورة من بلومبرغ

وتبلغ ذروة الطلب على الكهرباء في زيمبابوي 2200 ميغاواط، مقابل معروض يُقدَّر بنحو 1206 ميغاواط، ويأتي الجزء الأكبر من هذه الكهرباء من محطة الطاقة الحرارية في منطقة هوانج، وفقًا للبيانات المنشورة في موقع شركة زيمبابوي للكهرباء ZPC الإلكتروني.

وركّبت زامبيا قدرة توليد كهرباء تبلغ 3356.6 ميغاواط، 83% منها عبارة عن موارد مائية معرضة لتداعيات تغير المناخ، بالإضافة إلى 9% من الفحم، و5% من زيت الوقود الثقيل، و3% من الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

التحول إلى الطاقة الشمسية

رغم تداعيات تغير المناخ على إنتاج الطاقة الكهرومائية، تكافح زامبيا للبحث عن مصادر بديلة للإمدادات، وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي 2023، وقّعت زامبيا صفقة للطاقة الشمسية بقيمة ملياري دولار مع شركة الطاقة المتجددة الإماراتية "مصدر" Masdar لتطوير مشروعات للطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميغاواط.

وفي أبريل/نيسان من العام الحالي 2024، أبرمت شركة زامبيا لإمدادات الكهرباء اتفاقية شراء الكهرباء مع شركة "سكاي باور غلوبال" SkyPower Global المستقلة لإنتاج الكهرباء (مقرّها كندا)، لتزويد 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية لنحو 4 ملايين أسرة في زامبيا.

وخلال الشهر ذاته، شغّل رئيس زامبيا "هاكايندي هيشيليما" محطة إيتيمبي للطاقة الشمسية التابعة لشركة كوبربيلت إنرجي كوربوريشن (CEC)، بقدرة 60 ميغاواط، في مدينة كيتوي ثاني أكبر مدينة في البلاد، حسبما نشره موقع قناة "الميادين" باللغة الإنجليزية (english.almayadeen).

وفي العام الماضي، شغّلت الشركة 34 ميغاواط من الطاقة الشمسية في مزارع ريفرسايد بمدينة كيتوي، ليصل إجمالي قدرة الطاقة الشمسية التي أنشأتها شركة كوبربيلت إنرجي كوربوريشن إلى 94 ميغاواط، في إطار مساعي التصدي لتأثير تغير المناخ في توليد الطاقة الكهرومائية.

وفي مارس 2019، شغّل تحالف "فيرست سولار" (First Solar) الفرنسي الأميركي المشترك أول مشروع للطاقة الشمسية على نطاق المرافق في زامبيا، وهو عبارة عن محطة بقدرة 47.5 ميغاواط، توفر الكهرباء للشبكة الوطنية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق