أزمة الغاز في بنغلاديش تتواصل وتدفع الحكومة إلى قطع الكهرباء
نساء يشكون من عدم القدرة على طهي الطعام
حياة حسين
تستمر أزمة الغاز في بنغلاديش، وتواصل تأثيرها في الكهرباء ووقود الطهي، ما دفع الحكومة إلى تخفيف الأحمال، وقطع الكهرباء، في حين يسعى المواطنون إلى الحصول على بدائل لوقود طهي طعامهم.
وفاقم المشكلة تعطل محطة استيراد غاز مسال من بين اثنتين تستعملهما البلاد لجلب احتياجاتها، ورغم أنباء سابقة أشارت إلى أنها ستستأنف العمل أمس الإثنين 15 يوليو/تموز 2024، فإن تقريرًا طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، كشف عن حدوث عطل فني حال دون ذلك.
وتعطّلت محطة استيراد الغاز المسال في خليج البنغال قبل نحو شهرين ونصف الشهر بسبب الإعصار رمال (Remal)، ما تسبَّب في نقص الإمدادات، وحدوث أزمة الغاز في بنغلاديش في وقت يشهد الطلب اتجاهًا صعوديًا.
وتضررت محطة الغاز المسال -وهي وحدة إعادة تغويز وتخزين عائمة- بسبب انكسار رصيف عائم في خليج البنغال، نتيجة الإعصار الذي ضرب سواحل بنغلاديش في 27 مايو/أيار (2024).
غير أن مصادر رسمية من شركة النفط الوطنية "بتروبانغلا" Petrobangla، صرّحت في 8 يوليو/تموز الجاري، بأن وحدة الغاز المسال المتضررة ستستأنف العمل في منتصف الشهر، وسوف تستورد 8 شحنات غاز مسال: 6 منها من خلال اتفاقيات شراء بعقود طويلة، و2 من السوق الفورية، لعلاج أزمة الغاز في بنغلاديش.
إمدادات الغاز
كشفت بيانات شركة النفط الوطنية "بتروبانغلا" في بنغلاديش، أن إمدادات الغاز بلغت أمس الإثنين 15 يوليو/تموز 2024، نحو 2.6 مليار متر مكعب، مقابل طلب قدره 3.8 مليار متر مكعب، ما يعني عجزًا بنحو 1.2 مليار متر مكعب.
وأشارت البيانات إلى أن 2 مليار متر مكعب من إمدادات الغاز جاءت من الإنتاج المحلي، فيما استوردت محطة الغاز المسال 600 مليون متر مكعب.
وقالت مصادر مسؤولة من شركة النفط الوطنية لموقع "ذا بيزنس ستاندرد"، إن المحطة "سوميت" التابعة لشركة "سوميت غروب إل إن جي" Summit Group's LNG ، التي جرى إصلاحها في سنغافورة فشلت في استئناف العمل واستيراد الغاز بسبب عطل فني.
وكانت محطة الغاز المسال المُعطّلة قد غادرت ملقا في سنغافورة بعد إصلاحها، في 6 يوليو/تموز 2024، في اتجاه ميناء شيتاغونغ، ووصلت إليه في يوم الخميس 11 يوليو/تموز 2024، وفق بيانات تتبّع السفن، ومصادر من شركة النفط الوطنية، إضافة إلى شركة "كبلر" Kpler.
وقالت مصادر من الشركة الوطنية للنفط، حينها، إنها ستجلب 8 شحنات غاز مسال في وقت قريب لحل أزمة الغاز في بنغلاديش.
وتقع محطتا الغاز المسال الرئيستان في خليج البنغال، وهما محطة مملوكة لشركة سوميت غروب في منطقة ماهيشكلي في كوكس بازار، ومحطة أخرى بنتها شركة "إكسيليريت إنرجي" الأميركية Excelerate Energy.
ونتيجة لعدم استئناف المحطة عمليات الاستيراد، تفقد بنغلاديش 500 مليون متر مكعب يوميًا، تسهم في تلبية الاحتياجات.
وقود الطهي
تشير بيانات شبكة كهرباء بنغلاديش، إلى أن معدل توليد الكهرباء في الدولة الآسيوية بلغ 13 ألفًا و457 ميغاواط، مقابل طلب بلغ 14 ألفًا و480 ميغاواط، ما اضطر الشركة المشغلة إلى تخفيف الأحمال، وقطع التيار الكهربائي مساء أمس الإثنين 15 يوليو/تموز 2024، لتغطية فجوة تُقدر بـ1000 ميغاواط.
وتسبّب العطل الفني في محطة استيراد الغاز المسال في بنغلاديش، رغم عودتها من عملية إصلاح، في استمرار الأزمة في البلاد، وانسحابها على كل القطاعات.
وقال العديد من السكان في مناطق متفرقة، إنهم لا يحصلون على الغاز إطلاقًا، وآخرون أكدوا حصولهم عليه لكن بضغط ضعيف، ولا يبقى إلا بضع ساعات.
ورغم أن أزمة الغاز في بنغلاديش تنعكس بصورة واضحة على التيار الكهربائي، فإنها تركت السيّدات في حيرة في مطابخهن أيضًا؛ إذ لا يحصلن على ما يكفي من الغاز لطهي الطعام لعائلاتهن.
وقالت إحداهن في منطقة راجابازار، وتدعى ناسيما خان: "إننا نطهو طعامنا بوسائل بديلة، إذ لا يصل الغاز إلى الفرن"، لكنها لم تذكر ما تلك البدائل، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واشتكت ساكنة أخرى في منطقة موهامادبور، تُدعى روجينا أختر، من الأمر نفسه، قائلة: "رغم أن لدينا وصلة للغاز، فإنني أضطر إلى طهي الطعام في فرن يعمل بغاز النفط المسال".
موضوعات متعلقة..
- أزمة غاز تضرب بنغلاديش لمدة شهر
-
تحسين كفاءة الطاقة يُجنب بنغلاديش استيراد 50 مليار قدم مكعبة من الغاز سنويًا
اقرأ أيضًا..
- صفقة لبيع أصول من الغاز المغربي.. وخطوة غير مسبوقة لشركة محلية
-
أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في العالم.. 3 بلدان عربية بالقائمة
-
سوق الطاقة العالمية تحبس أنفاسها.. 7 انتخابات في 2024 قد تغير المشهد