التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا توشك على التوقف.. وهذه خيارات أوروبا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • انتهاء اتفاقية عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا يثير مخاوف أوروبا
  • الاتحاد الأوروبي قد يحتاج إلى استيراد 7.2 مليار متر مكعب من الغاز المسال
  • انتهاء الاتفاقية يعني تحولات كبيرة في عبور الغاز بين الدول الأوروبية
  • إيطاليا قد تكون الأقل تضررًا من انتهاء اتفاقية العبور عبر أوكرانيا

تحبس دول الاتحاد الأوروبي أنفاسها مع اقتراب نهاية اتفاقية مرور إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا في 2024، التي من شأنها أن تحدث تحولات كبيرة في تدفقات الغاز عبر الأنابيب والغاز المسال.

وما يزال نصف إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى أوروبا يمر عبر أوكرانيا، بإجمالي 13.7 مليار متر مكعب في عام 2023، في حين يأتي النصف الآخر عبر خط أنابيب ترك ستريم، وذلك بعد توقف الإمدادات الروسية عبر نورد ستريم1 وخط أنابيب يامال-أوروبا، مع تداعيات الحرب في أوكرانيا.

ومن المقرر أن تنتهي اتفاقية نقل الغاز الحالية، مدتها 5 سنوات بين روسيا وأوكرانيا، بحلول نهاية عام 2024؛ ما يثير مخاوف بشأن الإمدادات، رغم وجود محادثات أوروبية في الوقت الحالي من أجل تجديد الاتفاقية.

ويعني توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا حاجة أوروبا إلى 7.2 مليار متر مكعب إضافية سنويًا من الغاز الطبيعي المسال لتعويض هذه الكميات، فضلًا عن إمكان البحث عن توجيه الغاز الروسي إلى القارة العجوز عبر مسارات بديلة، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

الدول الأكثر تضررًا من انتهاء الاتفاقية

تعتمد سلوفاكيا والنمسا ومولدوفا بصورة كبيرة على إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، بواردات بلغت 3.2 مليارًا و5.7 مليارًا وملياري متر مكعب على التوالي في عام 2023، وفق تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

وفي عام 2023، استوردت مولدوفا 74% من احتياجاتها من الغاز عبر أوكرانيا، ولأول مرة تلقت الغاز عبر رومانيا وغيرها من الدول الواقعة جنوب البلاد من خلال تدفقات عكسية عبر خط أنابيب غاز البلقان.

كما استقبلت إيطاليا والمجر كميات من إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا العام الماضي، في حين كانت سلوفينيا وكرواتيا أقل اعتمادًا على غاز موسكو من نقطة العبور الأوكرانية.

ومن شأن وقف تدفقات خط أنابيب الغاز الروسي عبر أوكرانيا أن يؤثر بصورة كبيرة في البلدان التي تعتمد على هذه الكميات.

خط أنابيب غاز في أوروبا
خط أنابيب غاز في أوروبا - الصورة من CNN

ويحرص المستوردون الأوروبيون وشركة غازبروم الروسية على استمرار إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، في حين ينفي المسؤولون الأوكرانيون أي نية لتجديد الاتفاق مع موسكو.

وفي العام الماضي، أسهم الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا في تزويد دول الاتحاد الأوروبي بالإمدادات عبر نقاط الدخول في سلوفاكيا ومولدوفا.

ودون نقل أذربيجان أو طرف ثالث آخر الغاز عبر صفقة مبادلة مع روسيا، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على 7.2 مليار متر مكعب من سوق الغاز المسال، على أن ترسل محطات الغاز المسال في بولندا وألمانيا وليتوانيا وإيطاليا كميات إلى البلدان الأكثر تضررًا مثل سلوفاكيا والنمسا.

ما الخيارات المتاحة أمام الدول الأوروبية؟

بالنسبة إلى دولة مولدوفا، فإن انتهاء اتفاقية عبور إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا يعني أنها ستحتاج إلى استقبال ملياري متر مكعب -الكمية التي كانت تأتي عبر أوكرانيا- عبر طرق أخرى، وربما يحدث ذلك عبر التدفقات العكسية لخط أنابيب البلقان، التي بدأت منذ نهاية 2022، إذ استوردت مولودفا 0.54 مليار متر مكعب من الغاز بالتدفق العكسي من رومانيا، فضلًا عن كميات من ممر الغاز الجنوبي في أذربيجان.

وللوصول إلى مولدوفا، يستطيع الغاز الروسي الاعتماد على نقطة دخول إيساكيا (Isaccea) بين رومانيا وأوكرانيا، ولكن الأمر يتطلب إبرام اتفاقية عبور للمسافة القصيرة التي تبلغ 25 كيلومترًا عبر أوكرانيا.

بالنسبة إلى سلوفاكيا، التي تحصل على نحو 4 مليارات متر مكعب من إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، فإنها ستحتاج إلى تدفقات عكسية من النمسا تأتي من الغاز المُعاد تغويزه (تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية من أجل نقله عبر الأنابيب) في محطات الغاز المسال البولندية بداية من 2025.

محطة غاز مسال في بولندا
محطة غاز مسال في بولندا - الصورة من أوفشور تكنولوجي

أما النمسا فستركز على زيادة الواردات من ألمانيا عبر نقطة دخول أوبركابل (Oberkappel)، لكن القدرة القصوى المتوقعة لنقطة العبور هذه (8 مليارات متر مكعب)، لن تكون كافية لسد فجوة واردات النمسا البالغة 8.53 مليار متر مكعب.

وإذا توقفت كل إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، فإن النمسا قد تحتاج إلى استيراد ما يصل إلى 2.5 مليار متر مكعب من إيطاليا عبر نقطة عبور أرنولدشتاين-تارفيزيو (Arnoldstein-Tarvisio).

إيطاليا الأقل ضررًا

لدى إيطاليا عدة خيارات لاستبدال إمدادات خطوط أنابيب الغاز الروسية، وحققت الاستقلال إلى حد كبير عن نقطة العبور الأوكرانية، ومع ذلك، قد تحتاج البلاد إلى توفير 3.75 مليار متر مكعب لكل من سلوفاكيا والنمسا.

ويمكن أن تأتي هذه الإمدادات الإضافية من وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة في رافينا الإيطالية بقدرة 5 مليارات متر مكعب سنويًا بدءًا من عام 2025، إلى جانب 1.23 مليار متر مكعب من إمدادات خطوط الأنابيب عبر تونس، التي تأتي من الجزائر.

أما المجر فقد تواجه تحديات كبيرة حال التوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، لكن سيكون أمامها خياران: إما زيادة تدفق الغاز عبر خط أنابيب ترك ستريم، وإما الاستيراد من النمسا حال حصولها على إمدادات كافية من الغاز المسال من إيطاليا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق