استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا قد تبلغ 100 مليار دولار (تقرير)
في 2028
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
من المرتقب أن تشهد استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا ازدهارًا على المدى القريب، مدفوعةً بطفرة في قرارات الاستثمار النهائية المخطط لها خلال السنوات الـ4 المقبلة.
وبحسب التقديرات، فإن إنتاج الغاز من الحقول البحرية في جنوب شرق آسيا سيمهّد الطريق لاستثمارات بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2028، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)
وتمثّل هذه الطفرة باستثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا زيادة تتجاوز الضعف مقارنة بمشروعات التطوير التي وصلت إلى قرارات الاستثمار النهائية بين عامي 2014 إلى 2023، وبلغت قيمتها 45 مليار دولار .
وتشير هذه الاستثمارات إلى نمو مرتقب لإنتاج الغاز من الحقول البحرية في جنوب شرق آسيا، مدعومًا بمشروعات المياه العميقة، والاكتشافات الأخيرة في إندونيسيا وماليزيا، والتقدم في مجال التقاط الكربون وتخزينه واستعماله.
شركات النفط والغاز تقود النمو
من المتوقع أن تستحوذ شركات النفط والغاز الكبرى على ربع استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا حتى عام 2028، مع مساهمة شركات النفط الوطنية بنسبة 31%، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة (ريستاد إنرجي).
وستسهم شركات الاستكشاف والإنتاج في شرق آسيا بنسبة 15% من هذه الاستثمارات، مدفوعة بنشاط الاندماج والاستحواذ ومشروعات التنقيب المقبلة.
وقد ترتفع حصة الشركات الكبرى إلى 27% من استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا، بعد عمليات الاستحواذ الكبيرة من جانب شركة توتال إنرجي في ماليزيا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتسعى دول جنوب شرق آسيا إلى إعطاء الأولوية لتطوير الغاز المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات ومعالجة المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة.
مستقبل واعد لقطاع الغاز البحري
تتمتع استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا بمستقبل واعد، لكن التأخيرات المستمرة في المشروعات ما تزال مصدر قلق.
وعانت الصناعة، لأكثر من عقدين، من التأخير جراء التكاليف الكبيرة لتطوير موارد المياه العميقة والغاز الحامض وتجهيز البنية التحتية، والسياسات الإقليمية، وفق ما أطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، فإن ظهور مراكز التقاط الكربون وتخزينه واستعماله في ماليزيا وإندونيسيا يمكن أن يغيّر الأمور في هذا القطاع.
وتعدّ مشروعات التقاط الكربون وتخزينه واستعماله أمرًا ضروريًا للتمويل والامتثال التنظيمي، نظرًا لارتفاع محتوى ثاني أكسيد الكربون في المشروعات البحرية المخططة، ما دفع ماليزيا وإندونيسيا لاستكشاف الخزانات المستنفدة بصفتها مواقع محتملة لتخزين الكربون.
ويؤدي تزايد معرفة إمكانات هذه الخزانات وتنامي الحاجة إلى خفض الانبعاثات إلى تعزيز الطفرة المتوقعة باستثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا بدءًا من 2025 فصاعدًا.
تطور استثمارات الغاز البحري
تنامت استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا للمشروعات الجديدة والالتزامات الرأسمالية من 9.5 مليار دولار في 2022-2023 إلى 30 مليار دولار في 2024-2025، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي حتى عام 2028، مدفوعًا بالاكتشافات الأخيرة ومشاركة شركات النفط الوطنية، وسيكون لعمليات التطوير في المياه العميقة دورًا حاسمًا في تحقيق الطفرة المتوقعة.
وفي السياق نفسه، من المقرر أن تُسرّع إندونيسيا أنشطتها في حقول الغاز البحرية، مدفوعة بمشروعات كبرى مثل مشروع أبادي للغاز الطبيعي المسال (Abadi LNG)، ومشروع تطوير المياه العميقة التابع لشركة إيني الإيطالية، إلى جانب مشروع لالتقاط الكربون تابع لشركة بي بي البريطانية (Tangguh Ubadari Carbon Capture).
وستُمثل هذه المشروعات، إلى جانب الاكتشافات الأخيرة في مقاطعتي كاليمانتان الشرقية وأندامان، 75% من إجمالي استثمارات مشروعات الغاز البحرية في إندونيسيا، التي تنتظر قرار الاستثمار النهائي.
ونتيجة لطفرة الاستثمارات، من المرتقب ارتفاع الموارد المتوقعة -جراء المشروعات الجديدة- إلى 58 تريليون قدم مكعبة بحلول عام 2028، بزيادة 3 أضعاف عن المستويات المسجلة خلال (2019-2024).
ورغم ذلك، تواجه دول جنوب شرف آسيا تحديات اقتصادية، خاصة أن العديد من المشروعات يتطلب أسعار غاز أعلى من المتوسطات التاريخية البالغة 4 دولارات لكل ألف قدم مكعبة لتكون مربحة، مع سعر مثالي عند 6 دولارات لكل ألف قدم مكعبة.
ويمكن لسعر الغاز الذي يبلغ 7.5 دولارًا لكل ألف قدم مكعبة أن يجعل 95% من المشروعات المخططة مُجدية اقتصاديًا، لا سيما في مشروعات الغاز المسال في إندونيسيا ومشروعات الإمدادات المحلية في فيتنام.
وقد يعزز ذلك مشروعات الغاز العائمة والحفر في المياه العميقة، ما يؤدي إلى زيادة استثمارات الغاز البحري في جنوب شرق آسيا.
موضوعات متعلقة..
- الإنفاق على مشروعات النفط والغاز البحرية قد يشهد أعلى نمو في عقد (تقرير)
- الإنفاق على استكشاف الغاز البحري في أستراليا ينخفض 35%
- كهربة قطاع النفط والغاز البحري وسيلة النرويج والمملكة المتحدة لخفض الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- السعة المتوقعة لطاقة الرياح البحرية في أميركا تتقلّص إلى 4.8 غيغاواط
- جدل ضرائب السيارات الكهربائية يتصاعد في الغرب.. لماذا؟ (تقرير)
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025
- تركيبات الطاقة المتجددة العالمية قد تضيف 5.4 تيراواط بنهاية 2033