مزرعة رياح في أستراليا تواجه تأجيلًا جديدًا بسبب التوربينات
دينا قدري
شهدت مزرعة رياح في أستراليا تأجيلًا جديدًا بعد إثارة الجدل في الآونة الأخيرة؛ ما من شأنه أن يعرقل تقدم أحد مشروعات الطاقة المتجددة الضرورية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، جرى تأجيل الموافقة على التخطيط لمشروع طاقة الرياح "هيلز أوف غولد" في أستراليا مرة أخرى، في محاولة لتركيب عدد أكبر من التوربينات.
كما تمثل التكلفة المستوية للكهرباء -القيمة الحالية الصافية لتكلفة وحدة الكهرباء على مدى عمر المشروع- إحدى النقاط التي تثير الخلاف بين الحكومة وشركة الطاقة الفرنسية العملاقة إنجي (Engie)، المطوّرة للمشروع.
وتقع مزرعة طاقة الرياح، بالقرب من نوندل في منطقة نيو إنغلاند بولاية نيو ساوث ويلز، محور نزاع مرير بين المؤيدين والمعارضين الذي استمر لسنوات.
مزرعة رياح مثيرة للجدل
حصل مشروع "هيلز أوف غولد" أخيرًا على موافقة إدارة التخطيط الحكومية بالولاية في أواخر العام الماضي (2023)، لكن الموافقة كانت لـ47 توربينًا فقط، وقدرة تقلصت إلى 290 ميغاواط، بانخفاض عن 64 توربينًا في طلبها النهائي و97 توربينًا متوقعة في الأصل.
ورحّبت شركة إنجي الفرنسية -مالكة المشروع- بهذا القرار عندما صدر العام الماضي (2023)، لكنها قالت إن التوربينات التي أزالتها إدارة التخطيط كانت الأكثر إنتاجية وأن المشروع لن يكون قابلًا للحياة دونها.
وطلبت الشركة من لجنة التخطيط المستقلة -التي أحيل إليها المشروع بسبب كثرة الاعتراضات- الموافقة على 62 توربينًا في المجمل؛ وقد دعت الهيئة إلى تقديم طلبات جديدة في ضوء الاقتراح، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).
وجرت مراقبة الموافقة على التخطيط لمشروع "هيلز أوف غولد" عن كثب من قبل الصناعة، وذلك بسبب التهديد بالخروج عن مساره من خلال استعمال ما يسمى بـ"الأراضي الوهمية" من قبل معارضيه، وأيضًا لأن موافقات التخطيط لمشروعات طاقة الرياح، خاصةً في نيو ساوث ويلز، كانت عرضة لتأخيرات كبيرة، مع الموافقة على عدد قليل فقط في السنوات الأخيرة.
وقالت "إنجي" إن إزالة التوربين الموجود بالقرب من "الأرض الوهمية" من شأنه أن يشكل "سابقة خطيرة" لتطورات مزارع الرياح المقترحة الأخرى في نيو ساوث ويلز؛ فهناك أكثر من 22 ألف ميغاواط من مشروعات طاقة الرياح قيد التنفيذ.
ويبدو أن الإدارة أعطت موافقتها، وأوصت بأن تقترح الشركة شراء قطعة الأرض تلك.
وتسعى لجنة التخطيط المستقلة للحصول على المزيد من الطلبات بشأن الاقتراح المحدث، ومددت الموعد النهائي حتى 15 يوليو/تموز 2024.
أزمة تكلفة الكهرباء
أحد الجوانب الأكثر إثارة للدهشة في الطلب الجديد هو التكلفة المستوية للكهرباء (LCOE) لمشروع "هيلز أوف غولد"، والتي كُشِفَ عنها في تقرير مفصل جرى الانتهاء منه الشهر الماضي من قبل لجنة مستقلة بتكليف من إدارة التخطيط بالولاية.
وجرى التكليف بهذا التقرير لأن "إنجي" زعمت أن سعر التكلفة المستوية للكهرباء لمشروع "هيلز أوف غولد" بموجب سيناريو التوربينات الـ47 المعتمد سيكون 122 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، ما يعني أنه لن يكون قابلًا للتطبيق.
وقالت الشركة الفرنسية إنها يمكن أن تجني المال إذا كان لديها 62 توربينًا، لأنه سيُخَفَّض سعر التكلفة المستوية للكهرباء إلى 108 دولارات لكل ميغاواط/ساعة.
وذلك لأن التكاليف الثابتة يُمكن تقاسمها بوساطة عدد أكبر من التوربينات، ولأنها يُمكن أن تشمل الآن بعض التوربينات الأكثر إنتاجية.
وقبلت لجنة الخبراء المستقلة الأسباب التي قدمتها "إنجي"، على الرغم من أنها توصلت إلى تقييماتها الخاصة، والتي تختلف قليلًا.
إذ وضعت اللجنة السعر "المرجعي" للاستمرارية عند 114 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، وتوافق على أن التصميم المكون من 62 توربينًا يأتي أقل هذا الرقم.
وجاء في التقرير أن "إنجي نصحت بأنه إذا اعتُمِدَ هذا التخفيض (إلى 47 توربينًا)، فإن المشروع سيكون غير قابل للتطبيق وقدمت تقييمًا اقتصاديًا يدعم نصيحتها.. ومع ذلك، فقد قبلت تخفيض توربينين (من أصل 64 توربينًا) بناءً على آثارها البيئية".
وقالت اللجنة إن "المعدل الجاري" لاتفاقيات شراء الكهرباء لمزارع الرياح في نيو ساوث ويلز يتراوح بين 85 و90 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، ولكن يُمكن زيادة الإيرادات والأرباح من خلال تحسين تكاليف الإنتاج والاستفادة من أسعار الجملة المرتفعة إذا ظهرت.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم تقترب من تنفيذ المرحلة الرابعة
- أكبر مزرعة رياح بحرية في ألمانيا تستقبل أول توربيناتها الـ83
- مزرعة رياح في أستراليا تحمي الطيور الجارحة من حوادث التوربينات (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- 230 مليون برميل ورافعة عملاقة.. قصة تطوير حقل نفط لاستمراره 40 عامًا (صور وفيديو)
- عقوبات الغاز المسال الروسي.. هل تهدد إمدادات المغرب من إسبانيا؟
- أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم.. متى تبدأ؟
- تقرير أوروبي: انتشار السيارات الكهربائية والبنية التحتية ما زال منخفضًا