الشاحنات الكهربائية الصغيرة تتراجع في بريطانيا
على أساس شهري ونصف سنوي
هبة مصطفى
شهدت مبيعات الشاحنات الكهربائية الصغيرة تراجعًا ملحوظًا في المملكة المتحدة، سواءً على أساس شهري أو نصف سنوي، بما يتوافق مع الاتجاه العام لانخفاض الزخم حول السيارات النظيفة في البلاد.
وكشفت بيانات -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن متوسط التسجيلات الجديدة لهذه الشاحنات، خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، انخفض مقارنة بالأشهر الـ6 ذاتها العام الماضي.
وتوصف هذه الشاحنات -عادة- بأنها خفيفة ومخصصة لأغراض تجارية (Van)، لكن يبدو أن الطرازات الكهربائية منها لم تنجح في جذب المستهلكين البريطانيين بالقدر المأمول منها.
وبصورة إجمالية، عانت السيارات الكهربائية في المملكة من تخبُّط سياسات حكومة سوناك التي خسرت الانتخابات العامة في 4 يوليو/تموز الجاري، في حين تترقب الأنظار إستراتيجية حكومة حزب العمال الفائزة.
نسب المبيعات
بلغت تسليمات الشاحنات الكهربائية الصغيرة العاملة بالبطارية -خلال شهر يونيو/حزيران الماضي- 1476 شاحنة، بهبوط قدره 16.8% مقارنة بتسليمات الشهر ذاته العام الماضي.
ويعدّ هذا الانخفاض هو الثالث من نوعه على مدار الأشهر الـ6 الفائتة من العام الجاري، من يناير/كانون الثاني حتى نهاية الشهر الماضي، وفق بيانات جمعية مصنّعي السيارات وتجّارها.
وعلى صعيد نصف سنوي، تراجع -أيضًا- متوسط حصة الطرازات الكهربائية من إجمالي تسجيلات الشاحنات الصغيرة الخفيفة خلال الأشهر الـ6 المنصرمة، من 5.2% العام الماضي، إلى 4.7% فقط خلال المدة المذكورة.
وبصورة أشمل نطاقًا من الشاحنات الكهربائية الصغيرة، فإن سوق الشاحنات الخفيفة المخصصة لأغراض تجارية (الكهربائية وغيرها) في المملكة المتحدة كانت على موعد مع تراجع لافت للنظر، في يونيو/حزيران الماضي.
وبعد نمو دام 17 شهرًا، قُدِّرت مبيعات هذه الشاحنات بنحو 33.066 شاحنة فقط خلال الشهر الماضي، بتراجع قدره 4.5%.
ولا ينفي ذلك أن هذه السوق كانت أفضل حالًا من نظيرتها الكهربائية في الأداء النصف سنوي، بتسجيلات بلغت 177.620 شاحنة، بنسبة ارتفاع 4.5%، لتسجل أداءً قياسيًا هو الأفضل منذ عام 2021.
لماذا التراجع الكهربائي؟
تأتي أرقام تسليمات وتسجيلات الشاحنات الكهربائية الصغيرة الجديدة لتعكس عجزًا في تلبية المستهدفات، خاصة مع إلزام شركات تصنيع السيارات بحصّة قدرها 10% للسيارات والمركبات غير المسبّبة للانبعاثات.
وأرجعت جمعية المصنّعين والتجّار عدم القدرة على الوفاء بهذا الالتزام إلى حالة السوق، التي تشهد قلقًا في ظل انخفاض مثير للجدل، على عكس المستهدفات الطموحة، وفق موقع فوركورت تريدر (Forecourt Trader).
وأوضحت أنّ تراجُع تسليمات الشاحنات الكهربائية الصغيرة في يونيو/حزيران جاء مختلفًا عن أداء الشهر ذاته العام الماضي 2023، الذي سجّل أداءً قياسيًا هو الأفضل منذ تعثُّر الصناعة في أعقاب انتشار جائحة كورونا.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي للجمعية "مايك هوز" أن دعم نشاط الطلب على الشاحنات الكهربائية الصغيرة والسيارات غير المسبّبة للانبعاثات أساس راسخ لدعم السوق، وربط تحقيق المملكة النمو الاقتصادي الذي تأمله بقدرتها على ضبط سوق السيارات.
السيارات والحكومة الجديدة
ربما جاء كشف تراجع مبيعات الشاحنات الكهربائية الصغيرة والسيارات النظيفة عمومًا -على أساس شهري في يونيو/حزيران، ونصف سنوي- في صالح الصناعة؛ لتزامُن ذلك مع نتائج الانتخابات العامة.
وتحمل حكومة حزب العمال الجديدة برئاسة كير ستارمر رؤية تختلف عن إستراتيجية الحكومة السابقة برئاسة ريشي سوناك، إذ يطمح ستارمر في تعزيز السوق عبر حزمة أدوات متكاملة.
وتتضمن هذه الحزمة نشر وتطوير شبكات الشحن الخاصة بالشاحنات الكهربائية الصغيرة (Vans) في المملكة المتحدة، وتعتزم الحكومة دعم هذه الحزمة بالحوافز والإعفاءات التي افتقرت إليها الحكومة السابقة.
وتواجه مستهدفات الحياد الكربوني وأهداف خفض انبعاثات قطاع النقل خطرًا في المملكة المتحدة، بعدما أرجأت حكومة سوناك حظر مبيعات السيارات التقليدية (العاملة بالوقود الأحفوري ومحرك الاحتراق الداخلي، مثل سيارات البنزين والديزل).
وخطط سوناك إلى تطبيق الحظر عام 2035، بدلًا من 2030، بحسب ما تعهَّد به رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون.
وبالتزامن مع ذلك، ألغت الحكومة حوافز ودعم الشراء؛ ما أدى إلى تراجع مبيعات السيارات الكهربائية، وعزوف المستهلك البريطاني عنها، لارتفاع تكلفتها ونقص نقاط الشحن.
موضوعات متعلقة..
- الشاحنات الكهربائية أرخص تكلفة في توصيل الطلبات من مركبات الديزل (دراسة)
- بريطانيا لن تحقق مستهدفات السيارات الكهربائية في 2030
- بعد انهيار شركة الشاحنات.. تخبط بريطانيا يضرب السيارات الكهربائية في مقتل
اقرأ أيضًا..
- أقوى توربين رياح بحرية في العالم.. مصنوع من ألياف الكربون ومقاوم للأعاصير
- اكتشاف نفطي ضخم قد تصل احتياطياته إلى 400 مليون برميل
- المغرب يكشف عن مفاجأة بخصوص الربط الكهربائي مع الجزائر (خاص)