أخبار السياراتالتقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

مفاجأة.. ملاك السيارات الكهربائية لا يعتمدون عليها بشكل أساسي في التنقل والرحلات

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • السيطرة على قطاع النقل تتطلب نمو مبيعات السيارات الكهربائية بشكل كبير
  • معظم السيارات الكهربائية كانت تستخدم للتنقل وليس للرحلات الطويلة
  • تكلفة المسافة التي تقطعها السيارات الكهربائية أعلى بكثير من معظم التقديرات

أجرى المحلل المتخصص في اقتصاد النفط وسياسة الطاقة، مايكل لينش، تحليلًا لآفاق صناعة السيارات الكهربائية وتوقعاتها، مؤكدًا أنه في الوقت الذي تحظى فيه أحدث الطرازات بالإعجاب، إلا أنه متشكك في قدرتها على تجاوز الأسواق المتخصصة، رغم حجم مبيعاتها الجيد والمتنامي.

وأشار إلى أن الأبحاث الحديثة توفّر بعض الأفكار حول آفاق صناعة السيارات الكهربائية لتحقيق الأهداف الطموحة التي يضعها البعض.

وأوضح أنه بصرف النظر عن التنبؤ برغبات المستهلكين، فإن التكنولوجيا التي لا تزال تتطوّر تعني أن البيانات من العقد الماضي ذات فائدة محدودة، حسبما نشره موقع مجلة فوربس.

وأضاف أنه ليس بإمكان النقاد والمحللين والمتنبئين أن يتوقفوا عن إبداء آرائهم، لافتًا إلى وجود بعض الأبحاث الحديثة الشائقة والغنية بالمعلومات، وإن لم تكن قطعية ونهائية.

التغطية الإعلامية

قال مايكل لينش إن الكثير من التغطية الإعلامية للسيارات الكهربائية تتكوّن إما من تقارير متحمِّسة عن الطرازات المرتقبة والمبيعات المزدهرة (في أسواق مختارة)، وإما على النقيض من ذلك، تزخر بتوصيف عمليات سحب البطاريات باهظة الثمن أو فشل نظام القيادة الذاتية.

وبيَّن أن قليلًا من هذه التقارير، إن وجدت، ذات طبيعة تحليلية، ولا تلقي الكثير من الضوء على آفاق صناعة السيارات الكهربائية في السنوات القليلة المقبلة.

وأضاف أنه غالبًا ما ينتابه الشك وكأنه الرجل الذي يستمع إلى عرض ترويجي للمبيعات حول ميكروويف جديد، ويظل يغمغم، متشككًا في قدرته على تسخين الطعام.

وينطبق ذلك على التغطية الإعلامية التي تهتم بمواصفات السيارات الكهربائية، إذ لا يهتم هو بكل ما يُقال عن سهولة التشغيل والتعامل وشحن السيارات بالكهرباء، وإنما بمدى رغبة الجميع بشراء تلك السيارات.

وتطرّق إلى الحديث عن قبول المستهلك، إذ عدّه أمرًا مضحكًا ويصعب التنبؤ به، ويعود السبب في ذلك إلى وجود أشخاص سريعي التقبُّل للأشياء الغريبة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأسواق الجماعية، فإن بعض الأشياء تميل إلى أن تكون صحيحة، أو على الأقل في معظم الأوقات.

وأكّد أن السيطرة على قطاع النقل كما هو متوقع في معظم السيناريوهات "الخضراء" تتطلب نمو مبيعات السيارات الكهربائية بشكل كبير.

آراء الخبراء

أشار مايكل لينش إلى تقرير حديث أصدره المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية (إن بي إي آر)، الذي قدّر المسافات التي يقطعها مالكو السيارات الكهربائية باستخدام فواتير المرافق في كاليفورنيا، وتبيَّن أن معظم السيارات الكهربائية كانت تستخدم للتنقل، لا للرحلات الطويلة.

وقال إن مسافة 9 آلاف و656 كيلومترًا في السنة هو ما تقطعه السيارة الكهربائية، وهو أقل من النصف بالنسبة إلى المركبة العادية بشكل عام (24 ألفًا و140 كيلومترًا)، ما يعني أن مالكي السيارات الكهربائية يعاملونها على أنها سيارات ثانوية، لا أساسية.

السيارات الكهربائية

وبيّن أن تكلفة المسافة التي تقطعها السيارات الكهربائية أعلى بكثير من معظم التقديرات، لأن معظم التكاليف تخص السيارات لا الوقود، وأن استخدامها بأكثر من 40% من المسافة التي تقطعها السيارة التقليدية يزيد التكلفة أكثر من الضعف لكل كيلومتر.

وتطرْق إلى البحث الذي نشره سكوت هاردمان وجيل تال في مجلة نيتشر إنرجي، وأظهر أن نحو 20% من سكان كاليفورنيا الذين يمتلكون سيارات كهربائية قد تحوّلوا إلى استخدام سيارات محرك الاحتراق الداخلي.

وأضاف أن النطاق المحدود للسيارات الكهربائية لا يبدو أنه الدافع الأساسي للاستبدال، لكن السبب يعود إلى صعوبة الوصول إلى محطات الشحن (وهو أمر يمكن للحكومة معالجته).

وألمح إلى أن عددًا كبيرًا من أولئك الذين تحولوا إلى محركات الاحتراق الداخلي كانوا مستعدين للعودة إلى السيارات الكهربائية، على ما يبدو عندما تحسنت البنية التحتية للشحن وربما لانتشار طرازات حديثة ومتطورة من السيارات الكهربائية.

الدراسات الاستقصائية

تطرَّق مايكل لينش إلى دراسة أجراها روبال دووا وبراتيك بانسال من مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، التي استخدمت أبحاثًا استقصائية تغطي الولايات المتحدة، ووجدت أن نحو نصف مشتري السيارات الكهربائية عادوا إلى محركات الاحتراق الداخلي.

وقال إن الباحثيْن يعتقدان أن السبب الرئيس في ذلك يرجع إلى المخاوف البيئية لدى سكان ولاية كاليفورنيا.

وبيّن أن هذا أمر منطقي، لأن العديد من سائقي المدن في كاليفورنيا يسافرون لفترات طويلة، لكنهم يستغرقون وقتًا طويلًا بسبب الازدحام المروري حيث لا تعتمد السيارات الكهربائية على كهربائها؛ وبما أن الناس يسافرون لمسافات أطول، فقد يجدون أن النطاق المحدود أكثر أهمية.

نظرة متفائلة

قال مايكل لينش إن كل هذا يدعو إلى شيء من التفاؤل، فقد تكتسب السيارات الكهربائية شعبية مثل سيارات ثانوية أو لنقل العائلات، ومن المقرر أن يزيد الإنفاق الحكومي من الوصول إلى محطات الشحن بشكل كبير.

ومن ناحية أخرى، ونظرًا إلى عدم نضوج سوق السيارات الكهربائية نسبيًا، ولأن عددًا قليلًا جدًا منها يزيد عمره على 3 أو 4 سنوات، فإن التكلفة العالية لاستبدال البطارية لم تؤثر كثيرًا على العديد من السائقين، إضافة إلى أن قيمة إعادة البيع لأحدث الطرازات غير معروفة.

وأوضح أن مثل كل هذه الأبحاث، على الرغم من أنها قد تكون مفيدة للغاية، فإنها ليست نهائية، لا سيما فيما يتعلق بالتوقعات طويلة الأجل للسيارات الكهربائية ذات التكنولوجيا دائمة التطور والمدعومة حكوميًا.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق