رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا تتهيّأ لغزو صيني.. وأميركا خارج الحسابات

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تتمتع سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا بمقومات هائلة
  • صناعة الطاقة الشمسية في أفريقيا تشهد ازدهارًا خلال السنوات الأخيرة
  • رُخص الألواح الشمسية الصينية يعزّز قدرتها التنافسية عالميًا
  • تمتلك أفريقيا 1% من سعة الطاقة الشمسية عالميًا
  • أميركا غير مستعدة لاقتحام سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا

تتجه أنظار الصين إلى سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا التي شهدت نموًا هائلًا على مدار السنوات الماضية، بفضل مواردها الشمسية الوفيرة، وبدعم من تدافع دولها على تنفيذ خطط تحول الطاقة.

ومما يدعم خطط بكين للسيطرة على تلك الصناعة النظيفة في أفريقيا هو سيطرتها على سلاسل إمدادات الطاقة الشمسية عالميًا بفضل رُخص تكاليف منتجاتها، بما لا تستطيع نظيراتها الغربية مواكبته.

ويقف انخفاض أسعار الألواح الشمسية الصينية حجر عثرة أمام اقتحام التقنيات الأميركية سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا؛ ما دفع واشنطن إلى الانتقام عبر التفكير في فرض تعرفات جديدة على الخلايا الشمسية القادمة من دول جنوب شرق آسيا.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن أفريقيا، التي تتمتع بموقع جغرافي مميز، لا تمتلك سوى 1% فقط من قدرة الطاقة الشمسية المركبة عالميًا، ولديها 60% من أفضل الموارد الشمسية، التي يمكن استغلالها بسهولة.

مقومات هائلة

تغري سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا الشركات الصينية التي تتطلع إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية الضخمة التي تزخر بها القارة السمراء، مثل السطوع الشمسي، ما يؤهلها لحجز مكانة رائدة على خريطة الطاقة المتجددة عالميًا.

وتهيمن الصين على ما نسبته 80% من سلاسل إمدادات الطاقة الشمسية عالميًا، وقد أدى نموها بواقع 5 أضعاف في قدرة تصنيع الوحدات الشمسية خلال عامي 2022 و2023 إلى تراجع الأسعار بنسبة 40% في العام الماضي، وفق ما ورد في مقال للكاتب ومستثمر الأسهم الخاصة وينستون موك بصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية.

وأوضح موك أنه قبل أن تتحرك الولايات المتحدة الأميركية لكبح هيمنة السيارات الكهربائية الصينية فرضت واشنطن تعرفات ضخمة على الألواح الشمسية الصينية في عام 2012.

الكاتب وينستون موك
الكاتب وينستون موك - الصورة من scmp

وأوضح أن آخر هزة تعرضت لها صناعة الطاقة الشمسية الصينية بدأت في عام 2013، حينما تعثّرت شركة صن تيك باور هولدينغز (Suntech Power Holdings) عن سداد مدفوعات السندات المستحقة عليها، لتشهر إفلاسها في النهاية، ويتفجر الطلب على تلك التقنية النظيفة.

ونمت سعة الطاقة الشمسية المركبة عالميًا بواقع العُشْر -تقريبًا- ومن المتوقع أن تتضاعف في السنوات الـ3 المقبلة.

وأشار الكاتب إلى أنه مع زيادة نشر الألواح الشمسية، تنطلق اقتصادات النطاق لتقلل تكاليف التصنيع.

ويشير مصطلح اقتصادات النطاق إلى قدرة الشركات على إيجاد فرص مبتكرة تخدم العملية الإنتاجية، عبر تنويع المنتجات أو الخدمات بجانب المُنتَج الأساسي للشركة.

وتسرع تلك الأسعار المنخفضة انتشار الطاقة الشمسية عبر زيادة جاذبيتها في أعين العملاء، وتعزيز الطلب، وهو ما ترتكز عليه بكين في اقتحام سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا.

ويعزّز الطلب المتزايد على الطاقة الشمسية الاستثمارات والإبداع، ما يجعل تلك التقنية أكثر كفاءة وبأسعار ميسورة.

وقال الكاتب والمستثمر مينوستن موك، إن الطاقة الشمسية مثّلت أقل من 6% من الكهرباء العالمية المولدة في العام الماضي (2023)، متوقعًا أن النمو الأكبر في تلك الصناعة يلوح في الأفق.

ومن المتوقع زيادة الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية، مقارنةً بنظيرتها المولّدة من المحطات العاملة بالغاز في عام 2030، وكذلك المولدة من المحطات العاملة بالفحم بحلول عام 2032.

بل ومن الممكن أن تصبح الطاقة الشمسية هي أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في غضون عقد، بحسب المقال.

سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا

قال كاتب المقال إن الطاقة الشمسية في العديد من الدول الغربية ما هي سوى خيار ثانٍ في مسار تحول الطاقة.

لكن بالنسبة إلى العديد من الدول التي تعاني شُحًا في الكهرباء في الجنوب العالمي، تمثّل الطاقة الشمسية أولى خطواتها نحو الحصول على الكهرباء، وفق المقال.

ففي أفريقيا على سبيل المثال، يمكن أن تغذي الطاقة الشمسية التنمية الصناعية دون تكبد تكاليف التلوث المدمرة على غرار ما يحدث في أوروبا والولايات المتحدة.

ويفتقر قرابة 43 % من سكان أفريقيا، أو 600 مليون شخص، إلى القدرة على الوصول إلى الكهرباء الموثوقة، وهو ما أكدته كذلك 40% من الشركات الأفريقية في استطلاع رأي.

وفي أبريل/نيسان (2024)، كشف البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي النقاب عن خطة لتوفير الكهرباء لما لا يقل عن 300 مليون شخص في أفريقيا بحلول عام 2030، وذلك من خلال أنظمة الطاقة المتجددة الموزعة في الغالب.

وفي حال نجحت تلك الخطة، فقد تصبح أفريقيا رائدة عالمية في النموذج الجديد للطاقة الموزعة، متجاوزةً بذلك سنوات من الانتظار لتوسيع شبكات الطاقة الحكومية.

عامل يركب ألواحًا شمسية
عامل يركب ألواحًا شمسية - الصورة من lendahand

ظروف مواتية

يرى كاتب المقال أن الجهود العالمية للنهوض بمشروعات الطاقة المتجددة في القارة السمراء قد تمثّل ظروفًا مواتيةً بالنسبة إلى الصين لتعزيز وجودها في سوق الطاقة الشمسية الناشئة في أفريقيا.

وأوضح أن دور بكين قد يتجاوز مجرد توريد المعدات لتتولى دور المطور والمشغل لمشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، مستفيدةً من نقاط قوتها في تلك التقنية المتجددة والبطاريات والدفع عبر الهاتف المحمول.

ومن الممكن أن تصبح الطاقة الشمسية حجر الزاوية بالنسبة إلى مبادرة الحزام والطريق في أفريقيا، بدءًا من تشغيل المناجم إلى المجمعات الصناعية، ما يؤسّس أنظمة بيئية صناعية متكاملة، بحسب ما قاله الكاتب، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، ربما يكون الباب مغلقًا أمام الولايات المتحدة لدخول سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا، في حين ما يزال بمقدور الصين رسم ملامح التطوير في تلك السوق الواعدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق