إمكانات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان تجذب أنظار الشركات الهولندية
الطاقة
جذبت إمكانات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان أنظار الشركات الهولندية، الساعية إلى تأمين احتياجاتها من وقود المستقبل، الذي يُنظر إليه بوصفه أحد المصادر الواعدة لتحقيق الحياد الكربوني.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استعرضت وزارة الطاقة والمعادن إستراتيجية الهيدروجين في سلطنة عمان، خلال مشاركتها في ندوة الهيدروجين أتش 2 إيه (H2A) بمدينة أمستردام.
وأكد وزير الطاقة والمعادن المهندس سالم بن ناصر العوفي أن قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يعدّ أحد المحاور الرئيسة لبناء اقتصاد تنافسي ومستدام، عارضًا الخطوات المهمة التي اتخذتها بلاده لبناء اقتصاد هيدروجيني.
وتسعى سلطنة عمان لتصبح إحدى أكبر الدول المُصدّرة للهيدروجين منخفض الكربون، إذ تعمل على تعزيز بُنيتها الأساسية من خلال ضخّ استثمارات تبلغ قيمتها 49 مليار دولار، لإنتاج أكثر من مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
الهيدروجين الأخضر
أكد وزير الطاقة والمعادن أهمية تعزيز التعاون الدولي لتطوير الممرات التجارية للهيدروجين ومشتقاته، إذ ناقش في لقاءات متعددة، على هامش الندوة، مجالات الشراكة مع ميناء أمستردام وبعض الشركات الرائدة في قطاع نقل واستهلاك الهيدروجين، لتعزيز الشراكة بين سلطنة عمان وهولندا.
كما تناولت المباحثات التي شارك فيها كل من سفير سلطنة عمان في هولندا عبدالله الحارثي، والمدير العام لشركة هايدروم المهندس عبدالعزيز الشيذاني، ومدير دائرة سياسات وإستراتيجيات الهيدروجين المهندس مهند الهنائي، اللوجستيات المتعلقة بنقل الهيدروجين السائل.
ويشكّل الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان محورًا إستراتيجيًا في خطط حكومة مسقط لتنويع الاقتصاد الوطني، مستفيدة من الإمكانات الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها البلاد.
وتعمل عُمان على تعزيز بُنيتها الأساسية عبر التخطيط لتركيب 40 مليون لوح شمسي و2000 من توربينات الرياح و650 محللًا كهربائيًا بحلول عام 2030.
مشروعات ضخمة
حددت سلطنة عمان أهدافًا أساسيةً لتطوير اقتصاد الهيدروجين، يأتي في مقدّمتها التركيز على أمن إمدادات الطاقة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وتعزيز برامج التنويع الاقتصادي، وتعظيم القيمة المحلية من الموارد الوطنية.
وتسعى عُمان إلى أن تكون في مصافّ دول العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال وجود المقومات الرئيسة لإنتاجه، والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة، إلى جانب خبرتها الواسعة في إنتاج الطاقة وتصديرها ومركزيتها في الأسواق وطرق التجارة العالمية وعلاقاتها التي تمتلكها حول العالم، الأمر الذي سيسهم في أن تكون مركزًا مهمًّا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
وتدرك حكومة سلطنة عمان أن الشراكة ضرورية لتحقيق هذا الهدف، ففي أغسطس/آب 2021، أسست وزارة الطاقة والمعادن تحالفًا وطنيًا للهيدروجين الأخضر يُعرف باسم "هاي فلاي" لإرساء مكانة السلطنة على خريطة تطوير إنتاج الهيدروجين النظيف، وضم 13 مؤسسة رئيسة من القطاعين العام والخاص، والتي ستعمل معًا على دعم وتسهيل إنتاج الهيدروجين ونقله والاستفادة منه محليًّا وتصديره بما ينسجم مع خطط تنويع الطاقة في "رؤية عُمان 2040".
وفي مارس/آذار 2022، جاء توجيه سلطان عُمان هيثم بن طارق، خلال ترؤُّسه اجتماع مجلس الوزراء، بالعمل على تسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين الأخضر، ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنمو وتخصيص المواقع التقنية، وإعداد الدراسات اللازمة لذلك، وإنشاء مديرية تُعنى بالطاقة النظيفة والطاقة الهيدروجينية ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الطاقة والمعادن، وتأسيس شركة لتنمية هذا القطاع.
ومُنحت "هايدروم" بصفتها المنسّق والمخطط الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان حتى الآن ما يزيد عن 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، من أصل 50 ألف كيلومتر مربع.
وأرست الشركة مشروعات بإجمالي استثمارات بلغت 49 مليار دولار، مع تحالفات طاقة لشركات من آسيا وأوروبا وأستراليا ومنطقة الشرق الأوسط.
وشهدت مزايدة الجولة الثانية التي طرحتها الشركة في المدة الماضية إقبالًا واسعًا من المستثمرين؛ إذ سُجّلت 200 شركة للتنافس على الـ 8 مشروعات المطروحة، وتمّ التوقيع مع تحالفين يمثّلان مجموعة من كبرى الشركات العالمية؛ ما يؤكد ثقة المستثمرين في قدرة سلطنة عُمان على تحقيق مساعيها الإنتاجية.
ومن مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان حاليًا مشروع "هايبورت الدقم" لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُعدّ من المشروعات الإستراتيجية التي تُطَوَّر بالشراكة بين مجموعة "أوكيو" ومجموعة "ديمي" البلجيكية.
ومن المقرر أن يُقام مشروع "هايبورت الدقم" في جزء من المنطقة المخصصة للطاقة البديلة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على مساحة تُقدَّر بنحو 150 كيلومترًا مربعًا، إذ ستُنشَأ محطة لتوليد الطاقة من الرياح ومحطة لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة مشتركة تبلغ 1.3 غيغاواط تنفَّذ على مراحل قابلة للتوسع.
كما وقَّع جهاز الاستثمار العُماني وشركة أكوا باور السعودية وشركة إير برودكتس اتفاقية التطوير المشترك لمشروع هيدروجين عُمان لإنشاء محطة لإنتاج الأمونيا باستعمال الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، عبر الاتفاق على إقامة المشروع الاستثماري المشترك في المنطقة الحرة بصلالة، وتزويده بأحدث التقنيات المتعارف عليها في هذا المجال، والتكامل المبتكر للطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح والتخزين وإنتاج الهيدروجين باستعمال عملية التحليل الكهربي وإنتاج النيتروجين من خلال فصل الهواء وإنتاج الأمونيا الخضراء.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يقود التحول نحو مستقبل مستدام
- 40 مليون لوح شمسي تدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
اقرأ أيضًا..
- 230 مليون برميل ورافعة عملاقة.. قصة تطوير حقل نفط لاستمراره 40 عامًا (صور وفيديو)
- المغرب يكشف عن مفاجأة بخصوص الربط الكهربائي مع الجزائر (خاص)
- أول لقاء بين وزير البترول المصري الجديد والشركة المشغلة لحقل ظهر.. ماذا حدث؟