غازتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةنفط

هل يعرقل دعم الوقود الأحفوري تحول الطاقة في الاتحاد الأوروبي؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يتزايد اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز بصفتهما مصدَري وقود رئيسين
  • يتبنى الاتحاد الأوروبي خططًا طموحة لتسريع جهود الحياد الكربوني
  • تعهّدت دول التكتل بخفض الانبعاثات الكربونية 55% على الأقل بحلول 2030
  • رفعت الحكومات الأوروبية دعم الوقود الأحفوري بأكثر من الضعف في 2022
  • شهدت الاستثمارات الخضراء في الاتحاد الأوروبي عجزًا بقيمة 440 مليار دولار في 2022

ما يزال دعم الوقود الأحفوري من القضايا الساخنة التي تفرض نفسها على طاولات النقاش داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، الذي يتطلّع إلى تحقيق أهداف التحول الأخضر عبر توليد الكهرباء من المصادر المتجددة.

ويتزايد اعتماد دول التكتل على النفط والغاز بصفتهما مصدري وقود رئيسيْن في إطار خططها لتعزيز أمن الطاقة، لا سيما منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وقطع موسكو إمدادات الطاقة عن المنطقة.

يأتي هذا على الرغم من تبني دول التكتل خططًا طموحة لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، ضمن إستراتيجية طويلة الأجل لتحقيق الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050).

ولتحقيق تلك الغاية تعهّدت البلدان الأوروبية بخفض الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 1990، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

توصيات التحول الأخضر

يتعيّن على الاتحاد الأوروبي المضي قدمًا في خفض دعم الوقود الأحفوري، وإعادة توجيهه نحو تمويل تحول الطاقة، بما في ذلك مساعدة الأسر على تحديث منازلها وتزويدها بالتقنيات النظيفة، مثل المضخات الحرارية، إلى جانب التحول إلى السيارات الكهربائية، وفق توصيات تقرير حديث نشره المرصد الأوروبي للحياد المناخي، المعروف اختصارًا بـ"إي سي إن أو" (ECNO) التابع للاتحاد الأوروبي.

وقالت الزميلة الباحثة في معهد اقتصادات المناخ، الخبيرة في "إي سي إن أو"، كلارا كاليبل، إن دعم الوقود الأحفوري قد تضاعف 3 مرات -تقريبًا- خلال المدة بين عامي 2021 و2022، ليصل إلى 190 مليار يورو (نحو 206 مليارات دولار أميركي)، في ظل أزمة الطاقة التي مرت بها أوروبا نتيجة قطع روسيا إمدادات الطاقة على خلفية الحرب الأوكرانية.

(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)

ورأت كاليبل أنه من الممكن إعادة توجيه المبلغ المذكور نحو تعزيز استعمال التقنيات النظيفة في المنازل والشركات التي تواجه ارتفاعًا مطردًا في فواتير الطاقة، ومن ثم المساعدة في تسريع جهود التحول الأخضر.

يُشار إلى أنه في عام 2022، شهدت الاستثمارات الخضراء في الاتحاد الأوروبي عجزًا بقيمة 406 مليارات يورو (قرابة 440 مليار دولار أميركي) في قطاعات الطاقة والبناء والنقل وحدها، مقارنةً بما هو مطلوب لتحقيق أهداف المناخ 2030.

ولكي يُنجِز الاتحاد الأوروبي الأهداف المناخية المحددة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، يتعيّن عليه أن يسرع نمو توليد الكهرباء المتجددة بواقع الضعف -تقريبًا- بحسب التقرير.

مضختان حراريتان
مضختان حراريتان - الصورة من NIMUR/SHUTTERSTOCK

في المقابل يجب على دول التكتل أن تسرع وتيرة التخلص من الوقود الأحفوري، بواقع مرتين -تقريبًا-، مع تأخير عملية إنهاء الاعتماد على الغاز بوصفه أقل أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة.

غير أن إلغاء دعم الوقود ربما يكون أمرًا صعبًا، إذ يتوجب على الحكومات إجراء إصلاحات ضريبية تنفذها بعناية ضمن حزمة سياسات شاملة تؤكد الفوائد ذات الصلة.

من جهتها، أعربت المؤلفة الرئيسة لتقرير "إي سي إن أو"، كبيرة الزملاء في معهد إيكولوجيك (Ecologic Institute) الذي يركز على القضايا البيئية إيكي كارولا فيلتن، عن ثقتها الكاملة بأن السنوات المقبلة ستشهد تقدُمًا في تطبيق السياسات الخضراء عبر الاقتصادات والمجتمعات، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت فيلتن: "من الإيجابي أن المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- وجهات أخرى رئيسة، تدرك الحاجة إلى ممارسة مزيد من أعمال المراقبة الشاملة، لتتبع جهود تحول الطاقة في أوروبا وتوجيهها في المسار الصحيح".

دعم الوقود الأحفوري أوروبيًا

تأتي دعوات خفض دعم الوقود الأحفوري في الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يتواصل فيه اعتماد بلدان التكتل على النفط والغاز بصفتهما مصدريْن رئيسيْن للوقود.

ورفعت الحكومات الأوروبية دعم الوقود الأحفوري بأكثر من الضعف إلى 310 مليارات دولار في عام 2022، في إطار خططها لمواجهة أزمة الطاقة، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.

واتخذت حكومات الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن 230 إجراءً مؤقتًا بشأن دعم الوقود التقليدي خلال عام 2022، بعدما قطعت روسيا إمدادات الغاز عن المنطقة، بحسب ما ورد في تقرير للمفوضية الأوروبية.

وقد أحدث هذا تغييرًا في التوجه السائد منذ عام 2018 الذي كان قائمًا على خفض الدعم الممنوح للوقود الأحفوري، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتخطط معظم الحكومات الأوروبية -حاليًا- لتقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري، مع التزامات أكثر وضوحًا فيما يتعلق بالطاقة المولدة بالفحم والتدفئة المعتمِدة على الوقود الأحفوري في المباني.

منصة نفطية بحرية
منصة نفطية بحرية - الصورة من esa.int/ESA

دعم الوقود الأحفوري عالميًا

في عام 2021 وافقت حكومات العالم على التخلص من دعم الوقود الأحفوري، للمساعدة في مكافحة التغيرات المناخية، خلال قمة المناخ كوب 26 التي عُقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية.

ومع ذلك ارتفع دعم الوقود التقليدي، منذ ذلك الحين، بواقع تريليوني دولار، ليصل إلى 7 تريليونات دولار، بحسب تقرير صندوق النقد الدولي.

ويأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي تسعى فيه حكومات العالم لحماية المستهلكين من أسعار الطاقة المرتفعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق