صناعة الهيدروجين في بريطانيا تترقب جني مكاسب فوز حزب العمال
بسبب وعود الدعم السخي
حياة حسين
تترقّب صناعة الهيدروجين في بريطانيا دعمًا ملياريًا من حكومة حزب العمال، بعد تحقيقه فوزًا ساحقًا بقيادة كير ستارمر، على منافسه حزب المحافظين، الذي استقر في الحكم 14 عامًا.
وكان ستارمر قد أعلن مرارًا خططًا لدعم قطاعات الطاقة النظيفة حال فوز حزبه بالانتخابات، وذلك خلال الجولات الانتخابية السابقة، التي توقعت فيها استطلاعات الرأي المختلفة فوزًا ساحقًا للحزب.
ووعد البيان الانتخابي لحزب العمال بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.92 مليار دولار أميركي) لدعم مشروعات الهيدروجين في بريطانيا بنوعيه الأخضر والأزرق، إضافة إلى البنية التحتية لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، التي ستصبح ضرورية لإنتاج الهيدروجين الأزرق، المعتمد على الغاز الطبيعي، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا.
وأكد بيان لحزب العمال، نشره على موقعه الإلكتروني، أنه سيضمن وجود نظام أكثر صرامة يضع المستهلكين في المقام الأول، ويجذب الاستثمارات اللازمة لخفض فواتير الطاقة في بريطانيا.
وعود الدعم
يتطلّع مستثمرو الهيدروجين في بريطانيا إلى العوائد التي قد يجنونها من وعود حكومة حزب العمال بهذا الشأن، بعد إعلان فوزه واحتفال زعيمه كير ستارمر مع مؤيديه يوم الخميس 4 يوليو/تموز 2024.
وأشار بيان للحزب إلى تخصيص دعم بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (638 مليون دولار أميركي) لمنتجي الهيدروجين الأخضر، حسبما ذكر موقع "هيدروجين إنسايت".
كما أعلن حزب العمال ضخ مليار جنيه إسترليني إضافية في البنية التحتية لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، وهي أساسية لتطوير قطاع الهيدروجين الأزرق المنتعش في المملكة المتحدة.
ومن المفترض تمويل هذا الدعم لصناعة الهيدروجين في بريطانيا، من صندوق الثروة السيادي (الوطني) الذي يبلغ حجمه 7.3 مليار جنيه إسترليني.
كما سيخصص الصندوق 2.5 مليار جنيه إسترليني لصناعة الصلب المتعثرة في البلاد؛ ما يرفع التوقعات بزيادة الاستثمار في قطاع الصلب الأخضر.
ولم يتّضح ما إذا كانت تلك التمويلات ستُضاف إلى برنامج حزب المحافظين لدعم صناعة الهيدروجين الأخضر والأزرق واحتجاز الكربون وتخزينه بقيمة ملياري جنيه إسترليني.
ومن بين مشروعات البرنامج تلك المسماة بـ"هيدروجين ألوكاشن راوند" (HAR) لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والمتوقع أن تُعلن نتائجها الخريف المقبل.
كما أن إدارة أمن الطاقة والحياد الكربوني (DESNZ) منخرطة في مفاوضات العقود الخاصة بجولة ثانية تشبه (HAR) لدعم مشروعات الهيدروجين الأزرق.
وفي العام الماضي (2023)، وعد حزب العمال بمضاعفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في بريطانيا من 5 غيغاواط إلى 10 غيغاواط، إلا أن هذا الوعد لم يكن حاضرًا في بيان الحزب الأخير، عقب الفوز بالانتخابات.
التدفئة بالهيدروجين
رغم الوعود المتعددة بشأن دعم صناعة الهيدروجين في بريطانيا من قبل حزب العمال المنتصر في الانتخابات العامة؛ فقد آثر الحزب الصمت بشأن استعماله في التدفئة، عبر بيانه بعد الفوز، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ويعكس ذلك الخلافات والجدل حول استعمال الهيدروجين في بريطانيا للتدفئة، والذي لم تفلح ضغوط الشركات على حكومة حزب العمال لإقراره.
وثار جدل كبير العام الماضي، عندما حاولت حكومة حزب المحافظين وشركات الغاز البريطانية تجربة استعمال الهيدروجين للتدفئة في 2000 منزل بشمال البلاد.
وألغت حكومات حزب المحافظين المتعاقبة المشروع المعروف باسم (هيدروجين فيلاج تريال)، وتراجعت عن استعمال الهيدروجين في التدفئة، كما ألغت خطة خلط الهيدروجين الأخضر مع الغاز في الشبكة.
وكانت الحكومة الأخيرة من حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك، تتوقع الوصول إلى قرار بشأن استعمال الهيدروجين في التدفئة بحلول 2026.
وتعهّد حزب العمال بتخصيص 6.6 مليار جنيه إسترليني لتطوير شبكة التدفئة لـ5 ملايين منزل تعاني من تسرب الحرارة، خلال 5 سنوات، لكنه لم يحدد أي تقنيات حديثة لهذا الغرض، واكتفى بإعلان تطوير "تدفئة منخفضة الكربون" عبر العزل وبطاريات تخزين الطاقة، وألواح الطاقة الشمسية.
كما تعهّد الحزب بعلاج نقص وقود التدفئة، والمفترض أن يكون ذلك بعيدًا عن استعمال الهيدروجين في بريطانيا، والذي يتسم بارتفاع التكلفة.
وأشارت عشرات الدراسات الحديثة إلى أن استعمال الهيدروجين في التدفئة سيضاعف تكلفة تدفئة المنازل بحلول 2030.
موضوعات متعلقة..
- خطط لخفض فواتير الكهرباء في بريطانيا إلى الأبد.. كيف يفعلها حزب العمال؟ (تقرير)
-
الحياد الكربوني يكلف شبكة الكهرباء في بريطانيا 147 مليار دولار
-
حوادث الرياح البحرية في بريطانيا أعلى 4 مرات من النفط والغاز (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- أثر انقطاع الكهرباء في مصر و6 دول عربية بأسواق النفط والغاز (تقرير)
-
أوابك تفضح خدعة السيارات الكهربائية.. انبعاثات تيسلا تعادل 59 مليون برميل نفط