أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

تطورات أسواق النفط والغاز.. أنس الحجي يكشف توقعات النصف الثاني من 2024

أحمد بدر

خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، شهدت أسواق النفط والغاز تطورات كبيرة ومهمة، كان في مقدمتها تمديد تخفيضات أوبك+ الرسمية، وتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب عدد من دول التحالف، بالإضافة إلى تحرك الأسعار.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه -وفريقه- طالتهم اتهامات خلال الأشهر الماضية، بعدما قالوا إن أسعار النفط ستتحرك بصورة هامشية "جانبية"، ولن ترتفع بصورة كبيرة، بل ستظل في حدود الـ80 دولارًا.

جاءت تصريحات الدكتور أنس الحجي، خلال حلقة جديدة من برنامجه الأسبوعي "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدّمه عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إذ جاءت هذه الحلقة تحت عنوان "تطورات أسواق النفط والغاز وتوقعات النصف الثاني من 2024".

وأوضح الحجي أن العديد توقع أن تشهد أسواق النفط تحركًا للأسعار، لتصل إلى نحو 120 دولارًا للبرميل، "في حين كانت رؤيتنا أن الأسعار لا يمكنها أن تتحرك فوق حاجز الـ100 دولار، وهذا أزعج أشخاصًا كثيرين".

تطورات أسواق النفط والغاز في 6 أشهر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن كل البيانات الواردة خلال الأشهر الماضية وحتى الآن أثبتت صحة الرؤية والتوقعات التي قدّمها مع فريقه ونشرها في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وأضاف: "على سبيل المثال، في حال مقارنة واردات الهند من النفط خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الماضي 2023، مع حجم الواردات خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري 2024، لن نجد أي تغيير، فهي الواردات نفسها".

واردات الهند من النفط

وتساءل الدكتور أنس الحجي، ما دام أن حجم الواردات لم يتغيّر، ما حقيقة الأخبار المتعلقة بالنمو الاقتصادي الهندي الهائل، خاصة تلك التي كانت تنشرها وكالات أنباء مثل بلومبرغ وغيرها؟ موضحًا أن هذه كلها كانت مجرد دعاية انتخابية.

ولكن، وفق الحجي، الأرقام متوفرة لدينا حاليًا بشأن واردات الهند من النفط الخام، التي اتضح أنها لم تتغيّر، في حين نمو الطلب على النفط هناك كان بسيطًا جدًا، لأن النمو الاقتصادي في الدولة الآسيوية بدوره كان بسيطًا جدًا.

أما عن الصين فإنها بمقارنة وارداتها من النفط خلال النصف الأول من 2023، مع النصف الأول من العام الجاري 2024، يتضح أنها انخفضت، رغم زيادة الطلب الصيني على النفط، ولكن هذا كان لسبب آخر، وهو أنها تسحب من المخزون الإستراتيجي لديها، لأنه أرخص لها.

واردات الصين من النفط

المفاجأة في أسواق النفط والغاز، بحسب الدكتور أنس الحجي، هي أن زيادة الواردات خلال هذه المدة كانت من نصيب دول قارة أوروبا، التي قفزت وارداتها من النفط الخام بنحو 1.7%.

وبالنسبة إلى صادرات أوبك الكلية من النفط، والمقصود بها هنا صادرات النفط الخام والمنتجات النفطية معًا، فقد انخفضت خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري 2024، بمقدار 347 ألف برميل يوميًا عن صادراتها خلال المدة المقابلة من العام الماضي 2023.

ولفت الحجي إلى أن هذا الانخفاض كان ضروريًا، إذ إن واردات الهند من النفط لم تتغيّر، في حين انخفضت واردات الصين من النفط، وهناك زيادة بسيطة في واردات دول أوروبا من النفط خلال النصف الأول من العام الجاري.

في المقابل، ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من النفط خلال المدة نفسها، وذلك بنسبة 8%، وبمقدار نصف مليون برميل يوميًا، لذلك فإن زيادة حصلت في العالم قُوبلت بالنفط الأميركي، ومن ثم لم يكن هناك حل أمام أوبك إلا أن تخفّض الصادرات.

وأردف: "هذا ينطبق على تحالف أوبك+ أيضًا، الذي انخفضت صادراته بمقدار 646 ألف برميل يوميًا، إذ من الواضح أن هناك مشكلة كبيرة في أسواق النفط، سببها تراجع النمو الاقتصادي عالميًا، بجانب الأمور التي ذكرناها".

صادرات أوبك

توقعات أسواق النفط بالنصف الثاني من 2024

قال خبير اقتصادات النفط الدكتور أنس الحجي، إن القاعدة الأساسية الأولى في اقتصادات النفط هي أن الطلب على النفط يزيد خلال النصف الثاني من العام، والمشكلة هنا أن الربع الثالث دائمًا ما يشهد زيادة الطلب، في حين يشهد الربع الرابع خلافًا، والبيانات متعارضة تاريخيًا.

وأضاف: "لذلك نحن متأكدون أن الطلب على النفط سيشهد زيادة خلال الربع الثالث من العام الجاري، وهو فصل الصيف، ولكننا غير متأكدين مما ستكون عليه حالة الطلب خلال الربع الرابع، لا سيما إذا استمر الطقس الحار حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول، أو جاء شتاء مبكر على أوروبا والدول الأخرى، إذ إن كل هذا سيؤثر في الربع الرابع".

الطلب على النفط في 2024

ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، إذا جاء شتاء معتدل مثلًا، وكان شهر سبتمبر/أيلول 2024 معتدلًا بالنسبة إلى الدول التي تشهد ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة، فهذا سيؤثر سلبًا في نمو الطلب على النفط، خلال تلك الفترة.

وتابع: "أي كلام يقولونه عن تأثير زيادة مبيعات السيارات الكهربائية في أسواق النفط والطلب عليه، فهذا كلام زائد عن حده، لأن أثر السيارات الكهربائية ما زال بسيطًا، كما أن المحرك الأساسي للطلب على النفط ما زال هو الاقتصاد والطقس".

ولفت إلى أن كل 100 مليون سيارة كهربائية، أقصى ما يمكنها أن تخفضه من الطلب على النفط هو 3 ملايين برميل فقط، كما أن هذا الرقم ليس محسوبًا فيه النفط المستعمل في عمليات بناء السيارات الكهربائية وإنتاجها، موضحًا أن عدد السيارات الكهربائية على الطرق في العالم حاليًا أقل من 50 مليونًا.

وتوقع الحجي أن الرؤية بالنسبة إلى الأسعار هي أنها ستبقى في الحدود الحالية، إذ تبلغ حاليًا حدود 87 دولارًا للبرميل، وقد تتراوح بين 78 و84 دولارًا للبرميل من خام برنت، موضحًا أن أي أرقام فوق 84 دولارًا ستكون لعوامل أخرى.

أسواق النفط

وبالنسبة إلى التوقعات الخاصة بالغاز، خاصة الغاز المسال، قال الدكتور أنس الحجي، إن أسعار الغاز في آسيا ما زالت أعلى من أوروبا، لذلك تتحول الشحنات حتى الآن إلى هناك، مؤكدًا أن الوضع الحالي يُعد "نذير شؤم" بالنسبة لأوروبا، إذ هناك إعصار ضخم في طريقه إلى خليج المكسيك، قد يؤثر في صادرات النفط والغاز المسال، خاصة إلى القارة العجوز، التي ليس لديها بديل عن الغاز الأميركي.

وأردف: "من الواضح أنه خلال الشهرين الأخيرين، هناك زيادة في الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، ونتوقع أن يستمر هذا الأمر، رغم كل الحديث عن العقوبات المفروضة على موسكو".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق