رئيسيةتقارير الغازغاز

هل تضغط أزمة الكهرباء في مصر والكويت على أسواق الغاز المسال؟.. 3 خبراء يتحدثون

دينا قدري

تضرب أزمة الكهرباء مصر والكويت وعددًا من دول الشرق الأوسط، ما زاد بدوره الطلب على الغاز المسال لتلبية الاستهلاك الهائل في وقت مبكر من فصل الصيف.

وأثار ذلك المخاوف من إمكان نقص إمدادات الغاز المسال خلال المدّة المقبلة، وزيادة أسعار الغاز العالمية، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة حاليًا.

وتُعد الكويت أحدث المنضمين إلى الدول التي اضطرت إلى قطع الكهرباء بسبب زيادة الاستهلاك، إلى جانب مصر التي تشهد أزمة كهرباء أدت في بعض الأحيان إلى زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء لمدة 3 ساعات بدلًا من مدة الساعتين المقررة يوميًا.

ودفع ذلك مصر إلى استيراد الغاز المسال، مع طرحها مناقصة لاستيراد نحو 17 شحنة هذا الصيف، لتمثّل أكبر عملية شراء للغاز المسال تتعاقد عليها البلاد منذ سنوات، في ظل سلسلة من انقطاعات التيار الكهربائي بسبب تضاؤل الإمدادات.

وفي هذا السياق، استطلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) آراء نخبة من الخبراء حول مدى تأثر إمدادات الغاز والأسعار العالمية، في ظل هذه التغيرات التي طرأت على المنطقة.

تأثير محتمل.. وخطر لا يُمكن إغفاله

أكد مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن تحوّل مصر من دولة مصدرة للغاز المسال إلى دولة مستوردة له يعني تحولها إلى دولة منافسة لأوروبا في الأسواق الدولية.

وشدد الحجي على أن أيّ زيادة في الطلب على الغاز المسال -مثل زيادة الكويت وارداتها- ستؤثر في أسواق الغاز المسال، بما في ذلك أوروبا ومصر.

وأشار مستشار تحرير منصة الطاقة، إلى أن موجة حر عالمية تعني زيادة التنافس بين سوق البحر المتوسط والأسواق الآسيوية، وهذا التنافس سيكون في الأسواق الفورية، إذ لن تتأثر الدول التي لديها عقود طويلة المدة.

وبالتالي، فإن التنافس في الأسواق الفورية يعني زيادة احتمالية ارتفاع أسعار الغاز المسال بصورة كبيرة.

كما قال الدكتور أنس الحجي: "لا يُمكن التغاضي عن المشكلات السياسية، فغزو إسرائيل لجنوب لبنان قد يؤدي إلى وقف ضخ الغاز من حقل كاريش، الذي تعتمد عليه إسرائيل بصورة كبيرة في استهلاكها المحلي".

وأضاف أن وقف الضخ يعني زيادة اعتماد إسرائيل على حقلي تمار وليفياثان، وتخفيض أو وقف التصدير لمصر والأردن، ما سيؤدي في النهاية إلى زيادة واردات مصر والأردن من الغاز المسال.

أزمة الكهرباء في المنطقة

من جانبها، ترى مستشارة سياسات الطاقة لدى الحكومات والمنظمات الدولية في الشرق الأوسط بمجال الكهرباء، جيسيكا عبيد، أن دول المنطقة تتسابق لزيادة قدرات توليد الكهرباء في مواجهة الارتفاع غير المستدام في الطلب على الكهرباء.

ومع ذلك، فإنّ الجهود المبذولة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة ضئيل، إلى جانب الاستثمارات في تحديث الشبكة، وكلا الأمرين -حسب تصريحات جيسيكا إلى منصة الطاقة المتخصصة- يحتاج إلى التعزيز، بالإضافة إلى استثمارات في أنظمة تخزين الطاقة.

أزمة الكهرباء في مصر والكويت

وحول ما يتعلق بمصر، قالت مستشارة سياسات الطاقة، إن القاهرة عادةً ما تعطي الأولوية لصادرات الغاز المسال، ولكن مع زيادة الضغط على الشبكة، اضطرت إلى تحويل استعمال الغاز إلى الإمدادات المحلية.

واستطردت: "لكن هذا لا يحل المشكلة المزمنة المتمثلة في انخفاض إنتاج الغاز المقترن بزيادة الطلب على الكهرباء.. ويؤدي تغيّر المناخ إلى تفاقم هذه الأزمة، ومن المحتمل أن تزداد تفاقمًا، إذ إنّ درجات الحرارة ترتفع إلى حدود 50 درجة مئويّة، وهي الوضع الطبيعي الجديد، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الطلب على التبريد والمياه".

وتحدثت جيسيكا عُبيد عن أزمة الكهرباء في الكويت، التي كانت تسجّل سابقًا 50 درجة مئوية في منتصف يوليو/تموز، ما أدى في السابق إلى انقطاع مؤقت للتيار الكهربائي.

ولكن حاليًا، يجري تسجيل 50 درجة في شهر يونيو/حزيران، ويؤدي هذا بالإضافة للزيادة السكانية وعدم استقرار شبكة الكهرباء إلى فرض تقنين الكهرباء حتى في الدولة المنتجة للوقود الأحفوري.

نقص الإمدادات "بعيد"

يرى محلل أسواق الطاقة لدى شركة "آرغوس"، بشار الحلبي، أن الطلب على الغاز المسال في أوروبا يُعد -في الوقت الحالي- منخفضًا نسبيًا بسبب ضعف الطلب على الحقن، كما أن الاستهلاك لم يكن مرتفعًا للغاية.

وبالتالي فإن سوق الغاز المسال لا تشهد تصاعدًا بصفة خاصة كما هو متوقع، على الرغم من وجود بعض الزيادة في الطلب على التبريد في آسيا، ما أدى إلى دعم الأسعار قليلًا.

وقال الحلبي، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة: "لكن بوجه عام، لا أرى تأثيرًا كبيرًا في التوازن العالمي، ونحن بالتأكيد لسنا قريبين من حالة نقص العرض".

وأضاف: "لم يكن التأثير في الأسعار حادًا بصفة خاصة حتى الآن، خصوصًا أن السوق قد وضعت في الحسبان بالفعل حقيقة أن مصر ستحتاج إلى استيراد عدد قليل من الشحنات الإضافية هذا الصيف".

مصر تستورد شحنات غاز مسال

وتعتزم مصر شراء 15- 20 شحنة من الغاز المسال لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فصل الصيف، كما تسعى للحصول على 3 شحنات أخرى للتسليم بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن رويترز.

واشترت مصر 17 شحنة غاز مسال للتسليم خلال الصيف بعلاوة تتراوح بين 1.60 و1.90 دولارًا فوق سعر الغاز القياسي في مركز تي تي إف الهولندي (المؤشر الرئيس لأسعار الغاز المسال في أوروبا)، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وطلبت الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) تسليم 17 شحنة غاز مسال، بما في ذلك 7 شحنات في يوليو/تموز، و6 شحنات في أغسطس/آب، و4 في سبتمبر/أيلول، على أساس تسليم السفينة إلى ميناء العين السخنة على البحر الأحمر، مع دفعات مؤجلة تصل إلى 6 أشهر.

وجاء الكشف عن تفاصيل شحنات الغاز المسال التي تعتزم مصر استيرادها، بالتزامن مع وصول سفينة إعادة تغويز (تحوّل الغاز المسال إلى صورته الغازية) إلى العين السخنة، ما من شأنه أن يساعد في التحفيف من حدّة أزمة الكهرباء الحالية في البلاد.

وكانت شركة إيجاس قد وقّعت عقدًا مع شركة هوج النرويجية (Hoegh) لاستئجار سفينة إعادة التغويز هوج غاليون (Hoegh Galleon)، خلال المدّة بين شهري يونيو/حزيران (2024) وفبراير/شباط من عام 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق