التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

كيف تستفيد أرامكو السعودية من الذكاء الاصطناعي؟.. 5 نماذج تُجيب

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

تمتلك أرامكو السعودية بيانات تراكمية جمعتها على مدار أكثر من 90 عامًا أسهمت بصورة رئيسة في تطوير الشركة لنموذج الذكاء الاصطناعي العملاق الذي تطلق عليه (أرامكو ميتا برين).

ويسهم نموذج الذكاء الاصطناعي (أرامكو ميتا برين)، في حل المشكلات المعقدة التي تواجه عملاقة النفط السعودية وزيادة إنتاجها وتقليل الانبعاثات الكربونية.

ويشار إلى أن إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية بلغ نحو 12.8 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا خلال 2023، كما وصل إنتاج الغاز إلى 10.67 مليار قدم مكعبة يوميًا، في حين بلغ إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية 10.7 مليون برميل يوميًا خلال 2023.

وبلغت كثافة الانبعاثات الكربونية لقطاع التنقيب والإنتاج نحو 10.7 كيلوغرامًا من الكربون لكل برميل نفط مكافئ في 2023، وسجلت كثافة حرق الغاز في الشعلات نحو 5.64 قدم مكعبة لكل برميل نفط مكافئ.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن) -اعتمادًا على بيانات أرامكو السعودية- 5 مجالات تسخّر فيها الشركة الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين الكفاءة والموثوقية والاستدامة بقطاع الطاقة.

1- مراقبة حرق الغاز

استعملت أرامكو السعودية الذكاء الاصطناعي والبيانات التي تمتلكها في خفض حرق الغاز بنسبة تجاوزت 50% منذ عام 2010، ما أسهم في وصول نسبة حرق الغاز لأقل من 1% من إنتاج الغاز الخام خلال العقد الماضي.

معمل الغاز في البري
معمل الغاز في البري - الصورة من موقع أرامكو

وتوضح الشركة أن النظام الذي طورته لديه القدرة على التنبؤ بالوقت المتوقع فيه تجاوز إحدى منشآتها حدها الأقصى من أنشطة حرق الغاز، ما يسهم في اتخاذ قرارات استباقية.

وحرق الغاز في الشعلات، يعني إطلاق غازات هيدروكربونية نتيجة تراكم الضغط في خطوط الأنابيب ومرافق المعالجة وحرقها، ومن خلال 18 ألف مصدر للبيانات تستطيع أرامكو تحديد مصادر حرق الغاز بصورة سريعة والقيام بوضع الحلول المناسبة لها.

2- نمذجة المكامن النفطية

لدى أرامكو السعودية تقنية نمذجة المكامن والأحواض يطلق عليها "تيراباورز"، عبارة عن بيانات ضخمة لمحاكاة شبكة المواد الهيدروكربونية في شبه الجزيرة العربية.

وتحدّث الشركة بصفة مستمرة تلك البيانات وإضافة معلومات جديدة فيما يتعلق بأنشطة الحفر والإنتاج، ومن ثم تقوم خوارزميات متطورة بتحليلها لتعزيز قدرة الشركة على الوصول إلى مكامن نفطية جديدة.

وتستعمل التقنية أدوات تعد الأحدث للتصوير الافتراضي الرقمي، تعمل على إعداد نماذج للمكامن التابعة لشركة أرامكو، وترصد التحديات التي قد تواجهها في إدارتها، ليساعد ذلك صانع القرار في وضع خطط التنمية الأفضل.

3- أماكن وصلات أنابيب الحفر

تستعمل عملاقة النفط السعودية نظامًا لتحديد أماكن وصلات أنابيب الحفر، وهو عبارة عن منصة متصلة بإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي، بهدف تمكين مثاقب الحفر من الدوران أسفل فتحة البئر.

والمنصة تتكون من كاميرات لاسلكية عالية الدقة ومقاومة للماء، وكذلك أجهزة استشعار تستعمل الذكاء الاصطناعي لمعالجة مقاطع الفيديو والصور الملتقطة من خلال الكاميرات وتحليلها.

وتسهم المنصة في تحديد الموقع الصحيح لمجموعة أنابيب الحفر لتكون خطوة مهمة بعمليات حفر الآبار الجديدة، كما تساعد على سرعة إغلاق البئر بسهولة عند حدوث مشكلة تتعلق بالتحكم فيه نتيجة أي تغيرات غير متوقعة في مستوى الضغط.

4- حقل خريص النفطي

تؤكد أرامكو السعودية أن حلول الذكاء الاصطناعي المطبقة في حقل خريص النفطي أسهمت في زيادة إنتاج النفط بنسبة 15%، ورفعت من توقيت الاستجابة لاستكشاف الأعطال وإصلاحها بنسبة 100%.

واستعملت أرامكو نحو 40 ألف جهاز استشعار في "خريص"، الذي يعد أحد أكبر حقول النفط التابعة للشركة، لمراقبة أكثر من 500 بئر، وهو أول نظام للتحكم المتقدم بعمليات حقل نفط تقليدي على مستوى العالم.

وحقل خريص يأتي في المرتبة السابعة عالميًا ضمن أكبر حقول النفط من حيث الاحتياطيات المتبقية بنحو 14 مليار برميل، وفق البيانات التي جمعتها وحدة أبحاث الطاقة.

منشأة نفطية تابعة لأرامكو
منشأة نفطية تابعة لأرامكو - الصورة من موقع الشركة

ويسهم النظام الذي يعتمد على تحليل البيانات الضخمة، وأجهزة الاستشعار الذكية، والروبوتات، في خفض استهلاك غاز الوقود في المراجل أو الغلايات، وتحسين السلامة في أثناء عمليات الصيانة والحد من تكلفتها وتحقيق الكفاءة وكل ذلك من خلال الروبوتات.

ويتضمن كذلك نظامًا لإدارة خطوط الأنابيب بهدف اكتشاف التسريبات المحتملة باستعمال الألياف البصرية كجهاز استشعار.

5- معمل بقيق

طبقت أرامكو نظام الذكاء الاصطناعي على معمل بقيق الذي يعد أكبر مرفق لمعالجة النفط تابع للشركة، وأكبر معمل لتركيز النفط الخام عالميًا.

وتؤكد أن التحول الرقمي في معمل بقيق أسهم في تحقيق تحسينات تشغيلية جوهرية، ومنها تقليل التفتيشات الميدانية التقليدية، والاستعانة بالروبوتات والطائرات المسيرة الذكية.

وأسهم أيضًا استعمال خوارزميات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، في تمكين الضبط التلقائي لعملية تركيز النفط، الأمر الذي أدى لارتقاء بمستوى توليد الكهرباء، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

كما ساعد تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأعطال المحتملة بمعمل بقيق، من خلال البيانات وأدوات تحليلها، والنمذجة التنبؤية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق