المغرب يخطط لمضاعفة استثمارات الطاقة المتجددة 4 مرات.. ونتائج مبشرة في الغاز
يعمل المغرب على مضاعفة استثمارات الطاقة المتجددة بالتزامن مع التوسع في استكشافات الغاز بعدد من المناطق الواعدة، في خطوة من شأنها تأمين احتياجات البلاد من الطاقة.
وكشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي في كلمة خلال جلسة في مجلس النواب مساء أمس الإثنين 1 يوليو/تموز (2024) تطورات مشروعات الطاقة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت بنعلي، إن المغرب سيضاعف استثمارات الطاقة المتجددة 4 مرات، لتصل إلى 1.5 مليار دولار سنويًا خلال المدة من 2024 إلى 2027.
وأشارت وزيرة الطاقة المغربية إلى أنه تمّت زيادة وتيرة الاستثمار السنوي، لننتقل من 4 مليارات درهم (400 مليون دولار) سنويًا سابقًا، إلى 15 مليار درهم (1.5 مليار دولار) ما بين 2024 و2027.
الطاقة المتجددة في المغرب
قالت ليلى بنعلي، إنه تمّ إنجاز 4600 ميغاواط من الطاقة المتجددة في المغرب، توجد حاليًا في طور الاستغلال، موضحة أنه خلال نصف الولاية الحكومية جرى الترخيص لمشروعات عديدة بقدرة تجاوزت 2000 ميغاواط، واصفة إياها بأنها "أكبر قدرة" رَخَّصتها الوزارة في تاريخها خلال سنتين.
وأشارت بنعلي إلى أنه لبلوغ تعميم الطاقة النظيفة في المغرب، جرت برمجة تنفيذ مشروعات لإضافة قدرات من المتجددة المتجددة تفوق 7500 ميغاواط خلال المدة من 2023 إلى2027، دون احتساب مشروعات الهيدروجين الأخضر وتحلية مياه البحر.
ويسعى المغرب إلى تقوية وتطوير استثمارات الشبكة الكهربائية للنقل، بما فيها من القطاع الخاص خلال المدة 2023-2027 بتكلفة إجمالية قدرها 30 مليار درهم (3.01 مليار دولار)، أي بمعدل 5 مليارات درهم (500 مليون دولار) سنويًا، حسبما ذكرت وزيرة الطاقة.
ويسارع المغرب الخطى من أجل تأمين احتياجاته من الطاقة، خاصة أنه يستورد 90% منها، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وتعمل حكومة الرباط على زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، فضلًا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود تخفيف التبعية للمصادر الخارجية.
اكتشافات الغاز
حول تطوير اكتشاف الغاز ومستجداته في المغرب، قالت الوزيرة بنعلي، ردًا على تساؤلات أعضاء البرلمان، إنه تمّ تنظيم ورشة عمل للقطاع الخاص المغربي والدولي في 31 مايو/أيار 2024 لتقديم التصور الجديد لتطوير قطاع الغاز، بما فيه تسريع غاز حقول تندرارة والعرائش، مع عرض مختلف المشروعات المبرمجة في إطار خريطة الطريق.
وأشادت الوزيرة بالجهود المبذولة لتوفير بيئة استثمارية جلبَت المستثمرين لاكتشاف الغاز بكميات مشجعة في تندرارة بالجهة الشرقية ومؤخرًا بسواحل العرائش، مشيرة إلى أن وزارة الطاقة واكبت ذلك بـ"إعداد تصوُّر شامل لتطوير قطاع الغاز الطبيعي من خلال إستراتيجية متكاملة وإعداد خريطة طريق تتضمن المراحل الكبرى لإنشاء البُنى التحتية".
وأوضحت أن بوادر المجهودات في نصف الولاية الحكومية ظهرت باستثمارات مغربية لتشجيع مشروعات استكشاف الغاز في تندرارة والعرائش على اليابسة أو بالسواحل المغربية، في إشارة إلى خبر استحواذ الشركة المغربية "مناجم" على غالبية أسهم فرع الشركة البريطانية "ساوند إنرجي" النشط منذ مدة، في مجال التنقيب عن الغاز في المغرب.
وشددت على أن المغرب يعدّ حاليًا الممر الوحيد لعبور الطاقة الخضراء إلى أوروبا والمحيط الأطلسي في الاتجاهَين، وأصبح الاستثمار الخاص المغربي يستثمر أيضًا في الغاز الطبيعي.
أسعار غاز النفط المسال
أكدت ليلى بنعلي أن العمل مستمر بهدف تأمين تزويد المواطنين باحتياجاتهم من غاز النفط المسال، وبأقل تكلفة، وبالجودة المطلوبة، دون أيّ خلل، وذلك بعد مرور شهرين من دخول قرار الزيادة التدريجية لسعر أسطوانات الغاز المنزلية (غاز النفط المسال) حيز التنفيذ.
وقالت الوزيرة، مساء أمس الإثنين بمجلس النواب خلال جلسة عمومية، تفاعلًا مع سؤال برلماني حول موضوع "غاز البوتان" –غاز النفط المسال-، إن التكلفة الحقيقية لأسطوانات الغاز من فئة 12 كيلوغرامًا (البوطا الكبيرة) بلغت خلال شهر يونيو/حزيران، أكثر من 96 درهمًا (9.63 دولارًا).
وأوضحت أنه على الرغم من الرفع التدريجي للدعم (المفعّل منذ 20 مايو/أيار 2024)، فإن قيمة دعم الدولة استقرت في 46.39 درهمًا (4.65 دولارًا).
وذكرت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أن تعبئة أسطوانات الغاز مستمرة من خلال 17 شركة لديها 37 مركز تعبئة موزعة عبر مختلف ربوع المملكة، مشددة على أن الأسطوانات تُوَزَّع من قبل 15 شركة موزعة في أسطوانات من فئات 3 كيلوغرامات، و6 كيلوغرامات، و12 كيلوغرامًا.
وقالت بنعلي حول استعمال ميدان الفلاحة غاز النفط المسال لضخ الماء، إن الحكومة تشجع استعمال تقنيات الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية، عن طريق مجموعة التحفيزات الجبائية؛ خاصة بالنسبة للمضخات المائية العاملة بالطاقة الشمسية وبكل الطاقات المتجددة.
وأبرزت جهود الوزارة لتفعيل توصيات النموذج التنموي الجديد المتعلقة بـ"تعزيز الحكامة والتنافسية في القطاع الطاقي عمومًا، والمواد النفطية خصوصًا".
وأشارت إلى أن إصلاح منظومة دعم أسعار غاز النفط المسال يندرج في إطار برنامج الإصلاح الشامل للمنظومة الاجتماعية، والإصلاح التدريجي لصندوق المقاصة الذي يهدف إلى اعتماد الدعم الاجتماعي المباشر والاستهداف الأنجع للأسر المستحقة للدعم عبر السجل الاجتماعي الموحد.
تكرير النفط في المغرب
حول مصفاة سامير، قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إنه لا جديد في ملف مصفاة تكرير النفط المغربية، وهو مازال مطروحًا أمام المحكمة الدولية.
وأجابت بنعلي عن سؤال "فتح باب الاستثمار الوطني والأجنبي لإحداث وحدات صغيرة ومتوسطة للتكرير والتخزين"، إن طلبات الاستثمار الواردة إلى وزارتها بشأن تكرير النفط في المغرب ضئيلة.
وأوضحت أن وزارتها نعمل بتنسيق مع وزارة التجهيز والماء من أجل تخطيط بُنى تحتية فعالة تشمل البنى التحتية اللوجستية النفطية، إلى جانب بنى تحتية مخصصة للتكرير.
وكشفت بأن وزراتها بصدد تطوير نظام جديد لتدبير المخزون الاحتياطي، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز المخزون الوطني من المشتقات النفطية، وفقًا للمستوى الذي تستلزمه القوانين، مع توزيع القدرات التخزينية بشكل متوازن عبر ربوع المملكة.
موضوعات متعلقة..
- ألمانيا تسعى لاستيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب.. ومحطة تجريبية قريبًا
- حقل تندرارة المغربي يشهد وقف تشغيل منصة حفر وسحب أنابيب
اقرأ أيضًا..
- هل يتدخل الاتحاد الأوروبي لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي لمصر؟
- حقل غاز سعودي احتياطياته 229 تريليون قدم مكعبة يبرم صفقة ضخمة
- ما علاقة تغير المناخ بشراء ولايات أميركية الغاز المسال من قطر والجزائر؟ (تقرير)
العيش في السراب لا يضمن الحياة الكريمة و لا المعيشة للشعوب المضطهدة من الأنظمة الفاسدة المرتشية