هيدروجينأخبار الهيدروجينرئيسية

شركات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تستغيث من "منافسة غير عادلة" مع الصين

أسماء السعداوي

سجّل قطاع تصنيع معدّات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تطورًا جديدًا من شأنه أن ينقذ القطاع من براثن فيضانات الواردات الصينية الرخيصة.

ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، طالبَ عدد من كبريات الشركات العاملة داخل نطاق الاتحاد الأوروبي بالتدخل لمساعدة الصناعة المحلية في سباق المنافسة الشرسة.

والشركات التي أرسلت خطابًا إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بتاريخ يوم الأول من يوليو/تموز (2024) هي "سيمنس إنرجي" (Siemens Energy) و"نيل هيدروجين" (Nel Hydrogen) و"تيسن كروب نوسيرا" (Thyssenkrupp Nucera).

وشهدت الصناعة الصينية توسعًا في قدرات إنتاج معدّات الهيدروجين، وتشكّل حاليًا 40% من قدرات تصنيع أجهزة المحلل الكهربائي في العالم، بزيادة 10% على أساس سنوي.

إنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا

يستهدف الاتحاد الأوروبي إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، تحقيقًا لأهداف خفض انبعاثات الكربون وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفي خطابها إلى المفوضية الأوروبية، طالبت الشركات المذكورة ببذل مزيد من الجهود لضمان كون شركات صناعة المعدّات أوروبية الصنع تدعم مستهدفات 2030 عبر استعمال محللاتها الكهربائية التي تستعمل الكهرباء النظيفة لفصل المياه إلى أكسجين وهيدروجين لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

رئيسة المفوضية الأوروبية
رئيسة المفوضية الأوروبية- الصورة من "يورو نيوز"

وعلى خلاف الشركات الأوروبية، تحصل الشركات الصينية على دعم من الحكومة، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية، وفق تقرير لوكالة رويترز.

ويقول الخطاب، إن انعدام المساواة يخلق منافسة غير عادلة، ويضع مصنّعي المحللات الكهربائية الأوربية في وضع لا يسمح بالنجاح.

وأضاف: "بمجرد خسارة التكنولوجيا أو سلسلة توريدها، يكون من المستحيل استعادتها".

بنك الهيدروجين

طلبت الشركات من المفوضية طرح "معايير مرنة" تمنح الأولوية للشركات المحلية في العطاءات المقبلة لبنك الهيدروجين، وهي آلية تمويل تابعة للاتحاد تستهدف تسريع إقامة سلسلة قيمة كاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا، وضمان وجود أجزاء بعينها من عملية الإنتاج داخل القارة.

وفي أبريل/نيسان (2024)، منح بنك الهيدروجين 7 مشروعات محلية 720 مليون يورو (772.78 مليون دولار) بهدف دعم المنتجين وضمان السلامة المالية عبر سدّ الفجوة بين التكاليف والسعر النهائي.

وألمح مسؤولون بالصناعة إلى أن بعض المشروعات الفائزة بالعطاءات يستعمل أجهزة تحليل كهربائي صينية رخيصة.

يأتي ذلك في وقت يتبنّى فيه الاتحاد الأوروبي موقفًا متشددًا تجاه تقنيات الطاقة النظيفة الصينية، محاولةً لضمان منافسة الصناعات الأوروبية عالميًا والحيلولة دون زيادة اعتماد القارة العجوز على بكين في العناصر الرئيسة للتحول الأخضر.

وفي هذا الصدد، أعلن الاتحاد فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية، كما يُجري تحقيقات بشأن حصول شركات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الصينية على إعانات حكومية.

اعتراف بالتفوق

أكد الرئيس التنفيذي لشركة "تري إنرجي سوليوشنز" (TES) ينس شميت جودة المحللات الكهربائية الصينية رغم انخفاض أسعارها، بعدما زار مصانع وشركات خلال رحلة استمرت 15 يومًا.

ووعد شميت بأن تُقبِل شركته على شراء المحللات الكهربائية صينية الصنع، بعدما تأكد بنفسه من إستراتيجية التصنيع ومراقبة الشركات هناك لسير الإنتاج وسلاسل التوريد.

محلل كهربائي من إنتاج شركة لونغي الصينية
محلل كهربائي من إنتاج شركة لونغي الصينية- الصورة من الموقع الرسمي

ولفت إلى أن تكلفة المحللات الصينية تبلغ ثُلث نظيرتها الغربية التي خسرت المنافسة لصالح بكين، لأنها تجمع بين الكفاءة وانخفاض التكلفة، وفق تقرير منصة "هيدروجين إنسايت" (hydrogeninsight) الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأرجع قدرة الشركات الصينية على خفض التكلفة إلى تراجع الإنفاق اعتمادًا على مكونات مصنّعة بالكامل محليًا ووحدات مسبقة التصنيع.

أزمة المحللات الأوروبية

تفرض شركات تصنيع معدّات الهيدروجين الأخضر في أوروبا ضغوطًا على السياسيين لحماية الصناعة الوليدة بموجب قانون الصناعة الجديد.

وبينما تهيمن الصين على سلاسل توريد صناعة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات، توفر المحللات الكهربائية فرصة جديدة لأوروبا للاحتفاظ بالقيادة في تقنيات الطاقة النظيفة.

ويقول باحثون هولنديون، إن حصة أوروبا في سوق قدرات تصنيع المحللات الكهربائية تبلغ 27%، في مقابل 34% للصين، رغم أنها أصغر من حيث التعداد السكاني والاقتصاد.

ويحتفظ الاتحاد الأوروبي بالريادة العالمية في طلبات تسجيل براءات الاختراع المرتبطة بالإنتاج والتخزين والاستعمال النهائي بمقدار الثلث عالميًا تقريبًا، في مقابل أقل من 5% للصين.

ويبلغ حجم سوق المحللات الكهربائية اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر 25 مليار يورو (26.8 مليار دولار)، بالإضافة إلى إمكانات نمو كبيرة.

ويقول عضو البرلمان الأوروبي ينس غير، إن ما حدث في صناعة الطاقة الشمسية يجب ألّا يحدث مع المحللات الكهربائية.. هذه بداية طريق لا ينبغي أن نمرّ من خلاله"، بحسب تقرير لمنصة "يوراكتيف" (euractiv) رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن الطلب الأوروبي أقل من المتوقع، وبسبب زيادة قدرات التصنيع في الصين، يتجه الإنتاج الفائض والرخيص إلى أسواق أخرى، ومنها القارة، كما حدث في صناعة الطاقة الشمسية.

وحذّرت شركة الاستشارات "بي سي جي" (BCG) من أن الصين في طريقها إلى الهيمنة على صناعة المحللات الكهربائية في أوروبا.

وبحسب تقرير الشركة الصادر في 24 مايو/أيار (2024)، فأوروبا في خطر خسارة صناعة خضراء واعدة أخرى لصالح الصين، بعد الطاقة الشمسية والبطاريات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق