شركات النفط الخليجية توسع استثماراتها في الغاز المسال بقيادة أدنوك وأرامكو
محمد عبد السند
- ترغب أدنوك وأرامكو في تنويع محافظهما الاستثمارية
- قطاع الغاز أقل أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة
- صفقات الغاز المسال المُعلَنة بوساطة أدنوك وأرامكو مجرد بداية
- ترغب أدنوك وأرامكو في التحوط من تقلبات الطاقة العالمية
تدرك شركات النفط الخليجية أهمية التوسع القوي في صناعة الغاز المسال العالمية، للاستفادة من الطلب المتنامي على هذا الوقود الإستراتيجي منخفض الكربون.
وتأتي خُطط التوسع الخليجية تلك في أسواق الغاز المسال بقيادة شركتي بترول أبوظبي الوطنية أدنوك ونظيرتها السعودية العملاقة أرامكو، اللتين ترغبان في تنويع محافظهما الاستثمارية في مناطق جغرافية مختلفة تحوطًا من أسواق الطاقة المتقلبة.
وأضحى قطاع الغاز العالمي على رادار شركات النفط الخليجية، بوصفه أقلّ أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة، مع استعماله وقودًا انتقاليًا إلى عالم منخفض الانبعاثات، إذ تتزايد الرهانات على هذا الوقود في العديد من القطاعات، مثل الكهرباء والنقل والبتروكيماويات وغيرها.
وبينما تواجه سوق الغاز المسال العالمية تقلبات قوية في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية، تبرز دول مجلس التعاون الخليجي لتأدية دور مهم في توقعات السوق خلال السنوات المقبلة، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
خطط توسعية
تخطو العديد من شركات النفط الخليجية، في مقدمتها أدنوك وأرامكو، خُطوات جريئة في أسواق الغاز المسال العالمية من منطلق ثقتها بالدور المحوري المأمول لهذا الوقود في عملية تحول الطاقة، وفق ما أورده موقع إنرجي إنتليغنس (Energy Intelligence).
وشرعت الشركتان في بناء مكانة واعدة في صناعة الغاز المسال العالمية، تحدوهما الرغبة في التحول إلى عملاقتي طاقة متنوعتين ومتكاملتين وتمتلكان أصولاً في قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين وتجارة السلع.
وخلال العام الماضي (2023) كثّفت أدنوك وأرامكو جهودهما في أسواق الغاز المسال العالمية، في إطار إستراتيجية أوسع تستهدف التحوط من تقلبات الطاقة في المستقبل والسيطرة على سلسلة القيمة بأكملها في هذا القطاع.
ومن المرجح أن تمثّل سلسلة من صفقات الغاز المسال المُعلَنة مؤخرًا مجرد بداية بالنسبة إلى الشركتين في هذا المجال، إذ تعولان على قدرة هذا الوقود النظيف على أن يحل محل الفحم كثيف الانبعاثات، في توليد الكهرباء وتحقيق عائدات سخية على المدى الطويل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة قمر إنرجي (Qamar Energy) للاستشارات ومقرّها دبي، روبن ميلز: "بالنسبة إليهما (أدنوك وأرامكو) يتمحور الأمر في كيفية المنافسة مع شركات كبار أمثال بي بي وشل وتوتال إنرجي التي تبرز كيانات كبيرة في صناعة الغاز المسال العالمية".
وأضاف ميلز، خلال مشاركته في مؤتمر الدبلوماسية النفطية 2024 (Petro Diplomacy 2024) المنظم بوساطة معهد دول الخليج العربي ومقرّه واشنطن: "لإدراك تلك الغاية من المرجح أن تستحوذ أرامكو وأدنوك على مزيد من الأصول في قطاع الغاز المسال العالمي على مدار الشهور والسنوات القليلة المقبلة، في إطار مساعيهما المتواصلة لبناء محفظة غاز مسال متنوعة يمكنها خدمة عملاء مختلفين".
طموحات أرامكو
ليس لدى أرامكو -حاليًا- أي سعة إسالة محلية، وتستهدف موارد الغاز التي تطورها الشركة، بما في ذلك حقل الجافورة Jafurah غير التقليدي البالغة كلفته مليارات الدولارات، سد الطلب الصناعي محليًا، والتحول من الوقود السائل مثل الخام وزيت الوقود في توليد الكهرباء إلى الغاز النظيف.
ورغم أنه لا يمكن استبعاد بناء محطات صادرات غاز مسال محلية في المستقبل فإن أيًا من أدنوك أو أرامكو ليست لديهما أي خطط -الآن- في هذا الخصوص.
غير أن أرامكو لديها طموحات طويلة الأمد في مجال الغاز المسال، وتنظر إلى الاستثمارات في إسالة الغاز خارج المملكة على أنها رقم مهم في إستراتيجيها الأوسع نطاقًا للتحول والنمو.
وفي 26 يونيو/حزيران (2024) كشفت أرامكو النقاب عن اتفاقية مع شركة سيمبرا (Sempra) الأميركية، تستحوذ بموجبها على حصة 25% في توسعة المرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر للغاز المسال (Port Arthur LNG) بولاية تكساس إلى جانب شراء 5 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من المشروع.
وفي هذا الصدد قال رئيس قطاع التنقيب والإنتاج في شركة أرامكو ناصر النعيمي، إن شركته تعوّل على تلك الصفقة في أن تصبح لاعبًا رئيسًا في صناعة الغاز المسال العالمية.
وجاء إعلان الصفقة في أعقاب اتفاقية غير ملزمة أُبرمت في أوائل يونيو/حزيران (2024) مع شركة نيكست ديكيد (NextDecade) الأميركية، لشراء 1.2 مليون طن سنويًا من الغاز المسال على مدار 20 سنة من وحدة الإنتاج الرابعة المقترحة في مشروع ريو غراندي للغاز المسال (Rio Grande LNG) في مدينة براونزفيل بولاية تكساس.
وفي سبتمبر/أيلول (2023) أعلنت أرامكو أول استثماراتها في مجال الغاز المسال حينما استحوذت على حصة أقلية إستراتيجية في شركة ميد أوشن إنرجي (MidOcean Energy) الناشئة للغاز المسال نظير 500 مليون دولار، ما منحها الفرصة للتعرض لمشروعات إسالة عالمية، بما في ذلك أستراليا.
مليارات أدنوك
تُعد أدنوك مثالاً يُحتذى به من قبل شركات النفط الخليجية الراغبة في اقتحام سوق الغاز المسال العالمية، إذ تنفق الشركة المليارات على تطوير مزيد من موارد الغاز المحلية -مصاحب أو غير مصاحب- في صورة الغاز غير التقليدي والحامض.
كما تعكف الشركة على تحرير استهلاك الغاز محليًا عبر زيادة سعة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة والطاقة النووية.
لكن بخلاف أرامكو تبرُز شركة أدنوك مُصدرًا طويل الأجل للغاز الطبيعي المسال من محطتها البالغة سعتها 6 مليون طن سنويًا في جزيرة داس قبالة سواحل إمارة أبوظبي، التي تتألف من 3 وحدات إنتاج.
وستتيح زيادة أحجام الغاز المحلية التي ستصير متاحة خلال السنوات المقبلة إضافة سعة تصديرية جديدة للغاز المسال عبر مصنع مخطط له سعة 9.6 مليون طن سنويًا في مدينة الرويس بأبوظبي.
وخلال العام الحالي (2024) خطت أدنوك أولى خطواتها حينما استحوذت على حصة نسبتها 11.7% في المرحلة الأولى من مشروع ريو غراندي للغاز المسال المملوك لشركة نيكست ديكيد، كما التزمت بشراء 1.9 مليون طن سنويًا على مدار 20 سنة من وحدة الإنتاج الرابعة.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تقتحم سوق الغاز المسال العالمية.. وهذه أبرز المشروعات
- أرامكو السعودية تدرس صفقات جديدة للتوسع في سوق الغاز المسال
- أدنوك الإماراتية تستحوذ على حصة بمشروع الغاز المسال في موزمبيق
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي يتجاوز الوقود الأحفوري خلال 2023 (تقرير)
- ما علاقة تغير المناخ بشراء ولايات أميركية الغاز المسال من قطر والجزائر؟ (تقرير)
- إغلاق أكبر 3 شركات أسمدة مصرية خلال 24 ساعة بسبب أزمة الغاز