التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

أولويات تحول الطاقة ومسارات إنفاق تمويلات المناخ قبل 2030 (تقرير)

هبة مصطفى

بات تأكيد ضرورة تحول الطاقة خلال المرحلة الأولى من خطط مكافحة تغير المناخ أمرًا سهلًا، إذ تخرج الحكومات أو الشركات للتغنّي بمثل هذا التأكيدات وإعادة تكرار الالتزامات المناخية على مسامع المعنيين بالأمر.

ورغم أن إجراءات التحول لا تقلّ أهمية عن المستهدفات الرئيسة، سواء لنهاية العقد بحلول 2030 أو منتصف القرن 2050 أو ما بعدهما، فإن القاسم المشترك أنه حتى الآن لم يُتَّفَق على تعريف واضح لهذه الخطوات والمسارات المشمولة تحتها.

وبحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كان التحدي الأبرز أمام مكافحة تغير المناخ هو توافر التمويل اللازم للإنفاق على المسارات، لكن مع تجاوز هذه العقبة ظهرت معضلة أكبر.

وتتلخص هذه العقبة -حسب جرس إنذار أطلقته مؤسسة كلايمت آرك Climate Arc غير الربحية- في الإجابة عن تساؤل "ما أولوية إنفاق تمويلات المناخ خلال مرحلة التحول؟"، في محاولة لتقريب الفجوة بين مرحلة الانتقال ومرحلة تنفيذ المستهدفات.

غطاء مالي

تستهدف مرحلة تحول الطاقة بصورة رئيسة السيطرة على معدل الانبعاثات الضخم ومحاولة خفضه إلى أقل قدر ممكن، لكن قد يكون هذا الهدف لا يحظى باهتمام واسع ومشترك بين مستثمري المناخ.

ورغم أن التحول ما هو إلّا مرحلة انتقالية للتناغم مع مستهدفات المناخ الكبرى، فإن تمويلات مكافحة تغير المناخ "تاهت" بين خفض الاعتماد على الفحم وتوسعات الطاقة المتجددة.

ورشة عمل سابقة لمؤسسة كلايمت آرك
ورشة عمل سابقة لمؤسسة كلايمت آرك - الصورة من صفحة المؤسسة بمنصة إكس

ودعت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "كلايمت آرك"، ميريام أومي، المستثمرين للتركيز على الانتقال في القطاعات ذات معدلات الانبعاثات العالية، لضمان نجاح أهداف خفض الكربون الرئيسة لعملية التحول.

وحددت أومي إطارًا واضحًا يتعين على المستثمرين المضي قدمًا به لضمان خفض الكربون بطريقة فعلية، ونصحت بضرورة التركيز على الجوانب "الضبابية" لأوجه إنفاق تمويلات المناخ، المتمثلة في التركيز على القطاعات عالية الانبعاثات.

وأوضحت أن المعيار الرئيس لمرحلة تحول الطاقة هو "خفض الانبعاثات"، وليس القياس على مدى ملاءمة الإجراءات لأهداف الحياد الكربوني، مشيرة إلى أن مستثمري المناخ ومموّليه عادةً يركّزون على الأهداف والالتزامات طويلة الأجل سواء لعام 2030 أو 2050.

وانتقت أومي هذه الإستراتيجية لأنها لم تحدد الخطوات الواجب تنفيذها في المرحلة الحالية، ما يعرّض الأهداف المستقبلية لمخاطر عدم واقعية التنفيذ، وفق ما نقله عنها تقرير لبلومبرغ.

خطوة فعلية

في محاولة لتقريب وجهات النظر، تطلق مؤسسة "كلايمت آرك" منصة لتمويل تحول الطاقة بمعدل سريع وواسع النطاق، خلال حدث مناخي في لندن الأسبوع الجاري.

وتحتوي منصة ترانزيشن آرك Transition Arc على بيانات الأداء المناخي، ومن المقرر أن تؤدي دورًا في تحديد الفجوة بين أهداف المناخ والتطبيق الواقعي لها.

وتستهدف المنصة إجراء تقييم فعلي لتطوُّر الشركات في مسار الحياد الكربوني، إذ تغطي في مرحلتها الأولى 500 شركة تحت نطاق 7 قطاعات مختلفة، تشمل: (النفط والغاز، السيارات، مصانع الصلب، شركات الطيران).

ويتدرّج تقييم تطورات تحول الطاقة للشركات المغطاة من مستوى إيه (A) للشركات التي تلبي هدف الحفاظ على معدل الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، إلى المستوى إي (E) للشركات الأقلّ اتّساقًا مع الهدف.

ويُقيم هذا التدرج "إجراءات" الشركات الفعلية وليس التعهدات الشفهية فقط، بما يعكس مقدار الجهد المبذول خلال مرحلة انتقال الطاقة.

وتعدّ منصة مؤسسة "كلايمت آرك" بمثابة دليل استرشادي للشركات حتى تتمكن من تطوير أداءها، إذ تسهم في تحديد أهداف خفض الانبعاثات "المؤقتة" والقيام بدور الوسيط لزيادة تمويل التقنيات المخفضة للكربون.

لافتة تطالب بإجراءات مناخية فورية
لافتة تطالب بإجراءات مناخية فورية - الصورة من Roll Call

خطوات التحول

ربما يمكن القول بأن أبرز أدوار منصة "ترانزيشن آرك" يتمثل في ضمان التوافق بين إجراءات الشركات المناخية وبين مستهدفات صنّاع القرار، بما يشير لتوافق المسارين مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ بدلًا من تغريد كل منهما في سرب منفصل.

وللدلالة على دور مؤسسة وسيطة مثل "كلايمت آرك" ومنصّتها "ترانزيشن آرك"، يتعين النظر إلى قيمة الاستثمارات المخصصة بصفتها تمويلًا لتحول الطاقة العالمي، والتي تتجاوز 50 تريليون دولار في الآونة الحالية.

وبخلاف المتوقع، لم يؤدِّ توافر التمويل الضخم إلى خفض الانبعاثات، بل على العكس، تسجل ارتفاعات لافتة للنظر، ما يهدد معدلات الاحتباس الحراري.

وحتى الآن، لم تحظَ تطبيقات مفهوم تحول الطاقة باتفاق من الشركات ومديري الأصول لصناديق التمويل على حدّ سواء، إذ ترجمه بعضهم بوصفه خفضًا تدريجيًا للاعتماد على الفحم، في حين رآه آخرون انعكاسًا للتركيز على تطوير مصادر الطاقة المتجددة.

ومع توافر البيانات اللازمة، وأداء دور الوسيط في ضمان التمويل، تشجع مؤسسة "كلايمت آرك" الاستثمارات الخضراء، بالتعاون مع مؤسسات أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق