استثمارات محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا قد تصل إلى 20 مليار دولار
بحلول 2030
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
زادت الحاجة إلى بناء محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا لاستيعاب طفرة التركيبات البحرية التي تحتاج إلى بنية تحتية موثوقة لنقل الكهرباء المولدة إلى الشاطئ وربطها بشبكات الكهرباء القريبة.
وتحتاج صناعة الرياح البحرية الأوروبية إلى بناء مزيد من المحطات الفرعية التي تعمل على تجميع الكهرباء المولدة من التوربينات وزيادة جهد التشغيل ونقل الكهرباء إلى الشاطئ، مع تقليل كميات الهدر.
وتوقّع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- بناء 137 من محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا خلال هذا العقد؛ ما يتطلب استثمارات تصل إلى 20 مليار دولار.
وتزوّد المحطات الفرعية بمجموعة من المكونات الرئيسة، أبرزها المفاتيح الكهربائية والمحولات وأنظمة تعويض الكهرباء التفاعلية وأنظمة التأريض التي تعمل على وصل الأجهزة بكتلة من الأرض، لأغراض الحماية من مخاطر الصعق أو مخاطر التغيرات المفاجئة في جهد التشغيل.
فوائد المحطات الفرعية
عادةً ما تكون محطات الرياح البحرية الفرعية مفيدة جدًا للمشروعات التي تزيد قدرتها على 200 ميغاواط، وتقع على بعد أكثر من 15 كيلومترًا من الشاطئ.
وتساعد هذه المحطات في تقليل خسائر نقل الكهرباء، كما أنها ذات فائدة كبيرة لمبادرات الطاقة الأخرى، مثل مبادرات كهربة منصات إنتاج النفط والغاز البحرية، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة المتخصصة ريستاد إنرجي.
ومن إجمالي محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا المتوقع تركيبها (137 محطة)، يقدّر تقرير شركة ريستاد إنرجي تركيب 120 محطة خلال المدة من 2024 إلى 2030، بتكلفة إجمالية تصل إلى 18 مليار دولار.
وإذا حدث ذلك، فسيتضاعف متوسط الإنفاق السنوي على محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا أكثر من مرة خلال السنوات الـ8 المقبلة، وحتى عام 2030.
وبلغ متوسط الإنفاق السنوي على هذه المحطات قرابة 1.4 مليار دولار سنويًا خلال المدة من 2015 إلى 2023، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المتوسط إلى 8.4 مليار دولار في عام 2030، بحسب التقرير.
لماذا ستحتاج أوروبا إلى المزيد؟
تستند ريستاد إنرجي في توقعاتها لطفرة محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا إلى الحجم المتزايد لمشروعات طاقة الرياح وبُعدها عن الشاطئ، إذ تتطلب المشروعات التي تتجاوز قدرتها 1 غيغاواط محطات فرعية متعددة.
ووضعَ العديد من الدول الأوروبية أهدافًا طموحة لتركيبات طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030 وما بعده؛ ما قد يحوّل القارة إلى مركز رائد لنشاط المحطات الفرعية.
وتشير الخطط المحدثة -مؤخرًا- في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن قدرة طاقة الرياح البحرية قد تصل إلى 87 غيغاواط بحلول عام 2030، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي نشرته وحدة أبحاث الطاقة في 5 مايو/أيار الماضي.
على الجانب الآخر، تخطط دول الاتحاد إلى زيادة قدرة طاقة الرياح البرية إلى 308 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي، ما يشير إلى تركيز أكبر على المشروعات البرية حتى الآن، بحسب التقرير.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور القدرة التراكمية لطاقة الرياح البرية والبحرية في أوروبا خلال 10 سنوات وحتى 2023:
تركيب 8 محطات فرعية في 2024
من المقرر أن يشهد عام 2024 وحده تركيب 8 من محطات الرياح البحرية الفرعية في أوروبا، ما يعادل ضعف عدد المحطات المركبة خلال العام الماضي (2023)، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من ريستاد إنرجي.
ويقتصر تركيب المحطات الفرعية هذا العام على مشروعات طاقة الرياح الواقعة على مسافة 50 كيلومترًا عن الساحل، لكن هناك زيادة ملحوظة في خطط تركيب التوربينات أبعد من ذلك، ما سيتطلب زيادة بناء المحطات الفرعية لمسافات أبعد من 50 كيلومترًا خلال النصف الثاني من العقد الحالي.
كما يُتوقع بناء أولى المحطات الفرعية العائمة في أوروبا أوائل العقد المقبل، مع تطور تقنيات الرياح العائمة والتوسع في تركيب التوربينات العائمة بعيدًا عن الشاطئ، بحسب محللة طاقة الرياح البحرية في ريستاد إنرجي، بيترا مانويل.
موضوعات متعلقة..
- تركيبات طاقة الرياح في أوروبا قد تضيف 260 غيغاواط بحلول 2030 (تقرير)
- استثمارات طاقة الرياح البحرية في أوروبا تحقق رقمًا قياسيًا جديدًا (تقرير)
- سعة طاقة الرياح البحرية في آسيا تقتنص المركز الأول من أوروبا لأول مرة
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف غاز طبيعي في بحر الشمال
- الفوسفات المغربي يهيمن على السوق العالمية بعد تراجع أكبر دولتين
- حقل نوارة.. قصة أكبر اكتشاف غاز في تونس
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يهبط 2.8 مليار متر مكعب في 4 أشهر