سياراتتقارير السياراترئيسية

مفاجأة.. 29% من ملاك السيارات الكهربائية يخططون للعودة إلى مركبات البنزين (استطلاع)

أسماء السعداوي

كشف استطلاع جديد للرأي النقاب عن تحول في معنويات مشتري السيارات الكهربائية التي تُعدّ ركنًا رئيسًا في مساعي التخلّي عن السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي، تحقيقًا لأهداف حماية البيئة.

ووفق استطلاع للرأي أجرته شركة الاستشارات "ماكنزي آند كو" (McKinsey & Co)، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المحتمل أن يعود أكثر من رُبع ملاك السيارات الكهربائية عالميًا (29%) إلى السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي في عملية الشراء المقبلة.

وفي الولايات المتحدة وحدها، قال 40% من مالكي السيارات الكهربائية (بمعدل 4 من كل 10)، إنهم يرغبون أيضًا بالعودة إلى سيارات البنزين، في مؤشر واضح على تنامي الشعور بعدم الرضا.

وأرجع من شمَلهم الاستطلاع مخاوفهم التي قد تُعطّل التحول إلى السيارات الكهربائية، إلى شُح محطات الشحن، والحاجة لإقامة المزيد بتكاليف باهظة، وارتفاع تكاليف الملكية، والشكوك بشأن نطاق القيادة وتأثيره في الرحلات الطويلة.

أزمة السيارات الكهربائية

مثّلت نتائج الاستطلاع "مفاجأة" لرئيس مركز التنقل المستقبلي في شركة "ماكنزي آند كو" فيليب كامبشوف، الذي قال: "لم أتوقع ذلك.. اعتقدت أنه ما إن يشتري شخص ما سيارة كهربائية فإنه سيظل يشتريها مدى الحياة".

وتتّسق مشاعر عدم الرضا لدى المستهلكين مع بطء نشر محطات شحن السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة؛ إذ دخلت 8 فقط حيز التشغيل بعد إعلان البرنامج الوطني للبنية الأساسية للسيارات الكهربائية قبل عامين.

وحتى نهاية مايو/أيار (2024)، كانت 23 ولاية فقط قد بدأت توزيع تمويلات فيدرالية بقيمة 5 مليارات دولار لبناء محطات جديدة، وفق بيانات شركة "إي. في. أدوبشن" (EVAdoption).

نقاط شحن السيارات الكهربائية في ولاية كولورادو
نقاط شحن السيارات الكهربائية في ولاية كولورادو- الصورة من وكالة بلومبرغ

ومن بين كل المحطات القائمة، يجد ملّاك السيارات الكهربائية صعوبة في العثور على واحدة عامة أو خاصة قيد الخدمة.

وبحسب أرقام مركز الوقود البديل التابع لوزارة الطاقة (AFDC)، يوجد أكثر من 68 ألف محطة شحن تتضمن أكثر من 184 ألف منفذ شحن، كما تنشر شركة تيسلا (Tesla) محطات الشحن الفائق، إلّا أن كل ذلك ليس بكافٍ.

أزمة الشحن

على عكس محطات الوقود التي تنتشر لافتاتها بالقرب مخارج الطرق السريعة، تظل محطات شحن السيارات الكهربائية بعيدة عن أعين الناظرين، وفق تقرير لمنصة "أوتو نيوز" (autonews).

وتعليقًا على ذلك، يقول كامبشوف: "الظهور جزء من الوجود.. لا يمكن إبقاء نقاط الشحن مخبّأة داخل متجر وول مارت".

وعلاوة على الولايات المتحدة، قال 9% ممن شملهم الاستطلاع عالميًا، إن محطات الشحن العامة غير كافية لتلبية متطلباتهم.

ورغم أن تلك النسبة ضئيلة، يقول كامبشوف: إنها "مشكلة ستتزايد أهميتها"، لأن الجيل الجديد من مشتري السيارات الكهربائية سيعتمدون على نقاط الشحن العامة بصورة أكبر من المعدل الحالي بكثير.

وعالميًا، أعرب 21% من المستطلَعة آراؤهم من أصحاب السيارات العاملة بالبنزين أنهم لا يرغبون على الإطلاق في التحول إلى السيارات الكهربائية، وأرجع 33% من أولئك السبب إلى المخاوف المرتبطة بالشحن.

وتتفاقم المخاوف بشأن الشحن نتيجة للتوقعات العالية المرتبطة بنطاق القيادة، وهو المسافة التي يمكن لسيارة كهربائية أن تقطعها بشحنة واحدة.

وارتفع الحد الأدنى المتوقع للنطاق إلى 291.4 ميل حاليًا من 270 ميلًا في عام 2022، وفي المقابل، تقول "ماكنزي آند كو"، إن نطاق السيارات الكهربائية الموجودة بالسوق "لم ينمُ بالسرعة المرجوّة".

عدم يقين غير مسبوق

شمل الاستطلاع الذي تُجريه شركة ماكنزي آند كو للاستشارات كل عامين 200 سؤال لأكثر من 30 ألف مستعمل للسيارات الكهربائية في 15 دولة، تشكّل مجتمعة أكثر من 80% من حجم المبيعات العالمية.

وبحسب الشركة، أصبح المستهلكون أكثر استعدادًا قليلًا لشراء السيارات الكهربائية عمّا كان الأمر عليه قبل عامين في 2022، لكن في العموم ما زال المستهلكون حريصين على التحول الأخضر.

ويقول 38% من مالكي السيارات التقليدية غير الكهربائية، إنهم يتوقعون أن تكون سيارتهم المقبلة هجينة قابلة للتوصيل بمصدر كهرباء أو كهربائية بالكامل، ارتفاعًا من نسبة 37% في 2022.

ومع تغير التشريعات عالميًا، تجلب التفضيلات المتنوعة لمستهلكي السيارات الكهربائية والهجينة وذات محرك الاحتراق الداخلي تعقيدًا لعملية التخطيط داخل صناعة السيارات وسلاسل التوريد المرتبطة بها.

وعن ذلك، يقول الرئيس المشارك العالمي للسيارات والتجميع في "ماكنزي آند كو" كيفن لاكزكوفسكي، إنه يتعين على مصنّعي المعدّات الأصلية ومورّديها الاستثمار في تقنيات متعددة، موضحًا: "ذلك هو أقصى قدر من عدم اليقين حاليًا، وهو أمر لم يحدث من قبل تقريبًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق