التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في أستراليا قد تتأخر 20 عامًا.. والمعارضة تهاجم "اتفاق باريس" (تقرير)

نوار صبح

يثير رفع الحظر عن الطاقة النووية في أستراليا جدلًا قويًا بين مؤيد ومعارض، ويعود ذلك إلى اختلاف المصالح وأساليب التفكير وسياسات الأحزاب الكبرى في البلاد.

في هذا الصدد، أكد زعيم المعارضة الفيدرالية الأسترالية، بيتر داتون، أن دعم ائتلافه للطاقة النووية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإنكار حزبه لعلوم المناخ، وفق ما جاء في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال داتون في مقابلة مع صحيفة "ذا ويكيند أستراليا" The Weekend Australia: إن "الطاقة النووية في أستراليا بطيئة للغاية، ولا يمكن نشرها في البلاد قبل منتصف أربعينيات القرن الحالي".

وأضاف أنه "مستعد وراغب في القضاء على هدف اتفاق باريس للمناخ -والتضحية بالمستقبل الاقتصادي للبلاد- باسم عقيدته في مجال الطاقة".

هدف الحياد الكربوني

أكد زعيم المعارضة الفيدرالية الأسترالية بيتر داتون أن هدف "الحياد الكربوني بحلول عام 2050" سوف يستمر، حسبما نشرته منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy) المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة والمناخ.

ويرى المحللون أنه بدا من المحتّم استعمال هذا الهدف من جانب مُنكري علوم المناخ مثل داتون والصناعات القديمة ذريعةً لتأخير أيّ إجراء.

وربما تكون صناعة الوقود الأحفوري قد اخترعته، وتستعمله مبررًا للعمل كالمعتاد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعدّ ملياردير خام الحديد في أستراليا، أندرو فورست، القائد المهم الوحيد الذي يدعو إلى ذلك، ويهدف إلى الوصول إلى "الحياد الكربوني الحقيقي" لعملياته في بيلبارا بحلول عام 2030، وهو إنجاز ينبغي للعالم أن يتبعه.

زعيم المعارضة الفيدرالية الأسترالية، بيتر داتون
زعيم المعارضة الفيدرالية الأسترالية، بيتر داتون – الصورة من رينيو إيكونومي

ويتماشى طموحه مع العلم، الذي يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وتنفيذ معظم خفض الانبعاثات في هذا العقد، وليس في غضون 20 عامًا.

على صعيد آخر، ربط التحالف الفيدرالي علمه بمن وصفهم الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بـ "عرّابي الفوضى"، ما ساعد صناعة الوقود الأحفوري على نشر المعلومات المضللة وتأخير العمل المناخي، وتعريض بقية العالم للمخاطر.

لذلك، تُعدّ تعليقات داتون حول القضاء على اتفاق باريس للمناخ تجعل الأسئلة بشأن التكلفة والهدر والترخيص الاجتماعي لمشروعات الطاقة النووية في أستراليا بغير محلّها.

وتكمن القضية الرئيسة هنا في نية التحالف الصريحة لفعل القليل أو لا شيء على الإطلاق بشأن خفض الانبعاثات على المدى القصير، أو حتى المدى المتوسط، وعرقلة نشر مصادر الطاقة المتجددة، وإلغاء العقود، والتضحية بمستقبل أستراليا واقتصادها في العالم باسم تفوق الوقود الأحفوري.

رأي العلم

يُعدّ رأي العلم واضحًا تمامًا، وهو أن العالم يتجه نحو تبديد موازنة الكربون التي يمكن أن تجعل متوسط الاحتباس الحراري العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية على مدى السنوات الـ5 المقبلة.

واقترب العالم، حاليًا، من مستوى 1.5 درجة مئوية، وأصبح التأثير محسوسًا، حسبما نشرته منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy) المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة والمناخ.

مزرعة للطاقة الشمسية في أستراليا
مزرعة للطاقة الشمسية في أستراليا – الصورة من مجلة بي في ماغازين

من جهته، يريد زعيم المعارضة الفيدرالية الأسترالية، بيتر داتون، تأجيل أيّ إجراء جدّي بشأن خفض الانبعاثات لعقدَين آخرين، وذلك باستعمال حملة تخويف متجددة بشأن انقطاع الكهرباء وانهيار الاقتصاد إذا مضت البلاد قدمًا في مصادر الطاقة المتجددة.

ويقول: إنه "لا يوجد أمل" في الوصول إلى هدف أستراليا المؤقت لعام 2030، الذي ما يزال يمثّل انخفاضًا متواضعا نسبيًا بنسبة 43%، ويُحَقَّق في الغالب من خلال الحيل المحاسبية بشأن استعمال الأراضي".

جهود دعم الطاقة النووية في أستراليا

ارتبطت جهود دعم الطاقة النووية في أستراليا منذ مدة طويلة مباشرة بإنكار تغير المناخ، لأنه في بلد مثل أستراليا الذي يتمتع بموارد الرياح والطاقة الشمسية المتميزة، لا يتعلق الأمر باختيار الطاقة، بل بتأخير العمل المناخي.

ويرى المحللون أنه لا توجد تكنولوجيا أفضل لخدمة هذه الأغراض من الطاقة النووية، حسبما نشرته منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy).

وحتى عندما رُوِّجَ لها من جانب من يُطلق عليهم "الحداثيون البيئيون"، ومن يصفون أنفسهم بـ "المفكرين النقديين" -بمعنى أنهم اعتقدوا أنهم أكثر ذكاءً من أيّ شخص آخر- فإن الارتباطات كانت واضحة.

إحدى مزارع طاقة الرياح في أستراليا
إحدى مزارع طاقة الرياح في أستراليا – الصورة من باور تكنولوجي

ويتمثل موقف داتون في دعم حرق المزيد من الفحم والغاز بصورة صريحة في هذه الأثناء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعدّ الغاز والطاقة النووية الخيارين الأكثر تكلفة، والأكثر تناقضًا للتركيب في شبكة تكون فيها الطاقة الشمسية على الأسطح منخفضة التكلفة، وشعبية ومهيمنة إلى حدّ كبير.

ومن المفيد الإشارة إلى أن العديد من الذين زعموا أنهم "مفكرون نقديون" وأنهم قلقون للغاية بشأن أزمة المناخ قد انضموا، حاليًا، إلى مجموعات الضغط الداعمة للفحم والغاز، ويمكنهم اللحاق بوزراء الطاقة الفيدراليين السابقين الذين استقبلتهم صناعة الوقود الأحفوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق