كشفت طهران مؤخرًا عن خطتها لزيادة إنتاج النفط الإيراني إلى 4 ملايين برميل يوميًا من نحو 3.5 مليون برميل يوميًا حاليًا.
ولم تحقق إيران قط مثل هذا الحجم الكبير من إنتاج النفط، حتى قبل أن تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات مشددة في عام 2018، بسبب برنامجها النووي، وهو ما دفع خبراء الصناعة إلى التشكيك في طموحات إيران، ويقولون إن الإعلان قد يكون مدفوعًا بالانتخابات المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، ليس من الواضح كيف وفي أي إطار زمني تخطط طهران لاستكمال هذه الزيادة، إذ يُعد رقم الـ3.5 مليون برميل يوميًا مبالغًا فيه، وفق التقديرات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تحديات زيادة إنتاج النفط الإيراني
قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، في 30 مايو/أيار 2024، إن 23 مشروعًا لصناعة النفط باستثمارات إجمالية تبلغ 4.6 مليار دولار قد جرى الانتهاء منها وستبدأ التشغيل في "المستقبل القريب"، وفقًا لوكالة أنباء شانا (Shana).
وعلّق الباحث في شركة البحث الصناعي والطاقي الإيطالية فرانشيسكو ساسي، قائلًا: "تؤدي السياسة والانتخابات المقبلة دورًا مهمًا في الإعلان".
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران في نهاية يونيو/حزيران المقبل، بعد مصرع رئيس البلاد إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار الماضي.
وقد تؤثر الزيادة النهائية في إنتاج النفط الإيراني في سياسة الإنتاج في أوبك، إذ تُعد إيران عضوًا في منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك، لكنها غير ملتزمة بحصص المنظمة.
إلا أن المحللين قالوا إن القيود، بما في ذلك القيود المالية والفنية، ونقص الموظفين المهرة، والتقنيات التي عفا عليها الزمن، والصعوبات في تأمين منصات الحفر البرية والبحرية، تعوق قدرة إيران على توسيع الإنتاج، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة في منصة "أربيان غلف بيزنس إنسايت" (Arabian Gulf Businees Insight).
وتواجه إيران -أيضًا- تحدي الموازنة بين استهلاك الطاقة المحلي والصادرات، كما تُعد المصداقية تحديًا آخر.
وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خففت سيطرتها على مبيعات النفط الإيرانية، فإن الحكومة الأميركية المستقبلية قد تشدد الخناق.
وقال الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل في جامعة جورج ميسون، أومود شكري: "يشكك النقاد المحليون في مزاعم الحكومة عن الإنجازات، مشيرين إلى أن هذه الإنجازات لم تترجم إلى ظروف اقتصادية محسنة للسكان".
أعلى مستوى لصادرات النفط الإيراني
في سياقٍ متصل، بلغت صادرات إيران من النفط الخام 1.5 مليون برميل يوميًا، على مدى الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري (2024)، لتسجل أعلى مستوى في 6 سنوات.
وجرى إرسال هذه الصادرات كلها تقريبًا إلى الصين بقيمة 35 مليار دولار، على الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي الإجمالي، بلغت الصادرات -بما في ذلك المكثفات- نحو 2.3 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقديرات شركة فاكتس غلوبال إنرجي (FGE).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الإيراني في 2023 والأشهر الأربعة الأولى من 2024:
وقالت المديرة الإدارية لشركة فاكتس غلوبال إنرجي في الشرق الأوسط، إيمان ناصري، إنه سيتعيّن على إيران العثور على مشترين جدد أو زيادة الطلب من العملاء الحاليين في الصين، لزيادة صادراتها.
وتابعت: "ربما تقدم تخفيضات أكبر مثل تلك التي قدمتها في النصف الثاني من عام 2022، والنصف الأول من عام 2023".
ويُنقل الوقود الإيراني بصورة أساسية بوساطة أسطول ظل، ويُرسل إلى مشترين مجهولين.
وقالت إيمان ناصري، إن صادرات النفط الإيرانية إلى الصين -غالبًا- ما يُعاد تصنيفها على أنها تأتي من دول أخرى، مثل العراق وعمان وماليزيا.
وتقدر شركة فاكتس غلوبال إنرجي أن فنزويلا استوردت أكثر من 100 ألف برميل يوميًا من النفط الإيراني الثقيل في مارس/آذار لاستعمالها مزيجًا، للتعويض عن انخفاض المعروض من الدرجات المحلية، كما استوردت سوريا 30 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار.
وقال خبير الطاقة في شركة كبلر للبيانات والتحليلات، مات ستانلي: "لقد أسهمت إيران في زيادة المعروض بالسوق حتى الآن هذا العام".
أرقام متباينة لإنتاج النفط الإيراني
تنتج إيران -ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك- حاليًا نحو 3.55 مليون برميل يوميًا، وفقًا لشركة فاكتس غلوبال إنرجي، وهي شركة تحليل تقدر طاقة إنتاج النفط الخام في إيران بما يتراوح بين 3.8 و3.9 مليون برميل يوميًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "أربيان غلف بيزنس إنسايت".
وبناءً على تقديرات كل من أوبك ووكالة الطاقة الدولية، شهد العام الماضي (2023) رقمًا قياسيًا سنويًا بعد العقوبات، إذ بلغ متوسط إنتاج النفط الإيراني 2.91 مليون برميل يوميًا.
وفي النصف الثاني من عام 2023، استقر الإنتاج فوق مستوى 3 ملايين برميل يوميًا، وفق ما نقلته مجلة "ميس" الاقتصادية (Mees).
وحتى الآن في العام الجاري (2024)، ارتفع الإنتاج إلى 3.20 مليون برميل يوميًا، حتى إن وكالة الطاقة الدولية توقعت أن يصل الإنتاج إلى 3.25 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، وهو رقم قياسي شهري بعد العقوبات.
ووفقًا لتقديرات شركات المراقبة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، بلغ متوسط إنتاج النفط الإيراني في فبراير/شباط 2024 نحو 3.161 مليون برميل يوميًا، و3.198 مليونًا في مارس/آذار، و3.212 مليونًا في أبريل/نيسان.
ويظهر الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- متوسط إنتاج إيران من النفط ضمن دول أوبك:
موضوعات متعلقة..
- تطور إنتاج النفط الإيراني وصادراته في عهد إبراهيم رئيسي.. قفزة قوية قبل رحيله
- أنس الحجي: النفط الإيراني انتعش في عهد بايدن.. و"ترمب" خطر على الصناعة
- أنس الحجي: 4 أسباب أعفت النفط الإيراني من عقوبات "بايدن"
اقرأ أيضًا..
- "الدبيبة" يشعل أزمة وزير النفط الليبي.. ومصادر: وزيران في ديوان واحد (خاص)
- قطر للطاقة توقع اتفاقية غاز مسال ضخمة لمدة 27 عامًا
- خريطة مشروعات الهيدروجين العربية في 11 دولة.. مصر تبتعد بالصدارة (تقرير)
- تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية في العالم.. تلبي احتياجات دولة لمدة عام