رئيسيةالتقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

تعزيز الصهر الأخضر في إندونيسيا مفتاح الريادة بصناعة بطاريات السيارات الكهربائية (تقرير)

بخفض الاعتماد على الفحم

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

اقرأ في هذا المقال

  • من الضروري أن تسرع إندونيسيا انتقالها إلى عمليات الصهر الأخضر
  • اعتماد إندونيسيا على التوليد بالفحم يُمثّل تهديدًا لطموحاتها في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية
  • تمتلك إندونيسيا أكبر احتياطي من النيكل ما يمثّل 23% من إجمالي الاحتياطيات العالمية
  • اتخذت الحكومة الإندونيسية خطوات لجذب استثمارات بمليارات الدولارات في تعدين النيكل وصهره

من المتوقع أن تؤدي عمليات الصهر الأخضر في إندونيسيا دورًا حاسمًا في خطط البلاد الطموحة، لتصبح لاعبًا رائدًا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية عالميًا، خاصة مع احتياطياتها الكبيرة من النيكل.

ولتحقيق هذا الهدف، يجب على إندونيسيا تسريع انتقالها إلى مصادر الطاقة المتجددة، إذ يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة، لأن أصحاب المصلحة الماليين، مثل البنوك وتجار المعادن، والمجتمع الدولي يطالبون -بصورة متزايدة- بحلول منخفضة الكربون.

ويتطلب ذلك سعيًا من جانب الحكومة الإندونيسية لوضع إجراءات من شأنها تقليل كثافة الكربون في كل من عملية الإنتاج والمنتجات النهائية للألومنيوم والبطاريات، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومن خلال تعزيز مصادر الطاقة المتجددة في أفران صهر المعادن، وتقليل الاعتماد على الفحم، يمكن نشر عمليات الصهر الأخضر في إندونيسيا، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز قدرتها التنافسية في سوق صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

الصهر الأخضر في إندونيسيا مقابل الفحم

نقل تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA) تصريحات وزير شؤون الاستثمار الإندونيسي لوهوت باندجايتان، في شهر مايو/أيار 2024، التي سلّط فيها الضوء على الفوائد المحتملة لاتفاقية التجارة الحرة مع أميركا بالنسبة إلى صادرات النيكل المكرر الإندونيسي.

وأكّد باندجايتان، أنه حتى أفران الصهر التي تعمل بالفحم يمكن أن تفيد المصنّعين في أميركا، إذ إن النيكل ضروري لإنتاج البطاريات التي ستعمل على تفعيل التحول الأخضر.

وأرجع الوزير قدرة إندونيسيا التنافسية في إنتاج النيكل إلى احتياطيات الفحم الوفيرة في البلاد، مشيرًا إلى أن "مصادر الطاقة المتجددة لم تقدم بعد خيارًا فعالًا من حيث التكلفة لتشغيل أفران الصهر المعتمدة على الكهرباء في إندونيسيا".

ويشكّل اعتماد البلاد على توليد الكهرباء باستعمال الفحم تهديدًا كبيرًا لطموحات إندونيسيا في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

محطة توليد كهرباء بالفحم
محطة توليد كهرباء بالفحم - الصورة من Indonesia Water Portal‏

وحتى تصبح البلاد منتجًا رائدًا لبطاريات السيارات الكهربائية من الضروري الاتجاه لعمليات الصهر الأخضر في إندونيسيا، خاصة مع امتلاكها احتياطيات وفيرة من المعادن المهمة لصناعة البطاريات.

وتمتلك إندونيسيا أكبر احتياطي من النيكل، وهو ما يمثّل 23% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، ويُتوقع أن يكون البلد أكبر منتج للنيكل عالميًا بحلول عام 2030 بحصّة تصل 62%، ومع استمرار ارتفاع الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية، تعمل إندونيسيا بنشاط على استغلال احتياطياتها من معدن النيكل لتلبية الطلب المتزايد.

واتخذت الحكومة الإندونيسية خطوات لجذب استثمارات بمليارات الدولارات في تعدين النيكل وصهره من خلال توفير الحوافز والأطر التنظيمية التي تشجع أنشطة القيمة المضافة للمعدن.

ضغوط ضد أفران الصهر العاملة بالفحم

تخضع عمليات الصهر بالفحم في إندونيسيا للتدقيق مع تحول العالم نحو مصادر الطاقة المتجددة، خاصة مع التأكيد العالمي المستمر أن توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هي الخيارات الأرخص والأكثر كفاءة، ومع ذلك تتخلف إندونيسيا بواحدة من أدنى القدرات الشمسية المثبتة على مستوى العالم، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة

ومع مطالبة الهيئات التنظيمية المالية الشركات ووكالات التصنيف بالإفصاح عن الانبعاثات، وبدء إدراج التأثيرات المناخية في تقييماتها للمخاطر في العام المقبل، فإن كثافة الكربون الناتجة عن عمليات صهر الألمنيوم والنيكل في إندونيسيا سيصبح من الصعب تجاهلها.

وتسبب ذلك في ضغط متزايد على مشروعات الصهر المعتمدة على الفحم، إذ واجه مشروع شركة أدارو (Adaro) الطموح لصهر الألومنيوم المكون من ثلاث مراحل في إندونيسيا عقبة كبيرة.

ورفض بنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، وبنك دي بي إس (DBS)، في فبراير/شباط 2023، تمويل المشروع، وتفاقمت المشكلة في أبريل/نيسان 2024 عندما أنهت هيونداي موتورز (Hyundai Motors) اتفاقية شراء الألومنيوم مع شركة "أدارو" بسبب الضغوط الخارجية.

ردًا على ذلك، راجعت شركة "أدارو" خططها لدمج نموذج هجين يجمع بين الصهر الذي يعمل بالفحم والصهر الأخضر المعتمد على مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل المرحلة الثانية من المشروع.

جدوى متزايدة

اكتسبت عمليات الصهر الأخضر أو استعمال الطاقة المتجددة لصهر النيكل اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ومن الأمثلة البارزة على ذلك إبرام مجموعة بي إتش بي (BHP) الأسترالية، اتفاقيات مع مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل مشروعات نيكل ويست (Nickel West) في غرب أستراليا، وهذا يتضمن مزرعة ميريدين للطاقة الشمسية، وهي أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في أستراليا.

وتعاونت شركة نيكل إندستيريز (Nickel Industries) الأسترالية مع شركة سيسنا (SESNA) الإندونيسية لتوفير الطاقة الشمسية لعمليات التعدين والمعالجة التابعة لها في موروالي بمقاطعة سولاويزي الوسطى.

ومن المتوقع أن تتوسع القدرة الشمسية الأولية لهذا المشروع البالغة 396 كيلوواط في الذروة إلى 200 ميغاواط في الذروة مع 20 ميغاواط/ساعة لتخزين البطاريات، الذي يمثّل حلًا لتقطع إمدادات الكهرباء.

ويعرض هذا المشروع المبتكر جدوى اعتماد الصهر الأخضر في إندونيسيا بدلًا من الفحم، ما يسلط الضوء على إمكان إيجاد حلول صغيرة النطاق.

وتعتمد خطة إندونيسيا لقيادة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية العالمية بصورة كبيرة على تحولها إلى الطاقة المتجددة، وهذا من شأنه أن يخفّف من تقلبات الأسعار، ويضمن استقرار سلسلة التوريد.

مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية في إندونيسيا
مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية في إندونيسيا - الصورة من Nikkei Asia‏

ولذلك فإن تقليل البصمة الكربونية أمر بالغ الأهمية في كل مراحل تصنيع الألومنيوم والبطاريات وإنتاجهما، ويمكن أن يساعد الصهر الأخضر في إندونيسيا في تحقيق هذا الهدف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق