التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

خطط لخفض فواتير الكهرباء في بريطانيا إلى الأبد.. كيف يفعلها حزب العمال؟ (تقرير)

نوار صبح

تتعرض سياسات حزب العمال بشأن خفض فواتير الكهرباء في بريطانيا، والاستثمارات الخضراء والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، للانتقادات، بسبب جدواها ومصادر تمويلها وما إلى ذلك.

وأشار مقال، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أنه خلال مدة الانتخابات البرلمانية المرتقبة في البلاد، تخضع خطط حزب العمال للطاقة لبعض التدقيق.

يأتي ذلك بعد أن أعلن حزب العمال، يوم الجمعة 31 مايو/أيار 2024، مزيدًا من التفاصيل بشأن خططه لتأسيس شركة "غريت بريتيش إنرجي" Great British Energy.

وتتضمن خطط حزب العمال العديد من الوعود، التي تأتي من بينها خفض فواتير الكهرباء في بريطانيا، وكذلك القليل من التفاصيل الثمينة بشأن طريقة تحقيقها.

ويتمثل الادّعاء الأساس لحزب العمال في أنهم سوف "يخفضون فواتير الكهرباء في بريطانيا إلى الأبد"، وأنهم وجدوا حلولًا من خلال الزعم أن خططهم "ستوفر 300 جنيه إسترليني (383.49 دولارًا) من متوسط فاتورة الطاقة المنزلية السنوية".

تفكير سحري لأسعار الطاقة المتجددة

قال مستشار الطاقة المتقاعد الخبير في إدارة المشروعات، ديفيد تورفر: "يبدو أن ادّعاء حزب العمال يستند إلى تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة إمبر Ember، ويبدو أنها تعني توفيرًا في فواتير الكهرباء، وليس فواتير الطاقة الإجمالية، بحسب ما كتبه في منصته الإعلامية (davidturver.substack).

ويستعمل مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر) سقف سعر الطاقة الخاص بهيئة تنظيم الطاقة "أوفجيم" Ofgem للربع الثالث من عام 2023، الذي ينص على أن متوسط فواتير الكهرباء في بريطانيا للقطاع المنزلي كان في ذلك الوقت 1127 جنيهًا إسترلينيًا.

ويزعمون أنه "إذا اتّبعنا سيناريو "الوفاء بالالتزامات" الخاص بهم، فسوف تنخفض فواتير الكهرباء في بريطانيا إلى 828 جنيهًا إسترلينيًا بحلول عام 2030، ما يوفر 299 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، وهو ما يصل بسهولة إلى 300 جنيه إسترليني".

مستشار الطاقة المتقاعد الخبير في إدارة المشروعات، ديفيد تورفر
مستشار الطاقة المتقاعد الخبير في إدارة المشروعات، ديفيد تورفر – الصورة من (davidturver.substack)

وقال مستشار الطاقة المتقاعد الخبير في إدارة المشروعات، ديفيد تورفر: "تكمن المشكلة في أن أحدث سقف لسعر أوفجيم يُظهر أن متوسط فواتير الكهرباء في بريطانيا سيكون 913 جنيهًا إسترلينيًا في الربع الثالث من عام 2024، أو أقلّ بنحو 214 جنيهًا إسترلينيًا من نقطة بداية (إمبر).

(الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا)

وقد تحقَّق ما يزيد على ثلثي التوفير المقترح، وذلك في الأغلب عن طريق انخفاض أسعار الغاز، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

انخفاض فواتير الكهرباء في بريطانيا

في الواقع، انخفض إجمالي فاتورة الطاقة (بما في ذلك الغاز للتدفئة) في سقف السعر بمقدار 449 جنيهًا إسترلينيًا منذ الربع الثالث من عام 23، لذلك وفقًا لهذا المقياس، وتحقَّق التوفير الموعود بمقدار 1.5 مرة.

وقد تحقّقت هذه التخفيضات في سقف أسعار الكهرباء على الرغم من الزيادة الهائلة في تكلفة مصادر الطاقة المتجددة.

وأضاف ديفيد تورفر منذ الربع الثالث من عام 23، ارتفعت التكلفة المفترضة لالتزامات مصادر الطاقة المتجددة في سقف أسعار أوفجيم Ofgem بنسبة 15% تقريبًا إلى 32 جنيهًا إسترلينيًا/ ميغاواط/ساعة، وارتفعت تكاليف التغذية بنسبة تزيد عن 18% إلى 7.64 جنيهًا إسترلينيًا / ميغاواط/ساعة.

في المقابل، ارتفعت التكلفة السنوية لعقود الفروقات، من نحو 770 مليون جنيه إسترليني المفترض في الربع الثالث من عام 23، إلى 3.087 مليون جنيه إسترليني في أحدث تقرير للسقف السعري.

وارتفعت تكلفة عقود الفروقات CfD لكل ميغاواط/ساعة بمقدار 4 أضعاف تقريبًا من 3 جنيهات إسترلينية لكل ميغاواط/ساعة إلى أكثر من 12 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة.

لذلك، من الصعب فهم كيف سيؤدي إضافة المزيد من مصادر الطاقة المتجددة إلى خفض أسعار الكهرباء.

وظائف الخيال الأخضر

يزعم حزب العمال أنه سيخلق 650 ألف فرصة عمل جديدة للمهارات في "صناعات المستقبل".

وقال مستشار الطاقة المتقاعد الخبير في إدارة المشروعات، ديفيد تورفر: "ليس من الواضح تمامًا ما يعنيه هذا، ولكن دعونا نفترض أنه يعني طاقة الرياح والطاقة الشمسية".

وفي عام 2021، وظّف قطاعا طاقة الرياح والطاقة الشمسية ما مجموعه 22 ألف شخص بدوام كامل، بتكلفة تبلغ نحو 250 ألف جنيه إسترليني لكل وظيفة.

مزرعة الرياح العائمة هايويند في إسكتلندا
مزرعة الرياح العائمة هايويند في إسكتلندا - الصورة من بلومبرغ

ويقترح حزب العمال أن يحقق القطاعان زيادة مذهلة في تشغيل العمالة بمقدار 30 ضعفا بحلول عام 2030، "وحتى لو تمكّنوا من تحقيق هذه الزيادة، فلن نتمكّن من تحمل تكاليفها".

الإنفاق على المصادر باهظة الثمن

يَعِد حزب العمال بتسريع الإنفاق على طاقة الرياح البحرية العائمة وطاقة المد والجزر والهيدروجين الأخضر من خلال الاستثمار المشترك مع شركاء من القطاع الخاص.

في جولة التخصيص السادسة AR6، تُقَدَّم طاقة الرياح البحرية العائمة بسعر 176 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة بأسعار عام 2012 أو 246 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة بأسعار اليوم، وهو ما يعادل 3 إلى 4 أضعاف أسعار الكهرباء بالجملة الأخيرة.

إضافة إلى ذلك، تُسحَب مزرعة الرياح البحرية العائمة هايويند إلى النرويج لإجراء أعمال صيانة كبرى بعد 7 سنوات فقط من التشغيل.

ويرى مستشار الطاقة المتقاعد الخبير في إدارة المشروعات، ديفيد تورفر، أن "هذه ليست علامة على أن الرياح البحرية العائمة ستكون الطاقة المنقذة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق